الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

البحث مستمر عن عشرات المفقودين وأهالٍ يعيشون معاناة الانتظار

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
البحث مستمر عن عشرات المفقودين وأهالٍ يعيشون معاناة الانتظار
البحث مستمر عن عشرات المفقودين وأهالٍ يعيشون معاناة الانتظار
A+ A-

لا تزال عمليات البحث عن المفقودين مستمرة حتى اللحظة في ظل تعلّق آمال كثيرين ممن فقدوا قريباً أو شخصاً عزيزاً علّ مرحلة الانتظار الطويلة هذه تنتهي بخبر سار بعودة من فقدوه. الانتظار قاس ويصعب تحمله أو وصفه ويزداد صعوبة مع مرور الوقت، ومن يعيشون هذه المرحلة يدركون ذلك. كثر لا يزالون حتى اللحظة في مرحلة ترقب بعدما تخطى عدد الجرحى الـ5000 وأكثر من 135 شهيداً، وينتظرون أن يرن الهاتف حاملاً معه أي خبر عمن فقدوه. ساعة بعد ساعة يتضاءل عدد المفقودين كما يوضح رئيس مصلحة المستشفيات في وزارة الصحة الدكتور جهاد مكوك، فيما يعجز حتى اللحظة عن تحديد الأعداد المتبقية من مفقودين سواء كانوا أحياء يرزقون بانتظار من ينتشلهم من تحت الركام، او توفاهم الله.

في الساعات الأخيرة استعاد كثيرون أحباءهم بعدما وجدوهم في مختلف مستشفيات بيروت التي اكتظت بالمصابين بشكل تخطى قدراتها. وشيئاً فشيئاً، بدأت المستشفيات تنظم الأمور بتخصيص خط ساخن يمكن أهالي الضحايا التواصل عبره بالمستشفى التي جهزت لوائح بأسماء الجرحى والمصابين لديها. الألم كبير والانتظار قاتل في عملية البحث عن الأحباء وعلى كل من فقد شخصاً مقرباً أن يتصل إلى مختلف المستشفيات في بيروت والمتن وصولاً إلى جبيل علّ المفقود يظهر في أي منها. اللوائح كبيرة لكن من المؤكد أن الامور بدأت تتضح في الساعات الأخيرة بعدما تراجعت أعداد المصابين الذين لا هوية لهم أو من لم يسأل عنهم أحد في المستشفيات. كثيرون من الاهالي ينتظرون بفارغ الصبر أي خبر، منهم عائلة العميد المتقاعد جهاد عمر التي تتحرق لسماع أي خبر عنه بعد هذه الساعات الطويلة من الانتظار.

بشكل عام أكدت إدارة مستشفيات عديدة منها "أوتيل ديو دو فرانس" ومستشفى الجامعة الأميركية ومستشفى رزق أن كافة المصابين الذين لديها مع أهلهم بشكل عام. بحسب المنسق الإعلامي في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت سيمون برجا ليس هناك مفقودون أو اشخاص وحيدون من دون أهلهم. ففي الساعات الأخيرة كل من يصل إلى المستشفى، يبلّغ اهله وباتت الأمور تحت السيطرة. كما يحرص الاطباء على تبليغ عائلات المصابين أو الشهداء الذين يصلون إلى المستشفى، فيما يشير إلى انه في حال وصول جثة احد الشهداء إلى المستشفى يتوجب على الأهل التوجه إلى مخفر مينا الحصن للتبليغ ويحضر طبيب شرعي للتدقيق في الهوية. "حتى اللحظة لكل من الجرحى في المستشفى هوية وحضر أهلهم. ولا يستثنى إلا شهيدان لم يسأل عنهم أهلهم حتى الآن".

يؤكد برجا أنه يمكن الأهالي الذين يبحثون عن أشخاص فقدوهم الاتصال بطوارئ المستشفى حيث عيّن مسؤول عن هذا الموضوع معه لوائح بأسماء المصابين والمستشفى ويمكن ان يتحقق من ذلك. مع الإشارة إلى ان مستشفى الجامعة الأميركية استقبل حتى الآن أكثر من 350 جريحاً وأجريت أكثر من 40 عملية طارئة لمصابين تضاف إلى ذلك حالات حرجة عديدة و14 وفاة.

وعلى أثر الضغوط الزائدة على مختلف المستشفيات تطلق حملة لتقديم المساعد والدعم من أي جهة كانت لأنها كلّها بأمس الحاجة إلى هذا الدعم والتكاتف في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

كذلك في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الاميركية -مستشفى رزق ما من أشخاص دون هوية وتتوافر لائحة بأسماء كافة المصابين في المستشفى لمن يود السؤال والتحقق. وقد استقبل المستشفى من الأمس أكثر من 400 مصاب وأجريت أكثر من 26 عملية طارئة وسجلت 5 وفيات.

كذلك بالنسبة إلى مستشفى "أوتيل ديو" حيث تعرف الأهل إلى كافة المصابين والشهداء في المستشفى، فيما يمكن لكافة الراغبين الاتصال على أرقام المستشفى بحثاً عن اي شخص يبحثون عنه.

وفيما أصبح أكثر سهولة تتبع أي مفقود في المستشفيات بعدما نظمت الأمور في المستشفيات إلى حد ما وعممت لائحات بأسماء المصابين لديها في معظمها، تستمر عملية البحث عن مفقودين لا يزالون تحت الركام ولا تزال عائلاتهم تنتظر بأمل وخوف عودتهم إليها أصحاء مهما طال الوقت. وفق الدفاع المدني لا تزال عمليات البحث مستمرة حتى اللحظة وتجري عملية مسح شاملة لموقع الانفجار. لكن الدفاع المدني والصليب الأحمر وفوج الإطفاء وفوج الإنقاذ البحري وجهات أخرى كثيرة تعمل على البحث عن المفقودين ما يزيد من صعوبة تحديد الاعداد. لذلك ثمة حاجة إلى المزيد من الوقت حتى تتضح الأمور لكن ثمة العشرات منهم مفقود حتى الآن تحت الركام في مواقع مختلفة في المنطقة.



خط ساحن لوزارة الصحة

ثمة مبادرات فردية ومجموعات تساهم في البحث عن المفقودين في وسائل التواصل الإجتماعي. ومنها من أنشأ حساباً خاصاً لهذه الغاية ينشر صورة ورقماً للمراجعة في حال إيجاد أي مفقود لأهله كصفحة locatevictimsbeirut على انستغرام. في مقابل هذه المبادرات الخاصة، تعبتر وزارة الصحة المرجع الرسمي في ما يخص إحصاء المفقودين والتبليغ عنهم. بحسب مكوك تتواصل الوزارة بشكل أساسي مع المستشفيات التي يفترض بالجهات العاملة على البحث التوجه إليها. ويعمد الأطباء المناوبون إلى التواصل مع الوزارة في ما يتعلق بأي مصاب يصل إلى المستشفى. أما أهالي المفقودين فيمكن التواصل مع الوزارة عبر الخط الساخن بدلاً من البحث في كل مستشفى، فعملية البحث تكون اكثر سهولة بالنسبة لهم. ويؤكد أن المعطيات بدأت تظهر وتتراجع اعداد المفقودين مع مرور الوقت فيما تكشف هوية المزيد من المصابين أو يظهر المزيد من الشهداء الذين كان أهلهم يبحثون عنهم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم