الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

يوحنا الثالث والعشرون فتح الكنيسة على العالم

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

اطلق الايطالي انجيلو رونكالي الملقب "البابا الطيب" واصبح يوحنا الثالث والعشرين، المجمع الفاتيكاني الثاني الذي فتح الكنيسة على العالم وترك ذكرى ديبلوماسي محنك وكاهن متواضع ومرح.


وترأس يوحنا الثالث والعشرون الذي طوبه في الثالث من ايلول 2000 البابا يوحنا بولس الثاني، الكنيسة الكاثوليكية من 1958 الى 1963 فقط. وبدعوته الى عقد "مجمع مسكوني" كان اول داعية للحوار مع غير المسيحيين وغير المؤمنين.
وسيم انجيلو غيسيبي رونكالي المولود في 25 تشرين الثاني 1881، كاهنا في 1904. وهو ينتمي الى عائلة متواضعة تمتهن الزراعة في بلدة سوتو ايل مونتي شمال ايطاليا.
وتولى في 1921 مهمة الاعمال الحبرية الرسولية لايطاليا، التي افسحت له في المجال للاهتمام بكنائس الجنوب الفتية. وبعد ترقيته الى الدرجة الاسقفية في 1925، بدا العمل في المجال الدبلوماسي الذي قاده الى بلغاريا ثم الى اسطنبول واخيرا الى باريس بعيد الحرب العالمية الثانية.
ولدى تعيينه قاصدا رسوليا في تركيا، اطلع على المسائل الارثوذكسية والاسلامية. وكتب موقع نصب ضحايا محرقة اليهود (ياد فاشيم) "لقد تأثر كثيرا بمأساة اليهود وبذل جهودا جبارة لانقاذهم".
وفي السابعة والسبعين من عمره، انتخب يوحنا الثالث والعشرون الذي كان بطريركا للبندقية، على رأس الكنيسة الكاثوليكية في 1958 على اثر وفاة البابا بيوس الثاني عشر. وكان آنذاك معروفا بميوله المحافظة.
وحين كان قاصدا رسوليا في باريس، بدأ بالاشادة بتجربة الكهنة العاملين قبل ان يطلب من روما ان تعمد الى تنظيم تجربة تنطوي على مضامين سياسية.
واحدث يوحنا الثالث والعشرون الذي اعتبر بابا انتقاليا، مفاجأة كبيرة باعلانه في 25 كانون الثاني 1958 عن المجمع الفاتيكاني الثاني الذي افتتحه في 11 تشرين الاول 1962 في حضور اساقفة العالم اجمع.
وقال آنذاك: "اريد ان افتح نافذة الكنيسة حتى نرى ما يحصل في الخارج ويرى العالم ما يحصل عندنا".
وكانت الاكثرية المحافظة تأمل آنذاك في الا يجيز المجمع الفاتيكاني الثاني التشكيك في اي من المسلمات. لكن سرعان ما منحه بعض الاساقفة والخبراء توجها اصلاحيا.
وبينما كان يتحدث مع الجموع مساء 11 تشرين الاول، اقام اول اتصال مباشر معهم. وفي "خطاب على ضوء القمر" الشهير، ارسى اسلوبا متواضعا على غرار الاسلوب الذي يحبه البابا فرنسيس.
وقال: "العالم اجمع مجتمع هنا. ويبدو ان القمر نفسه سارع هذا المساء لينظر الى هذا المشهد (...) لا اهمية لشخصي. فمن يتحدث اليكم هو اخ اصبح ابا بمشيئة ربنا".
وانهى يوحنا الثالث والعشرون بهذه الكلمات: "عندما تعودون الى منازلكم، قبلوا اطفالكم وقولوا لهم هذه قبلة من البابا".
وقال الخبير في الشؤون الفاتيكانية جان فرانكو سفيدركوسكي: "معه لم تعد الكنيسة بعيدة من الناس".
واحدث المجمع الفاتيكاني الثاني مرحلة التجديد المتمثلة بالاحتفال بالقداس باللغة المحلية والاعتراف بشعب الله (الكنيسة لا تعني فقط رجال الدين) وحرية المعتقد والدين والحوار مع الاديان الاخرى.
وافتتح يوحنا الثالث والعشرون المجمع لكن بولس السادس هو الذي اختتمه لان انجيلو رونكالي توفي في الثالث من حزيران 1963 بعد اشهر على النداء من اجل السلام الذي وجهه في 25 تشرين الاول 1962 الى القوى العظمى المتورطة في ازمة الصواريخ واصدار رسالته "سلام على الارض".
وقال يوحنا بولس الثاني لدى تطويبه في 2000: "لقد ترك في ذاكرة الجميع صورة ذراعين مفتوحتين ليغمر العالم اجمع".
وذكر الكاردينال جيوفاني راتيستا ري "كان شخصية صافية تتميز بطيبتها الكبيرة".
وستشهد طرائف كثيرة على ميله الى الفكاهة ورفضه الاذعان لقيود البروتوكول. واخبر كبير الخدم في الجناح البابوي غيدو غيسو كيف افلت من رقابة الحراس السويسريين للتجول بسيارة متنكرا خارج قصر كاستل غاندولفو الصيفي.
واكد البابا الجديد الذي أثرت فيه كثيرا اتصالاته بالجنود الجرحى من كل الطوائف خلال الحرب العالمية الاولى انه "لا يريد انتهاك حرية المعتقد لدى اي كان". واضاف "اشعر اني مندوب اله مصلوب يمد ذراعيه مفتوحتين لاحتضان الجميع في الحنان والرحمة".
وغالبا ما يذكر البابا فرنسيس بهذا البابا الذي وصفه بأنه "كاهن ريفي شجاع يتميز بحس الفكاهة الكبير".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم