وطني يستحق الحياة

مأساة تلو مأساة تصيب شعبي وتستهدف وطني.

الشعب يتألم، يصرخ، يئنّ، ينزف ويبكي.

ولكن أتعلمون ماذا يفعل كثيرون من هذا الشعب في خضم المأساة، وسط الانفجار والدمار الذي أضيف إلى كل تلك الأزمات الحادة التي تعاني منها البلاد على جميع المستويات؟!

أتعلمون ماذا يفعل كثيرون من هذا الشعب؟!

إنهم يتهافتون لتقديم دمائهم لإنقاذ إخوتهم، يقفون صفوفاً طويلة ليبذلوا دمهم من أجل إنقاذ حياة.

أتعلمون ماذا يفعلون أيضاً؟! يعلنون فتح بيوتهم وفنادقهم، دون أي تمييز أو شروط، لاستقبال من تحطم بيته وتشرد وأصبح دون مأوى، يساعدون في لملمة التكسير والدمار، ويقدمون سياراتهم للمساعدة على نقل المرضى لأن سيارات الإسعاف نفسها لم تعد تكفي. كلي ثقة أن هذا الشعب تحمّل معاناة تختصر معاناة الكون على مدار عدة حروب وما زال واقفاً صامداً يطلب الحياة.

ما من شعب لديه هذه القدرة على النضال والصمود واستنباط طاقة الحياة من قلب ركام الموت.

شعب بمعظمه رائع! لم ينتظر إشارة ولا دعوة من أحد بل هبّ للمساعدة والعطاء. شعب عظيم، متضامن ومناضل، تحاول الأزمات والانفجارات كسره، لكنه لا ينهزم. روح أبيّة، ثمة من زرع فيها قوة تنهل منها وقت الضيق.

فما الذي لم يحاولوه بعد لإطفاء هذه الشعلة فينا؟ ومن ذا الذي يفصلنا عن رسالتنا المتجذرة فينا هنا في هذه الأرض، في هذا الوطن! أشِدَّةٌ، أم ضيق، أم مرض، أم فقر، أم جوع، أم اضطهاد، أم خطر، أم فساد، أم دمار؟!

نحن شعب يستحق الحياة

نحن شعب يريد الحياة ويطمح بالارتقاء.

نحن شعب عطش لثقافة الحياة ولنفض غبار الموت، فدعونا نعيش.

أنا لبناني، أنا لبنانية أستحق الحياة... وطني يستحق الحياة.