الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مرثيّةٌ أوّليّة لبيروت ولمئويّة لبنان الكبير

عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
مرثيّةٌ أوّليّة لبيروت ولمئويّة لبنان الكبير
مرثيّةٌ أوّليّة لبيروت ولمئويّة لبنان الكبير
A+ A-
اطمئِنّي. اطمئِنّي. هو محضُ مشهدٍ قياميٍّ، لا أكثر.فلا تهلعي يا صغيرتي، يا امرأتي، وحبيبتي. ولا ترتجفي يا مدينتي، وأنتِ لا تخافي البتّة أيّتها البلاد.ليس المشهدَ الأوّلَ، بالطبع، لكنّه – انتبِهي - لن يكون المشهدَ الأخير. إضحكي في عبّكِ. فقد كان مشهدًا مبسّطًا وتجريبيًّا ليس إلّا، على طريقة مَن يبسّط المَشاهد، ويجرّب، قبل أنْ يصل إلى سدرة المبتغى ومنتهى المعاصي والفعائل.أرضُكِ اليبابُ خضراءُ ومعطاء. معطاءُ وخضراء. إلى اليوم الأخير.وأرضُكِ مُشتهاةٌ.وأرضُكِ سماؤكِ، وهي قبرُكِ، في آن. مبارَكةٌ أرضُكِ، وملعونةٌ ومشتهاةٌ، إلى آخر الدهر، وإلى اليوم الأخير.خشبُ مسرحِكِ غشّاشٌ سطحُهُ الظاهرُ، ومتين.عَطوبٌ خشبُ مسرحِكِ هذا، وهشٌّ باطنُهُ الخفيُّ.حسّادُكِ يعرفون مسرحَكِ جيّدًا. ويعرفون ظاهرَهُ وباطنَه، وبيِّنٌ هو جوهرُهُ النقيّ.وكم يعرفون أنّ الوصول إليه سهلُ المنال، ومن الجهات كلّها. وكم يعرفون تاريخَ الجغرافيا، وسُبُلَ الاختراق في الواقع، وفي الافتراض.صالتُكِ المُشيَّدةُ خصّيصًا لاحتفالاتٍ كهذه، فسيحةٌ ورحبةٌ وكريمةٌ للغاية، كما خشبتُكِ الدائريّة التي يؤمّها أهلُكِ وقَوّادوكِ، والمُخرجون والمتفرّجون...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم