الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أيُّ موقفٍ للانتفاضة بعد الانفجار في مرفأ بيروت؟

غسان صليبي
أيُّ موقفٍ للانتفاضة بعد الانفجار في مرفأ بيروت؟
أيُّ موقفٍ للانتفاضة بعد الانفجار في مرفأ بيروت؟
A+ A-

أيّ موقفٍ للانتفاضة بعد أيام قليلة من الانفجار في مرفأ بيروت في 4 آب، الذي قَتل نحو مئة وخمسين شخصا وجرح نحو خمسة آلاف، وألحق ضررا بمعظم منازل المدينة ومؤسساتها، فضلا عن التدمير الكامل للمرفأ؟

تأثير الانفجار سيكون كبيرا على السلطة التي تتحمل مسؤولية ترك مواد متفجرة في المرفأ لأكثر من ست سنوات، وكذلك على الانتفاضة التي عليها ترجمة الغضب الشعبي العارم.

ليس واضحا، بعد، المسار الذي ستسلكه الامور.

الانفجار جعل العالم يتحرك لنجدة لبنان، بعد شبه مقاطعة دولية للسلطة، وتُوِّج التحرك بزيارة رئيس فرنسا للبنان: فهل هو انفتاح على سلطة مترنحة ام هو بداية لتدخل دولي يساهم في إقصاء هذه السلطة؟ تناقضات تصريحات ماكرون أشارت الى احتمال الاتجاهين.

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ارجأت حكمها باغتيال الرئيس رفيق الحريري من 7 آب ال 18 منه: هل هو من أجل تخفيف الضغط على الواقع السياسي في لبنان بعد الانفجار، ام هو تفادٍ لتقليل نتائج الحكم في ظل الأجواء المأسوية التي خلفها الانفجار، وبالتالي إيجاد التوقيت الاكثر ملاءمة، للمزيد من الضغط على "حزب الله"، المتهم الاول في عملية الاغتيال؟

الجواب عن هذا السؤال، يعتمد على الجواب عن السؤال الذي سبقه حول حدود التدخل الدولي.

قررت الحكومة أعلان حالة الطوارء لأسبوعين في بيروت وتكليف الجيش السلطات المناسبة: هل هي محاولة لاستباق ردود الفعل الشعبية على الانفجار وقرار المحكمة الدولية ووضع الجيش في المواجهة، ام بداية للعب الجيش دورا سياسيا؟ أي دور للجيش يعتمد على منحى الاجابات عن السؤالين السابقين، وهو لا يمكن أن يتم من دون توافق أميركي - إيراني.

ألاجوبة عن الاسئلة الثلاثة مترابطة، ولا شك أن طبيعة ردود الانتفاضة سيكون لها تأثيرها أيضا على هذه الاجوبة.

لكن الانتفاضة محكومة قبل كل شيء بالمستوى الذي وصل اليه غضب الناس بعد الانفجار، والذي عُبِّر عنه بكلمات من مثل الانتقام والثأر لبيروت ولأهلها.

قد تبدو المطالبة بتحقيق دولي متجاوبا مع هذا الاتجاه، لكنها مطالبة لا تخفف الغضب. أكثر من ذلك، هي لا تطمئن اللبنانيين (لأن تحقيقها يتطلب وقتا طويلا)، الذين باتوا يشعرون بأن حياتهم وارزاقهم مهددة في كل يوم، وبأنهم يمشون على حقل ألغام، وبأن لا شيء، لا القانون ولا الاخلاق ولا القضاء ولا السلطات الامنية، يمكنها أن تحميهم من جرائم السلطة. بندقية السلطة باتت مصوّبة على رؤوسهم والاصبع على الزناد، وعليهم ان يتصرفوا.

نتائج تحقيق السلطة اصبحت معروفة وهي ستطال موظفين في المرفأ وفي الجمارك وربما في الامن وفي القضاء. في حين ان المسؤولية معروفة أيضا وهي تطال السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والامنية، وربما أيضا، وهذا ما لن يعرفه أحد، سلطة "حزب الله" وسلاحه.

البندقية مصوبّة على رؤوسنا، ويجب على الانتفاضة ان تتصرف، والا تنتظر لا تحقيقاً محلياً ولا تحقيقاً دولياً. مَن يقتلك ويدمر عاصمتك ليس مسؤولا، بل هو مجرم وعدوّ، وعليك التعامل معه على هذا الاساس.

بالإضافة الى مطالب أخرى، بدأ مطلب إسقاط رئيس الجمهورية يلوح في الافق، فهل سيوافق "حزب الله" على ذلك بعدما وقف سدا منيعا امام المس بالسلطة، مما اربك الانتفاضة وجعلها تتعثر؟ الايام وحدها تملك الإجابات. بداية هذه الاجوبة، التجمع الذي دعت اليه بعض مجموعات الانتفاضة يوم السبت في 8 آب. فأيّ مطالب ستحمل معها وفي ايّ اجواء سيتم التجمع؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم