الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الاكتئاب سبيل للنجاة من هول فاجعة بيروت!

المصدر: صيحات
محمد شهابي
الاكتئاب سبيل للنجاة من هول فاجعة بيروت!
الاكتئاب سبيل للنجاة من هول فاجعة بيروت!
A+ A-

كانت بيروت، وفي الفترة التي سبقت الانفجار تنازع من أجل البقاء، كانت تتنفس أنفاسها الأخيرة، تناجي من ينقذها، إلا أن أيًا من الساسة لم ينظر لحالها أو يستمع لأنينها، ويوم الثلثاء الرابع من آب وقع الانفجار الكبير، وقتلت بيروت.

وفاة بيروت على إثر انفجار مرفئها، مع الضحايا الذين رحلوا والجرحى الذين سقطوا، قتل شيئًا داخل كل لبناني، الأكيد أن الحياة لن تعود إلى سابق عهدها، هو شعور يتفق عليه أغلب اللبنانيين، بخاصة مع مشاهد الفاجعة التي ضربت عاصمتهم.

ومع ذاك الشعور، ينبع الاكتئاب، وكيف لا ينبع وهنالك شيء قد مات داخل نفوس أهلها، هنا بعضهم عاود السير في شوارعها، أجسادًا دون أرواح، الحزن يملأ قلوبهم، فقد قتل السياسيون بيروت الجميلة. آخرون عزلوا أنفسهم داخل غرفهم، يرفضون الخروج، قرروا الانعزال عن العالم، تارة يحدثون أنفسهم، وتارة أخرى يستذكرون المأساة، أما عن الدمع فحدّث ولا حرج.

لا أدري إن كان الاكتئاب المصحوب بالانزواء هو الحل أمام هذه الفاجعة، هل يحتاج اللبنانيون وقتًا ليداووا جراحهم، هل سيكتب لهم القدر أملًا بمستقبل أفضل، أم أنّ هذا البلد ملعون فاتركوه!

حسنًا وماذا إن ترك اللبنانيون وطنهم، هل يعتبر ذلك هروباً من المواجهة، أم أنه حقٌ فالوضع صدقًا لم يعد يحتمل، أم أنّ عليهم تحمّل كل تلك المآسي والأوجاع، فيما السياسيون أنفسهم المسؤولون عن إصلاح البلد يرفضون أداء مهامهم.

الواقع يقول إن التغيير مطلوب، وعلى كلّ المستويات والأصعدة، الحراك في الشارع يجب أن يتطور، تعامل الساسة مع شعبهم يجب أن يتغير تمامًا، فالواقع وبعد 15 عامًا على الحكم (لكلّ حزب) كأقل تقدير غير مقبول، أيضًا قد يكون رحيل الساسة حلًا، ولكن يبقى السؤال كيف، بخاصة أن الاكتئاب والانزواء سيولدان غضبًا داخل نفوس اللبنانيين،  قد لا تحمد عقباه.

والآن، ماذا يفعل المواطن اللبناني وكيف ينسى ما حصل، يحقّ لأي شخص أن يختار الطريق الذي يناسبه والأسلوب الذي يريده في معالجة جراحه وآلامه، والوقت الذي يقتضيه ذاك الأمر للخروج معافى من هول ما حصل، وهنا لا أريد أن أتعالى على جراح وآلام اللبنانيين ولكن استشارة طبيب أو طلب مساعدة من صديق أو قريب هو الأمر المناسب لمساعدة أي شخص يعاني من هول ما ألمّ ببيروت، ليعاود بناء نفسه ومدينته.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم