الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل يعتبر سنودن خائناً ام بطلاً؟

المصدر: "ا ف ب"
A+ A-

هل يعتبر سنودن خائناً ام بطلاً؟ وماذا عن الصحف التي كشفت حجم برامج المراقبة التي تطبقها وكالة الامن القومي الاميركية؟ بعد عشرة اشهر على اندلاع الفضيحة يتصاعد الجدل مجددا في الولايات المتحدة قبل الاعلان الاحد عن جوائز بوليتزر العريقة للصحافة.
والمسالة محسومة برأي العديد من الصحافيين الذين يعتبرون ان صحيفتي الغارديان البريطانية وواشنطن بوست الاميركية فتحتا افاقا جديدة، اذ كشفتا عن برامج الحكومة الاميركية لمراقبة بيانات ملايين الاشخاص، في قضية قد تكون الاشد وقعاً وتاثيرا في السنوات العشر الاخيرة.
غير ان المعلومات التي تم كشفها استنادا الى وثائق سربها المستشار السابق لدى وكالة الامن القومي اربكت الحكومة الاميركية واثارت توترا في العلاقات مع بلدان حليفة اكتشفت بغضب شديد ان واشنطن تتنصت حتى على المكالمات الخاصة لبعض قادتها.
كذلك اثارت القضية جدلا محتدما في الولايات المتحدة عن فوائد مثل هذه البرامج وابعادها الاخلاقية.
ويبقى الراي العام الاميركي منقسما حول مسالة سنودن حيث يعتقد البعض ان من حق الاميركيين ان يعرفوا ما تفعله حكومتهم، فيما يعتبر اخرون ان سنودن خائن ومجرم يجب ملاحقته.
ويتوقع بول جانينش الاستاذ الفخري في كلية الاتصالات في جامعة كوينيبياك تجاذبات بين الصحافيين ولجنة تحكيم جائزة بوليتزر. وقال لوكالة فرانس برس "من جهة، انها وثائق صحافية هائلة، لكنها من جانب اخر وثائق مسربة كانت مصنفة سرية، وهذا ما اثار قلق الحكومة".
واشار الى ان "الشخص الذي قدم هذه المعلومات لجأ الى روسيا، وافهم ان يدور جدل جدي".
وعاد غلين غرينوالد ولورا بواتراس الصحافيان الاميركيان اللذان قابلا سنودن في حزيران الماضي في هونغ كونغ، الجمعة لاول مرة الى الولايات المتحدة.
وبعد فوزهما بجائزة جورج بولك للصحافة عن تغطيتهما للقضية مع صحافيين اخرين هما ايوين ماكاسكيل من صحيفة الغارديان وبارتون جيلمان من واشنطن بوست، قالا انهما يخشيان ان يتم توقيفهما واحالتهما الى القضاء.
وقال مارك ميلر استاذ الاعلام والثقافة والاتصالات في جامعة نيويورك لوكالة فرانس برس "لا يمكنني تصور خيار انسب لجائزة بوليتزر".
وهو يعتبر ان "غلين غرينوالد قام بما يفترض ان يقوم به الصحافيون الاميركيون: خدمة المنفعة العامة بالقاء الضوء على التجاوزات الفاضحة التي ترتكبها الحكومة في ممارستها السلطة". واضاف ان ثمة "ضغوطا هائلة" على الصحافيين من اجل ان يلتزموا التعليمات رغم القوانين التي تحمي حرية الصحافة في الولايات المتحدة.

ويرى خبراء الاعلام انه ليس هناك اي دليل يثبت ان المعلومات التي تم كشفها حول برامج المراقبة الاميركية عرضت الامن القومي للخطر.
ويشدد غرينوالد وبواتراس وماكاسكيل على انهم عالجوا القضية بكثير من الحذر.
ويقول مؤيدوهم ان صدقية جائزة بوليتزر ستكون موضع تشكيك اذا لم تكرم السبق الصحافي الاهم في السنوات العشر الاخيرة.
ويرى كريستوفر سيمسون استاذ الاتصالات في الجامعة الاميركية في واشنطن ان ذلك سيعني ان اللجنة "رضخت للجناح اليميني للسياسة الاميركية او الى المحافظين في المسائل الامنية".
وهو يرى ان وسائل الاعلام الاميركية تميل اكثر بكثير من بعض النشرات الاجنبية الى مواقف محافظة في مسائل الامن القومي.
واضاف سيمسون "اعتقد ان التغطية الاوروبية اقل رضوخا لما يمكن ان تطلبه وكالة الاستخبارات المركزية (من وسائل الاعلام الاميركية) بما في ذلك واشنطن بوست ونيويورك تايمز".
لكن ريم ريدر اختصاصي وسائل الاعلام في صحيفة يو اس ايه توداي لفت الى ان الراي العام الاميركي والتغطية الصحافية تطورا في الاشهر العشرة الاخيرة.
فبعدما ركزت وسائل الاعلام في بادئ الامر على سنودن بوصفه جبانا وخائنا، عادت وركزت تغطيتها على المعلومات التي كشفها وما ينبغي بالاميركيين القيام به.
وقال "ايا كان قرار لجنة جوائز بوليتزر، فان رد الفعل على جميع مستويات ثقافتنا سيكون متفاوتا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم