أراد إنقاذ عامل علق في البئر ففارق هو الحياة... عين بعال تُفجع بابنها علي

استفاقت بلدة عين بعال على فاجعة خسارة ابنها علي إسماعيل، الذي خط السطر الأخير من حياته ببطولة قلّ نظيرها، فلفظ آخر أنفاسه حين مدّ يد المساعدة لعامل (سوري الجنسية) أراد إنقاذه من البئر، فإذا بالموت يتربص به.

لحظات الكارثة

لم يمر اليوم بشكل طبيعي على عائلة إسماعيل، فبعدما استفاق علي (36 سنة) صباحاً وتوجه إلى عمله، وصل خبر حلول الكارثة سريعاً. وبحسب ما شرح شقيقه فوزي لـ"النهار" كانت الساعة الثامنة والنصف صباحاً، عندما نزل العامل إلى البئر حيث يعمل وشقيقي في فيلا في بلدة البياض، وإذ بالعامل يعلق داخل البئر، سارع شقيقي طالباً من صاحب المنزل مساعدته لإخراجه، نزل علي إلى البئر وبعدما تمكن من انقاذ العامل محاولاً هو الخروج، وإذ به يختنق بسبب إنقطاع الأوكسجين، ما أدى إلى مفارقته الحياة".

رحيل صادم

تم الاتصال بمركز عين بعال التطوعي، وعلى إثره تحرك مسعفو المركز بسرعة لسحب المصاب ونقله بمساعدة فرقة البياض في جمعية الرسالة للإسعاف الصحي، ولفت فوزي إلى أنه "ما حصل كارثة بكل ما للكلمة من معنى، فقبل سنتين فقدنا شقيقاً بمرض السرطان، بقي علي إلى جانبه في المستشفى فترة مرضه، لم يفارقه للحظة، كان يساعده في كل حاجاته، لا بل كان يحلق له شعره، وعندما فارق الحياة أصيب علي بحزن شديد، ليلحق به سريعاً، تاركاً والديه في مصاب جديد، فلم تكد نار حرقتهما تبرد على شقيقي الأول حتى فجعا بعلي".

مرارة الفراق

رحل علي تاركاً ولدين كانا بالنسبة إليه كل شيء، كرّس حياته من أجل تأمين مستقبل زاهر لهما، عمل في الليل والنهار كي يسعدهما، وإذ به يخطف من وسطهما، وأشار فوزي إلى أن "كل أبناء البلدة يعلمون كم كان إنساناً شهماً، لم يتوانَ يوماً عن تقديم المساعدة لكل من طرق بابه، لينتهي عداد الزمن في عمره بعدما سجّل بطولة سيذكرها الجميع". وأضاف: "اليوم سيوارى في الثرى، سيرقد للمرة الأولى بعيداً من ولديه وعائلته وأهله، سنشتاق لهدوئه وحكمته، وطيبة قلبه وحنانه وبرّه لوالديه، كل ما نتمناه الآن أن يرحمه الله ويصبرنا على فراقه".