الوضع في نادي الحكمة مجمَّد ومرهون بالتطورات

منذ 22 تموز الماضي تاريخ الإعلان رسمياً عن استقالة اللجنة الادارية لنادي الحكمة بيروت، ثم تسجيلها لاحقاً في دوائر وزارة الشباب والرياضة وفق الاصول بعد مرور 5 أيام أي في 27 منه، والامور مجمدة في النادي الاخضر أقله في الظاهر خصوصاً أن الظروف الصحية حالت دون استكمال الخطوات التي كانت ستلي الاستقالة.

وفي التفاصيل التي حصلت عليها "النهار" من مصدر مطلع، طلب عدم ذكر اسمه، ان المساعي لم تتوقف وهي تتواصل منذ 22 تموز الماضي ومن اكثر من مصدر وجهة من أجل توفير أرضية صالحة وإيجابية للقاء المنتظر والمرتقب لرئيس النادي ايلي يحشوشي وعدد من الاعضاء في اللجنة الادارية مع راعي أبرشية بيروت للموارنة، وليّ الحكمة، المطران بولس عبد الساتر، بحضور الآباء مدراء مدارس الحكمة في مختلف المناطق وعلى رأسهم رئيس مدرسة الحكمة "مار يوسف" في الاشرفية الخوري شربل مسعد الذي يشغل بدوره منصب الرئيس الفخري للنادي والمعني بملف النادي في شكل مباشر.

ويعول كثيرون على اللقاء الذي من المتوقع ان يحصل بعد انتهاء فترة التعبئة اي بعد 10 آب الجاري في حال لم يتم تمديد الاقفال لفترة اطول. خصوصاً ان الوضع ضاغط ومصير فريق كرة السلة للموسم المقبل 2020 - 2021 لا يزال غامضاً علماً ان خيار تشكيل فريق من اللاعبين الشباب غير مستبعد في حال سلكت الامور الادارية مسارها الطبيعي. في حين ان فريق كرة القدم أطلق تمارينه ويواصل استعداداته متخطياً المشاكل والصعوبات تحت شعار "تجنيب الفريق دفع ثمن التعثر الاداري".

وتأتي المساعي لعقد اللقاء بعد ان تلقفت ادارة النادي البيان الذي صدر عن المكتب الاعلامي لمطرانية بيروت يوم الجمعة 24 تموز الماضي بإيجابية واعتبرته انه أبقى الباب مفتوحاً لجهة عدم فصل النادي عن مرجعيته الروحية والمعنوية بعدما تضمن تطميناً بعدم رغبة المطرانية بسحب اسم الحكمة عن النادي او استعادة المكاتب التي تشغلها الادارة في مبنى القدامى مقابل المدرسة، وترك فرصة للتفاهم حول نقاط اعتبرت دوماً خلافية أبرزها قطعة الارض في عين سعاده، والمشاركة في القرارات الادارية وصلاحية الرئيس الفخري ودوره ومهامه.

ولم يستبعد المصدر، في حال كانت نتائج الاجتماع إيجابية، ان يكون التوصل الى اتفاق بين الادارة والمطرانية مدخلاً لإعادة ترشح 4 من الاعضاء الحاليين (ايلي يحشوشي، سمير صالح، ايلي رشدان ورامي الشدياق، والأخير ربما قد لا يعود ويحل مكانه اسم آخر سبق ان شغل منصباً إدارياً في لجان سابقة) واختيار ثلاثة أعضاء جدد بعد تأكيدات حاسمة وجازمة عن عدم رغبة كل من نائب الرئيس القاضي داني شرابية وأمين السر المحامي كميل سعاده وأمين الصندوق جورج بركات بالترشح مجدداً، ومن بين الاسماء المرشحة للدخول الى الادارة الكابتن اميل رستم الذي يشغل حالياً منصب مستشار الرئيس لشؤون كرة القدم، والزميل ايلي نصار الذي يشغل بدوره منصب المسؤول الاعلامي للنادي.

في المقابل، لا يبدو ان لدى الثنائي الرئيس السابق للنادي سامي برباري وأمين السر السابق المحامي ميشال خوري حماسة للعودة الى إدارة النادي خصوصاً في هذه الظروف الصعبة المالية والاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد، علماً أنهما يتحضران بدورهما للقاء المطران عبد الساتر بعد العاشر من آب الجاري للوقوف على رأيه من الوضع السائد في النادي واستيضاح بعض الأمور، كما قال برباري.

وفي سياق متصل، نفى المدير العام لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي وجود اي قرار رسمي بتأجيل انتخابات النوادي التي انتهت صلاحية لجانها الادارية، وقال في اتصال لـ"النهار": "الوزارة لم تتخذ اي قرار في هذا الصدد"، لكنه أكد في المقابل ان "الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد نتيجة أزمة كوفيد-19 تحتم سقوط كل المهل وتعطي الادارات المنتهية صلاحياتها هامشاً زمنياً لتصريف الاعمال ريثما تسمح الظروف بإجراء الانتخابات".

وعن انتخابات الاتحادات الرياضية واللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية اللبنانية التي من المقرر ان تبدأ في شهر تشرين الاول المقبل، كشف انها رهن الظروف في حينه وقال: "لا سلطة للوزارة في ملف الانتخابات، الامر يعود للجنة الاولمبية، وأي قرار بتأجيلها يجب ان يصدر عن مجلس الوزراء ويكون معللاً بأسباب أمنية او صحية ولا علاقة لها بالسياسة".

لا شك ان ظروف الانتخابات في النادي هذه المرة ستكون مختلفة عن سابقاتها خصوصاً ان واقع الجمعية العمومية تبدل وتغير في شكل كبير (علماً ان اي قرار قضائي لم يصدر بعد في هذا الملف إثر الطعن المقدم من إداريين سابقين) ولا يبدو ان المعركة ستكون سهلة على اللائحة التي ستواجه اللائحة التي قد يرأسها او يحشوشي وفريقه في حال قرر العودة للترشح او التي يدعمها وفريقه.