الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

من "النهار" المنكوبة كبيروت... مستمرّون برغم الخراب وجبران يشهد (فيديو)

المصدر: النهار
من "النهار" المنكوبة كبيروت... مستمرّون برغم الخراب وجبران يشهد (فيديو)
من "النهار" المنكوبة كبيروت... مستمرّون برغم الخراب وجبران يشهد (فيديو)
A+ A-

أحياناً، أحياناً فقط، تعجز الكلمة عن الوصف. تقف مكبّلة الأحرف، شاردة المعاني والعبارات. الذعر الذي عشناه في "النهار" أمس، يتطلّب شيئاً من الوقت حتى يتخمّر، ويتحوّل إلى مادة للكتابة. إنّه المشهد من مكاتب الجريدة. دمار تام. وجع تام. يراقب جبران تويني من الصورة، الفجيعة. لقد عاشها حتى الشهادة. ونراقب نحن ما جرى. بنزيف كبير، لكن بإرادة مَن تعلّم النهوض بعد كلّ سقوط وتدرّب على المأساة. الطبقتان الخامسة والسادسة من "النهار"، كحال المبنى بأسره، وبيروت، ومقاهيها ومحلاتها وزواياها وأشجارها. برغم ذلك، لن نستسلم للفجيعة. سنستمرّ. من بيوتنا. من اللابتوب في أي مكان. سنستمرّ في التغطية، والرسالة، والاصرار على المواجهة. مواجهة أقدارنا. ووجعنا. وأحلامنا المقتولة في وطن الضمائر الميتة. إنّها رسالة صمود، منّا، من جرحنا الغائر حتّى الأعماق. من جبران تويني وهو يُستعاد اليوم بكثير من القهر، لكن بالعناد، بالبقاء، بالدم وهو يُزهر ويتحوّل إرادة وقضية واعتراضاً على الهزيمة والإسكات والقتل ورفع الرايات البيضاء. نقول لكم اليوم، من لحظات الموت التي عشناها، من أشباح النهايات، بأنّ اليأس ممنوع وإن كان الوجع مشروعاً. المكاتب تُعوّض. الحجر يُعوّض. ويبقى الإنسان هو الأهم. قلوبنا وضمائرنا ومنبرنا وديكنا، من الناس. مع آلام الفقد. مع وجع الخسائر. نحن الناجين، ربما بالمصادفة، ربما بمشيئة الرب، نعلن أننا مستمرّون. الفجيعة تعلّم في الأعماق، لكنها تدرّب على الصبر وشكر الرب. "النهار" معكم، كما كانت وستبقى، وجبران يشهد. 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم