الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

من مار مخايل إلى مار سمعان العمودي

رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
من مار مخايل إلى مار سمعان العمودي
من مار مخايل إلى مار سمعان العمودي
A+ A-
رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِوَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا سورة البقرة متن الحدث يملي عليَّ قبل الدخول إلى متن الحديث، أن أشكر الله أن ديكَ النهار لا يزالُ يصيح أعلى من صوت الانفجار الذي كثَّفَ خمسة عشر عامًا من هيمنتهم في لحظة لن ينساها التاريخ، حين دمَّرَت سحابة الفطر النووي أو الأمونياكي العاصمة وهم معتصمون بحبل الحكم، وزلزلتِ الدولة وهم ممسكون بخناقها، فمتى يرعوون ويسمعون ويرحلون؟وأشير أيضاً إلى أنَّه في الرابع من آب عام 1982، بتعليمات من رفيق الحريري، بدأ الفضل شلق بإزالة المتاريس من بيروت تمهيدًا لإعمارها، وفي اليوم نفسه من العام 2020 قبيل صدور الحكم في قضية الاغتيال تدمرت بيروت مرة أخرى فمن لها برفيق ثانٍ يعيدها ثانية؟!لقائل أن يقول إن ذلكَ يستدعي تدخلًا عجائبيًّا من الملائكة والقديسين، وأولهم رئيس الملائكة ميخائيل الذي دخل في عقائد الأجيال أنه ملاك الرحمة النازلة من السماء. وللقائل نفسِه أن يذكِّرَ بأنَّ الموقع الجغرافي بين محورَي الشياح وعين الرمانة، شاءَ لمار مخايل نفسِه أن يكونَ مضيفًا، وشاهدًا على اتفاق السادس من شباط من العام 2006 بين السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون. فصار البيان المعلن حينذاك، أصلبَ وثيقة سياسية وُقِّعَت منذ اندلاع الحروب في لبنان، لأنَّها اكتسبت صمودها من مرونة صياغتها، وقابليتها للتأويل، ومتانة المصالح العميقة المتبادلة التي أوجبت حصولها رغم تضاد المعتقدات والسلوك بين الطرفين.والحقيقةُ أنَّ المثال الأوضح للبراغماتية السياسية يتجسد في ذلك الاتفاق، الذي ضرب فيه الطرفان صفحًا، بل تعاميَا عن المقولات الخلافية كولاية الفقيه والدولة الإسلامية وهزيمة أمريكا، وعن شعارات التيار ضد الوجود السوري والسلاح غير الشرعي، وضرورة احتكار الدولة للقوة المسلحة، وما إلى ذلك من ادعاء أبوَّة القرار 1559، وتحريض أمريكا على المحور السوري الإيراني. ذلك أن رجلين حاذقين ماهرين قادرين على التحكم المطلق بجماهيرهما، التقيا عند محور بقطبَين: عدم تعرية رأس المقاومة الإسلامية من التغطية المسيحية، ووصول الجنرال عون إلى رئاسة الجمهورية. هكذا برعاية ملائكية، تمَّ العبور السريع الآمن فوق النقاط "العقائدية" المتعاكسة، وطغت المصالح على السطح بأوضح تجلياتها. وغداة حرب تموز كان الاختبار الخطير، فأثبت الجنرال عون قدرته...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم