الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"الجمّيزة لم تعد موجودة"... مهندسون يتخوّفون من الأسوأ (صور)

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
Bookmark
"الجمّيزة لم تعد موجودة"... مهندسون يتخوّفون من الأسوأ (صور)
"الجمّيزة لم تعد موجودة"... مهندسون يتخوّفون من الأسوأ (صور)
A+ A-
يتفادى مَن يحبّ رؤية أسى الحبيب ودوران الدنيا في أحواله. ذلك يترك لوعة كئيبة، ويلطع كملح في جرح. كانت الجمّيزة قبل زلزال الرابع من آب حيّزاً بيروتياً يردّ الروح لأيامنا المسلوبة، فيها اللقاء والنقاش والصخب والسهر في الأزقّة المتلاصقة كعناق، والشوارع المُحافِظة على شيء من الهوية. ركام، هي اليوم، أحجار على الأرض، خراب مُعذِّب. في كلّ زاوية زعل شفاؤه مؤجّل. المدن، كبيروت، حين لا تكون بخير، يسقم إنسانها ويتغرّب في وطنه. مهندسون آلمتهم الجمّيزة، حدّ أنّ أحدهم، وهو بربر كلّاب، لم يستطع النزول إلى المكان وتفحُّص احتضاره. أراده كما عرفه دائماً في الذاكرة: حيٌّ، فريد، يداعب أمزجة الحياة. آخرون، كميشال عقل ومروى غزيري ومهى نصرالله، عاينوا المكان المنكوب، ويتخوّفون من استحالة عودته كالسابق. "بيروت ضحية كبرى"، تتحسّر غزيري. "إننا ذاهبون إلى الأسوأ"، تقول مهى نصرالله، وهي تعلن موت الأمل بوجود الطبقة الحاكمة القاتلة، مُدمِّرة المدينة وماحية ذاكرتها. في ذاكرة المهندس ميشال عقل صور عن بيروت ما بعد الحرب، حين عرَّضتها مدافع الميليشيات لمحاولة محو المعْلَم. يعدّد الشوارع، شارعاً شارعاً، من ساحة البرج إلى بشارة الخوري وطريق الشام. "لم تحافظ إعادة الإعمار على الهوية البيروتية آنذاك، فلا الساحات العامة بقيت كما هي، ولا المقاهي الشعبية، لتأتي فاجعة المرفأ وتنقضَّ على المعالم". تؤلمه مَشاهد برج حمّود، الكارنتينا، الجمّيزة ومداخل رأس بيروت. "منطقة بأكملها على الأرض. هذا كنزنا التراثيّ وإرث المدينة. اليوم، تختفي الأبنية، وتتلاشى الأزقّة التراثية. هذا يفوق الوصف".يستند إلى تقديرات نقابة المهندسين، ليشير إلى نحو 45 مبنى مهدّداً بالانهيار ومعرّضاً للهدم. بالنسبة إلى عقل، الواقع ليس وردياً، فكيف في النكبات؟ "من الصعوبة أن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم