الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تجلِّياتٌ في العشقِ

المصدر: "النهار"
حسام علي حمدان
تجلِّياتٌ في العشقِ
تجلِّياتٌ في العشقِ
A+ A-

وَلِعشقي لها تَجلّياتٌ شَتّى

أُحِبّكِ يا نفسيْ

يا دورانَ الزّمانِ

والانقطاعَ بعدَهُ

يا رائحةَ الخريفِ

والصّوتَ الرّهيفْ

يا زاويةَ منزِلٍ جمعنا

نفّذَ وعدَهُ

قد آثرتُ الكتابةَ وصالاً

تحتَ أشجارِ البرتقالِ

حاملاً الحبّ ثماراً فجّةً

أدخلُ

ذا جَسَدُكِ النّاضِجُ أكتسيهْ

تَخَطّيتُ الجنونَ أُستاذاً وطالباً

للحُرٍيةِ في سجنِ المشاعرِ الواسعْ

أشتري الهوى تلفازاً

واللّهو الأحمقَ أريكةً

أُشاهدُني دُميةً تعبرُ القفارَ الشّاسِعْ

لِتموتْ

****

ولعشقي لها تجلياتٌ شتّى

أحبّكِ يا نفسي

لِكأسِ الغرامِ تخمّرٌ

انتظريهِ بعيدةً

ارقبيهِ برفقٍ يمتلئُ

منَ القاعِ للقاعْ

ومنَ السّطحِ ينقطُ

عنباً ودُرّاقْ

لا أنا بالسكران إذا لقيتَني

بالشاربِ الدّائخْ

ولاهي سعيدةٌ وعيونُها تبكيْ

صوتَ الدّوريّ

ورائحةُ العشبِ على ثيابنا

أيقونةٌ خدرى

تحكي اللّذّةَ قصّةً قصيرةْ

لما تخللَّ الحياةَ من فراقْ

شَتّانَ بينَ غُرفَةٍ قاصيةٍ

تكسيها الأشنياتْ

تزيدُ القلوبَ اخضراراً

في وادٍ مُنعَزِلْ عن ضوضاء العقولْ

على أريكةٍ من الفرو ذي الرائحةِ العتيقةْ

جالِسَيْنِ نكتُبُ الهوى قُبلاً رقيقةْ

وأستلُّ من سيوفِ فِتْنَتِها مايكفي

لاحتلالِ نعسِ عيوني وما تبقّى

من مصباحِ قلبي الخجول

****

ولعشقي لها تجلياتٌ شتى

أُحبُكِ يا نفسي

لو كانَ الحبُّ غباراً

على رتبةٍ تعلو كتفي

أزيليهِ بأناملكِ رويداً رويداً

وافرشي الطرقاتَ بينَ أعضائي

زهوراً

يقطفها التجافي

أشواكاً تُدمي يَدَيّ

وترفعُ المنصوباتِ أعمدةً

تداني الوجودْ

منحوتةً بتلكَ الأناملِ الضعيفةْ

شمعةٌ وكأسُ نبيذٍ وخاتمٌ

إنها أعظمُ العهود

قد غدوتِ الآنَ تمثالاً

على مفرقٍ

يمينُكِ ماضينا وكومةٌ

من الأوراقِ ممزّقةٌ

قلادةٌ وَ وِسادةٌ

كأسُ شرابٍ وتفّاحْ

صدى اسمي يهربُ

مقطوعاتُ البيانو

طيفكِ طفلةً

زينةُ شعركِ

رائحةُ جسدكِ

وطعمُ شفاهكِ الحُمر

يزيّنُ الأقداح

****

ولعشقي لها تجليات شتى

أحبكِ يا نفسي

قد كنتِ المسيرَ الطويلَ في رحلتيْ

شعرُكِ المنسدلُ ستارٌ

على مسارحِ البسماتِ الحزينةْ

ابتعادُكِ المقصودُ نهاراً

ينيرُ الدّجى بدراً

بتلكَ الكلماتِ الرّزينةْ

أراكِ تنزلينَ قبلي الحافلةْ

لأنزلَ منكِ قاصياً

يدنيني تبغيَ الثقيلْ

وخمري يتوسّطُ الطاولةْ

قدْ كنتُ كلّ شيءٍ إلا أنا

وكنتِ حبيبتي،وأيام السعادةِ الآفلةْ

للنفسِ في تجلّيكِ ميتاتٌ شتّى

وللحبّ في دنياكِ عذابٌ

وحيادٌ عن القافلةْ

***

ولعشقي لها تجليات شتى

أحبكِ يا نفسي

يا نفسها ياذاتها

من الحضور المقدّس لحدّ التماهيْ

تتأرجحُ بينَ أحلامي تقطف الغيوم

لابسةً اللامبالاة خماراً للتباهيْ

فكلّ الرؤى انطوت أحرفاً مكسورةْ

تقولُ أن الزمنَ ممحاةٌ

وأنَ الحبّ تمثالاً بات أحفورةْ

لقيتهُ في الماضي رسائلَ مهترئةً

دمعةً مختبئةً

إدباراً خجلاً وإقبالْ

لا القصيدةُ سرّ به أبوحُ

ليُسْمَعْ

ولا مفتاحاً بيدي

أفتحُ بهِ الأقفالْ

قد كنتِ ولا زلتِ لروحي مشتهىً

ومنزلاً لكلّ يومٍ يمرّ

عبرت بسماءهِ سحابةٌ

أمطرت غزلاناً ووديانْ

فاللقى المنتظرِ نبضٌ

ولكل قانونٍ عصيانْ

كوني ما شئتِ بعيدةً عني

طالما لنفسي منزلٌ تشغلهُ

وللعشقِ تجلياتْ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم