الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سارة بيضون لـ"النهار": إمّا أن ننهض جميعنا بلبنانٍ جديدٍ نحبّه وإمّا أن نموت جميعنا!

المصدر: النهار
فرح نصور
سارة بيضون لـ"النهار": إمّا أن ننهض جميعنا بلبنانٍ جديدٍ نحبّه وإمّا أن نموت جميعنا!
سارة بيضون لـ"النهار": إمّا أن ننهض جميعنا بلبنانٍ جديدٍ نحبّه وإمّا أن نموت جميعنا!
A+ A-

لكلٍّ قصته وتفاعله وأضراره جراء انفجار بيروت. في هذا الإطار، وما عاشه الناس يوم انفجار- زلزال 4 آب، وجدنا أضراراً في محلات كثيرة، ومحلّ "Sarah’sbag" الذي تملكه سارة بيضون، مصممة الحقائب، واحد منها. محلّها ومشغلها الواقعان في تباريس في الأشرفية لم يسلما من أضرار الانفجار. كان لـ"النهار" حديث خاص مع سارة، روت فيه ما عاشته في ذلك اليوم المشؤوم وما تمنته للبنان.

غادرت سارة محلّها عند الساعة الـخامسة والنصف متجهةً نحو صالون التزيين. فور وصولها وقع الانفجار الدامي. كانت ردة فعلها تجاهه كردة فعلها أيام الحرب. هرولت هي والموظفة في الصالون للاختباء في الممر وصلّت بصوتٍ عالٍ. رغم خوفها، تشجّعت وحاولت أن تطمئن مَن حولها. خالت أنّ الانفجار وقع في بيت الوسط، فمنزلها يقع بالقرب منه، وأولادها هناك. اتصلت بهم واطمأنّت أنّهم بخير. تواصلت مع مشغلها لتعرف أنّ موظفة واحدة أُصيبت إصابةً طفيفة.

من تباريس إلى وسط بيروت، مشت تنظر إلى الويلات وهي عاجزة عن فعل أي شيء. تلوم نفسها الآن لأنّها لم تساعد أحداً من الجرحى الذين رأتهم. إلّا أنها حينها، شعرت أنها مربّطة من وهلة ما شاهدته. "رأيت ويلات الحرب بعينيّ في ذلك اليوم، رغم أنّني كنت أعتقد أنّني لن أعيشها مرةً أخرى. عندما مررت بالطريق من تباريس إلى وسط بيروت ورأيت المصابين والناس يساعدون بعضهم البعض والإسعاف والدماء على الأرض، لم يكن عقلي قادراً على استيعاب كل ذلك".

لم تذهب لتتفقّد محلّها يوم الانفجار. في اليوم الثاني، ولدى وصولها إلى المحل، لم تصدّق ما رأته من خرابٍ ودمارٍ فيه. الواجهة كلّها طارت والخشبيات كذلك. زجاج المحل القديم أدّى إلى تلفٍ كبير، فشظاياه تطايرت وتناثرت في كلّ أرجاء المحل ومزّقت وجرحت بعض الموجودات. شعرَت أنَ أحداً "اغتصبها" عندما رأت حولها الدمار في المحل، فـ"سنين تعبي تبخرت بلحظات"، تروي سارة. مع مرور الوقت، تشعر أنّ حالتها تصعب أكثر فأكثر. في اليوم الثاني ذهبت لترتّب محلّها. وفي اليوم الثالث شرعت بالتصليح. أمّا بعدها، فبدأت تشعر أن أضرارها وما حدث معها سخيف أمام ما حدث مع غيرها. فهناك شهداء وجرحى ومهجرون. شكرت ربها أنّها لم تُصَب هي وعائلتها وموظفوها بأي مكروه.

"حتى اليوم لا أستوعب ما حدث، وعقلي غير قادرٍ على إيجاد شرح منطقي لما حصل، إذ كنّا نعاني من الأوضاع الاقتصادية، وكنّا على حافة الهاوية، لكنّ الانفجار جاء كضربة قاضية"، وفق المصممة. ليست قادرة الآن على القيام بدور البطلة كي تساعد المتطوعين والجمعيات، فـ"أنا حزينة جداً لكنّني لم أغضب بعد، لكن كلّ ما قدمناه للبنان والوجه الحضاري الذي نسعى إلى إيصاله والابتكارات الجميلة وتوظيف لبنانيات معنا، كل ذلك تبخّر بثوانٍ".

"نحن على مفترق طرق، إمّا أن ننهض جميعنا بلبنانٍ جديدٍ نحبه، وإمّا أن نموت جميعنا، وما يمكن أن ينقذنا حالياً هي الدول المحبّة للبنان، وكلّ مَن يعرف لبنان ويحبّه عليه أن يساعدنا. كنّا على الصفر وأصبحنا تحته"، بحسب سارة.









الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم