الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

في الذكرى 39 للحرب.. مسيحيو كفرسلوان لم يعودوا الى بلدتهم بعد

المصدر: -"النهار"
رين بوموسى
A+ A-


إنها السنة 39 التي نستذكر فيها يوم اندلاع الحرب الاهلية في لبنان. حرب دامت اكثر من 15 سنة ولا يزال اللبنانيون يحصدون ما زرع في ارض لبنان على مدى سنوات. رواسب الحرب كثيرة لا تعد ولا تحصى فنتائجها طالت جميع اللبنانيين من دون استثناء فكان الموت والتهجير والتدمير في المرصاد. ملف التهجير هو احد الملفات التي لا تزال عالقة منذ نحو 23 سنة. حتى اليوم، لا يستطيع عدد من مسيحيي بلدة كفرسلوان العودة اليها.


في ذكرى 13 نيسان القاسية، نحاول استطلاع مستجدات هذه العودة المؤجلة.


 


من مآسي الذاكرة


 


رغم اندلاع الحرب سنة 1975، حافظت البلدة التي تضم عائلات مسيحية ودرزية، على الهدوء والاستقرار حتى وقع حادث سنة 1982 بين شابين من ال ابوموسى ومغربي، فاصيب الاول وقتل الثاني.  هذا الحادث ادى الى نزوح عائلات من آل ابو موسى المقربين من الشاب، وبقي الآخرون، في حين سلم الشاب الى القضاء. 


وبعد حوالي سبعة اشهر، خطف شاب من ال حاطوم في ما كان يسمى في المنطقة الشرقية، على الاثر توجه شبان من العائلة عينها الى منزل شخص من آل شمعون، وحصل تبادل لاطلاق النار فقتل شاب من ال حاطوم. بعد تلك الحادثة تمّ تهجير آل شمعون من البلدة.


 


ثم ذهب بعض الشبان الى بلدة جوار الحوز وقتلوا إثنين من آل شمعون، ونصب كمين بين بلدتي جوار الحوز وقرنايل (المجاورتين لبلدة كفرسلوان) من شابين من آل مغربي لسيارة كانت تقل رجلاً وزوجته وشخصاً من آل حاطوم، وأطلقوا النار على السيارة فقتل الرجل وزوجته من ال ابوموسى على الفور، أما الشخص الثالث من آل حاطوم فنقل إلى المستشفى في حال حرجة لكنه كشف هوية مطلقي النار، قبل ان يفارق الحياة.


 


أصبحت المشكلة في كفرسلوان متشعبة بين المسيحيين والدروز من جهة، والدروز من ال المغربي وال حاطوم من جهة اخرى، واقتصرت عملية التهجير على  عائلات من المسيحيين فيما لم تغادر عائلات اخرى البلدة. سبق ان استعدنا هذه الحوادث المؤسفة في جريدة "النهار" منذ نحو سنة، كما اثرنا ملف العودة الذي لم يعالج حتى الساعة رغم المساعي الحثيثة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي بالتعاون مع النائب وليد جنبلاط، اضافة الى مساعي ابن البلدة وزير العدل السابق شكيب قرطباوي. 


 


مساعي الحل


 


يحاول المعنيون في هذا الملف ايجاد حلول لتأمين المصالحة بين ابناء البلدة، من خلال الاجتماعات بين فعاليات البلدة والنواب والوزراء والمنتدبين من بكركي ورئاسة الجمهورية لتذليل العوائق امام عودة المسيحين الى بلدتهم، والمتمثلة بالدعاوى القضائية، اذ تطالب بعض عائلات الضحايا بتسليم مطلوبين موجودين خارج الأراضي اللبنانية، الى القضاء. 


الوزير قرطباوي امل بانهاء الملف وعودة المسيحيين الى بلدتهم في اسرع وقت ممكن بعد سنوات التهجير، مؤكدا في حديث لـ"النهار" ان "المساعي التي يقوم بها المعنيون ان على صعيد رئاسة الجمهورية او برعاية بكركي وبالتعاون مع النائب جنبلاط، مستمرة لتأمين العودة وطي صفحة الحرب الاخيرة. فلم يبق سوى ملف بلدة كفرسلون في جارور وزارة المهجرين، بعد قفل ملف بلدة بريح الشوفية". 


اما وزيرة المهجرين اليس شبطيني فاكدت لـ"النهار" ان "عملية ايجاد الحلول لملف كفرسلوان تسلك الطريق الصحيح". وتمنت الوزيرة التي من المفترض ان تسلم بعد انتخاب رئيس جمهورية جديد مهام الوزارة الى وزير جديد، ان تتمكن من احداث فرق عبر ايجاد الحل المناسب لعودة الاهالي، معربة عن نيتها لقائهم. 


اذا لا يزال الجميع يتحدث عن مساعي منذ سنوات ولا شيء عمليا ً أثمر لحصول العودة المرجوة، وتبقى الامال معلقة في انتظار ان يجد المعنيون حلا لهذه المعضلة، لتطوى صفحة من الصفحات المأسوية للحرب اللبنانية.


في ذكرى 13 نيسان، تذّكر العودة "المستحيلة" لمواطنين لبنانيين الى بلدتهم بجروح الحرب المفتوحة التي سينتج بقاؤها من دون علاج  سلاما مزيّفا دائما بين ابناء البلدة الواحدة.


يمرّ الوقت ولا  يزال جيلٌ عايش السلم الهش غير قادر على التعرف الى بلدته.  

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم