السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

فضيحة الأدوية المنتهية الصلاحية بعد انفجار المرفأ... موجودة منذ ١٥ عاماً فماذا فعلتم؟

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
فضيحة الأدوية المنتهية الصلاحية بعد انفجار المرفأ... موجودة منذ ١٥ عاماً فماذا فعلتم؟
فضيحة الأدوية المنتهية الصلاحية بعد انفجار المرفأ... موجودة منذ ١٥ عاماً فماذا فعلتم؟
A+ A-

فوق جثث وأشلاء ضحايانا، وعلى دماء جرحانا، وبين كل هذا الدمار، تطفو فضيحة مدوية أقل ما يُقال عنها "جريمة موصوفة" مجهولة المصدر حتى الساعة.

ليست المرة الأولى التي يتمّ التلاعب بصحة الناس. نذكر جيداً فضيحة أدوية السرطان التي استُبدلت بالماء والملح، أو فضيحة منى بعلبكي التي كانت تحقن المرضى بأدوية منتهية الصلاحية وفاسدة. والأدهى أن كل هذه الفضائح لم تنتهِ التحقيقات فيها ونامت الملفات في الأدراج.

أنتم مجرمون، كيف أمكنكم الاحتفاظ بكل هذه الأدوية المنتهية الصلاحية منذ العام 2005؟ لماذا لم يتم ترحيلها إلى بلد المنشأ طوال هذه السنوات؟ هل كنتم تخططون لبيعها بعد تغيير تواريخها؟

ولماذا لم يتحدث أحد بها وبقيت هناك لسنوات طويلة قبل أن يفضحها الانفجار ويكشف فساداً جديداً؟

أنتم مجرمون وقاتلون ولا تعرفون الرحمة، كيف لكم أن تتستروا على مثل هذه الفضيحة وتخزنون كل هذه الأدوية بالخفاء؟

يبدو أن الجميع تنصل من هذه الفضيحة. بالطبع، لن يتحمل أحد وزر المساءلة والمحاكمة. لا في المرفأ ولا في الكرنتينا. كل شخص يبعد الشبهات عنه؛ إدارة الجمارك تؤكد أنه يستحيل أن تكون في المرفأ، فلم يبق هناك شيء مكانه وكل شيء مدمر ومحترق، في حين تؤكد وزارة الصحة أنه يستحيل أن تكون هذه الأدوية في مستودع الكرنتينا.

لنعد إلى البداية، يوم دوّى الانفجار في مرفأ بيروت لم يبقَ حجر في مكانه، انكشف كل شيء ومعه انكشف وجود أدوية منتهية الصلاحية يعود تاريخها إلى العام ٢٠٠٥. وكان من البديهي السؤال: "لماذا هذه الأدوية موجودة هناك حتى الساعة"؟

وعليه، سألت "النهار" مختلف الجهات الأمنية إلا أنها لم تحصل على جواب واضح منها، فاتصلت بنقيب الصيادلة في لبنان غسان الأمين الذي أكد "أننا لا نملك معطيات كثيرة حول هذه الأدوية وقد راجعنا وزارة الصحة التي توّلت الموضوع. وعلمنا أنها أرسلت كتاباً إلى إدارة المرفأ للاستفسار حول ماهية هذه الأدوية وعدم تصديرها، كما توّجه فريق تابع للوزارة للكشف عليها ".

وأشار إلى أنه "عادةً عند وصول شحنة من الأدوية المنتهية الصلاحية يتم إعادتها إلى بلد المنشأ. لذلك نحن في انتظار الجواب ومعرفة سبب بقائها وما إذا كانت ستتلف أم سيتم إرسالها إلى بلد المنشأ".

مصادر من وزارة الصحة تؤكد معلومتين: الأولى، حقيقة وجود هذه الأدوية وبالتالي محض فرضية "تزوير الصور أو الفيديو". أما المعلومة الثانية فهي إرسال كتاب رسمي من وزارة الصحة إلى إدارة المرفأ تطلب فيه إطلاعها على وضع هذه الأدوية وأسباب وجودها في هذه المنطقة، بالإضافة إلى وضع لائحة بالأدوية المنتهية الصلاحية".

وأكدت المصادر على أن "هذه الأدوية لم توزع على الناس وبقيت في المرفأ إلى حين إرسالها إلى بلد المنشأ."

مشيرةً إلى أن "ظهور هذه الأدوية قد يكون مصدرها مكب النفايات وليس مستودع الكرنتينا الذي نجا من الخراب والدمار الكلّي، ولم تتضرر الأدوية التي كانت موجودة هناك، وعليه، قد تكون هذه الأدوية محجوزة في المرفأ بعد الكشف عليها حيث تبيّن أنها منتهية الصلاحية وبالتالي ممنوع إدخالها إلى البلد". 

وعن سبب وجودها طيلة هذه السنوات من دون إرسالها إلى بلد المنشأ، يقول المصدر إن "كل شيء يستغرق وقتاً في هذه الدولة لإنهائه"!!!

علامات استفهام كثيرة وكبيرة تحوم حول سبب بقاء هذه الأدوية لمدة ١٥ سنة، لتبقى الهواجس سيدة الموقف: ماذا كنتم تريدون فعله في هذه الأدوية؟ وهل حقاً لم يتم التلاعب في تواريخ بعض الأدوية وتوزيعها دون علمنا؟ الله وحده يعلم بنواياكم!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم