الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جعجع افتتح زنزانة معراب: قاومت بالصلاة والغناء ولا أخجل من الماضي

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
A+ A-

افتتح رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع في الذكرى العشرين لاعتقاله زنزانة في معراب تشبه تلك التي عاش فيها إحدى عشرة عاما.


وجال جعجع يرافقه الإعلاميون في أرجاء الزنزانة التي تضمنت معظم الموجودات التي كانت في زنزانة وزارة الدفاع وتحديدا السرير الذي كان ينام عليه، والمكتب المتواضع والكتب التي كان يطالعها وسواها.
جعجع أصر في بداية حديثه أن يؤكد ان "هذه الزنزانة شبيهة بزنزانة وزارة الدفاع، بالشكل وليس بالمضمون، إذ انه بعد انتهاء عهد الوصاية تحول سجن وزارة الدفاع الى سجن قانوني رسمي، أجواؤه مختلفة عن الأجواء التي سترونها في هذه الزنزانة".


وأشار جعجع خلال الجولة الى "الملابس التي كنت أرتديها، والسرير الذي كنت أنام وأجلس عليه، وعلى هذا المكتب كنت أقرأ، والى جانبه كنت أقوم بالرياضة". وتوقف عند محطات عديدة داخل الزنزانة فقال : "عند كل باب حديد مرقم هناك قصة". الإعلاميون يسألون وجعجع يشرح بإسهاب، "غرفة رقم "1" قضيت فيها 48 ساعة، رقم "6" ثلاث سنوات، ورقم "3" سبع سنوات، لينقلوني في الأشهر الأخيرة الى غرفة فوق الأرض". وأضاف "وراء هذه الأبواب الحديدية كنت أسمع أصوات شباب القوات وهم يتعذبون بـ"البلانكو" الذي كان حاضرا في زنزانة معراب لكنني كنت احاول جاهدا طمأنتهم من خلال أداء اغنية "ما تخافيش انا مش ناسيكي".


وشرح عن الوسائل التي اعتمدها لمقاومة السجن والسجان معا، "فالصلاة كانت في طليعة تلك الوسائل، والغناء والمطالعة والصبر وترتيب الغرفة الصغيرة بعد كل عملية تفتيش اذ انني كنت على يقين انني في مواجهة، كما انا اليوم، ولكنني كنت جاهزا لهذه الوضعية التي تحتاج فقط الى الصبر والهدوء وحسن التفكير وعدم الخوف والإنهيار حتى لا تقضي المواجهة علي، ولو كنت حذرا باستمرار من إمكانية قتلي بشتى الطرق".


وعما اذا كان فكر يوما في السجن انه سيترشح لرئاسة الجمهورية، روى جعجع قصة حصلت معه في السجن فقال: "في يوم نظر اليّ احد العناصر نظرة ازدراء فبادلته بالقول: لا تنظر اليّ هكذا، ستراني يوما جالسا وراء مكتب وزارة الدفاع".


وردا على سؤال، أكد جعجع "لست خجولا أبدا من ماضيّ وأنا اعترف انني لدي أخطاء ككل الناس وسبق أن اعتذرت علنا وأمام الجميع ولكن تاريخي هو تاريخ لبنان وأتمنى على الغير ان يتخذ منه العبر وأن يكون تاريخه تاريخ لبنان بدل ان يراشق الناس بالحجارة".


وأضاف: "أخطائي ارتكبتها في زمن الحرب ولكن الخاطئ الأكبر هو من يستمر في ارتكاب الأخطاء بعد زمن الحرب وبعد قيام الدولة".


وبعد ان تذكر جعجع كيفية اعتقاله وسبل التحقيق معه، شدد على ضرورة نسيان الماضي الأليم واتخاذ العبر منه للانطلاق بمرحلة جديدة خالية من الحقد والكراهية باعتبار أن الحقد يقتل صاحبه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم