الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل انفجار بيروت هو "ثاني أكبر انفجار في العالم بعد هيروشيما"؟ FactCheck#

المصدر: "النهار"
هل انفجار بيروت هو "ثاني أكبر انفجار في العالم بعد هيروشيما"؟ FactCheck#
هل انفجار بيروت هو "ثاني أكبر انفجار في العالم بعد هيروشيما"؟ FactCheck#
A+ A-

انفجار بيروت هو "ثاني أكبر انفجار في العالم بعد انفجار هيروشيما". هذا الخبر يتناقله مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي، منسوباً الى "وكالات عالمية"، وايضا الى محطة اخبارية معروفة. غير ان البحث يظهر عدم صحة هذه المزاعم. FactCheck#

"النهار" دققت من أجلكم 

الوقائع: منذ ساعات، تكثف تناقل هذا الخبر على مختلف منصات التواصل الاجتماعي (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وايضا في مواقع اخبارية (هنا، هنا...). والتشارك فيه على نطاق واسع. وفي المزاعم (من دون تدخل او تصحيح): "وكالات عالمية: إنفجار بيروت هو ثاني أكبر إنفجار في العالم بعد إنفجار هيروشيما"، وايضا "خبراء عسكريين: انفجار مرفئ بيروت الاعنف في التاريخ المعاصر بعد انفجار قنبلة هيروشيما". 

التدقيق: 

- "وكالات عالمية" نشرت هذا الخبر، وفقاً للمزاعم؟ 

كلا. لم نجد شيئا بهذا الشأن، بعد البحث على الانترنت، بالفرنسية والانكليزية والعربية، في وكالات انباء عالمية، منها رويترز وفرانس برس واسوشيتد برس، وايضا في مواقع اخبارية عالمية. 

كذلك، اتصلت "النهار" بمحطة "الميادين" التي ذكرت حسابات انها اوردت هذا الخبر. وكان الجواب ان "أحد الضيوف الذي تمت استضافتهم ربّما صرح بهذا الكلام" خلال اجراء مقابلة معه على الهواء. لكن لم نجد في موقعها الاخباري اي اثر لخبر يوثّق هذا المنشور المتناقل. 

في واقع الامر، شبّه محافظ بيروت مروان عبود، خلال تصريح له بعد الانفجار، ما حصل في بيروت بأنه "أشبه بما حدث في اليابان في هيروشيما وناغازاكي، وهذه نكبة وطنية". لكنه لم يقل انه "ثاني أكبر انفجار في العالم بعد انفجار هيروشيما". 


- هل يصحّ تشبيه انفجار بيروت بقنبلة هيروشيما؟

كلا، لا تشابه بين الانفجارين. وتقول المتخصصة بالكيمياء التحليلية وكيمياء الغلاف الجوي الدكتورة نجاة عون صليبا لـ"النهار" إن "المواد الموجودة في إنفجار بيروت ليست شبيهة بانفجار قنبلة هيروشيما النووي. فالأخير يتفاعل على مدى سنوات، أما المواد التي كانت في المرفأ احترقت وتزول آثارها في اليوم التالي. وتستخدم مواد نيترات الأمونيوم أحياناً كسماد شرط تخزينه بطريقة صحيحة وآمنة، علماً أن هذه المواد لا تشتعل بمفردها وتحتاج إلى شرارة لتنفجر بهذا الشكل. وتجدر الإشارة إلى انه عادة يفضل استخدام الصوديوم نيترات، ولكن يلجأ البعض إلى استخدامه كسماد".

- انفجار بيروت  

حتى الساعة، أوقع انفجار مرفأ بيروت 73 قتيلاً و3700 جريح على الأقلّ، وخلّف دمارا واسعا في كلّ أنحاء العاصمة بيروت. وقد رُبط بـ"شحنة من نيترات الأمونيوم تقدّر بـ2750 طنّاً موجودة منذ ستّ سنوات في مستودع، من دون اتّخاذ إجراءات وقائية"، على ما قال رئيس الحكومة حسان دياب، خلال اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع (4 آب 2020). 

واذا كانت شحنة نيترات الامونيوم Ammonium nitrate، وهو ملح من الأمونيا وحامض النيتريك يستخدم على نطاق واسع في الأسمدة والمتفجرات، وراء الانفجار في مرفأ بيروت، فإن لبنان ليس الدولة الاولى التي تشهد انفجارا بسبب هذه المواد، وفقا لما يبينه البحث.

وهنا بعض الحوادث المماثلة في دول أخرى، وبتواريخ مختلفة: 

عام 1916: انفجار في ابليز Uplees جنوب شرق لندن، يعرف باسم الانفجار العظيم The Great Explosion. الحصيلة 116 قتيلا. 

* عام 1918: انفجار في مستودع مورغان للذخائر Morgan Ammunition Depot في سايرفيل، نيوجيرسي، الولايات المتحدة. 100 قتيل. 

* عام 1921: انفجار في مصنع "بي أي أس أف" في أوباو بألمانيا، The Oppau Explosion. الحصيلة 561 قتيلا 

*عام 1940: انفجار ميراماس، Miramas، فرنسا. 

* عام 1974: كارثة تكساس سيتي، الولايات المتحدة. 600 قتيل.  

* عام 1959: انفجار روزبورغ، أوريغون، الولايات المتحدة. 14 قتيلا. 

* عام 2001: انفجار نحو 300 طن من نيترات الأمونيوم في مستودع مصنع "اي زد اف" في الضواحي الجنوبية لمدينة تولوز الفرنسية. 30 قتيلا. 

* عام 2004: كارثة ريونغتشون في كوريا الشمالية The Ryongchon Disaster. الحصيلة 160 قتيلا. 

* عام 2013: انفجار في مصنع "ويست فيرتلايزر" للأسمدة في بلدة ويست غرب تكساس. مقتل 15 شخصًا. 

النتيجة: المزاعم ان "وكالات عالمية قالت ان انفجار بيروت هو ثاني أكبر انفجار في العالم بعد انفجار هيروشيما"، لا صحة لها. كذلك، من الخطأ تشبيه انفجار بيروت بانفجار قنبلة هيروشيما، للاختلاف بين الانفجارين ونوعيتهما، علما ان حوادث الانفجارات بسبب نيتريت الامونيوم سبق ان وقعت في عدد من الدول وبتواريخ مختلفة. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم