الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فيلم "زمن كورونا" لاسكندر نجار وفرح شيا... "رسالة أمل وحب"

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
فيلم "زمن كورونا" لاسكندر نجار وفرح شيا... "رسالة أمل وحب"
فيلم "زمن كورونا" لاسكندر نجار وفرح شيا... "رسالة أمل وحب"
A+ A-

وسط تجدّد انتشار الفيروس في لبنان وتفاقم أثمانه، يطلّ الفيلم "زمن كورونا"، للكاتب والمحامي اسكندر نجار والمخرجة فرح شيا، إنتاج جوزيان بولسEvents 62، كأنّه يأتي بـ"جردة حسابات" عن مرحلة التعبئة الأولى في لبنان الّتي شغل "التّعليم عن بعد" أحد أهم صعوباتها، وتتطوّر من خلاله قصّة حبّ تجمع بين مراهقين هما لميا ووليد، خضعت أحداثها لظروف كورونا دون أن تستسلم لها "إنّها رسالة أمل. فالحب ينتصر على الخوف برغم من كل شيء." يشير نجّار لـ"النّهار" حول رسالة الفيلم، كاشفًا أن الحبكة "استلهمتها أيضًا على الصعيد الشخصي، من علاقة ابني مع صديقته اللذين انفصلا بسبب الحجر".

يشارك في "زمن كورونا" كلّ من بديع أبو شقرا (بوليس البلدية)، ندى أبو فرحات (الممرضة أمل)، ميشال جبر (ويليم واكيم)، جوزيان بولس (الأم جيزيل)، يارا زخور (لميا)، وسام كمال (السائق)، نيكولا طوبيا (وليد)، نديم شماس (أستاذ العلوم)، سيريل جبر (أستاذ الفلسفة)، وبمشاركة الأخت إيميلي جيروم، إلى جانب مجموعة طلاب هم أنطوني يزبك، إيما نعمان، غريغوري ياسمين، جوليا نعمان، ليلي نعيم، ماريلين مصري، ميا غصين، نديم مجدلاني، راي نجار، رومان ساسين وسارية مجدلاني، مع موسيقى ريان شيا تأليفًا وتوزيعًا.

اللّافت أنّ "زمن كورونا" جرى تصويره كاملًا على شكل مقاطع مونولوغ، بكاميرات الآيفون والويبكام وعبر تطبيق Zoom، الذي سيقسم الشاشة الصغيرة الى مربعات أصغر. هو انتاج تقني لـ"كورونا"، لا في الموضوع وحده. فيلم عن المرحلة في القالب والقلب. الانسجام ينضح بين مجريات الزمن وتصويره "التصوير كان متقطعاً ما بين شهري أيار وحزيران"، حسب المخرجة شيا، "صببنا حرصنا الأكبر على أداء الممثلين، وجمالية الكادر ضمن الديكور المتوفر والاضاءة المتوفرة لأننا لم نستخدم أي معدات للتصوير"، مشيرة الى تحدَّ اختبرته "على صعيد المونتاج ومعالجة الصوت لضبط إيقاع الفيلم وتصوير قصة واضحة بدون تكرار أو ملل".

السيناريو قائم على مونولوغ، نستبق فيه تجسيدًا للعزلة أو "عزلاتنا"، من خلال هواتف ذكية تبيّن في زاوية أخرى، زيادة وزن بل "بوليميا" هذه الآلة في تسيير يومياتنا خلال كورونا. وثمة دعوة نستشفها في "أخلاقيات" الفيلم تهمز للالتزام بالحجر، ربّما جديدة في كونها نموذجاً عملياً منتجاً، بعيداً عن منطق النّصيحة أو التهديد وما شابه. تثبتُ أنّ الإرادة تتغلّب على ما يبدو مستحيلاً، إن كان لناحية انتاج الأفلام الّذي أصيب بنكسة عالمية، أو لناحية القصّة نفسها الّتي تضع الحبّ والعبثية في قطبيّة يُفعّل خلالها نجّار القوّة لصالح ما يخفّف من وطأة المرحلة.

نجّار الّذي كتب سيناريو فيلم "جبران" عام 2009، يتحدّث عن اختياره الشباب محورًا لتجربته الثانية، فينطلق من اعتبارهم الشريحة الأكثر تأثرًا بهذه المحنة "لقد نشرت شركة StaffMe استطلاعًا استهدف 1070 شابة وشابًا. من بين الطلاب المسجلين على المنصة، 66% قالوا إنهم "قلقون على المستقبل المهني"، مقابل نسبة 33% فقط قبل اندلاع هذه الأزمة الصحية. أمر ينذر بخطر".

مؤلّف "رواية بيروت" كتب حكاية مدينة "محتلة، ممزقة، لكن دومًا متأهّبة للنهوض" عبر أربعة أزمنة. لا بدّ في "زمن كورونا" من توقّع سرديّة شاملة للأزمة وهي ممكنة عبر توزّع الأدوار، التي تمهّد لموضوع المرور والمستشفيات والتعليم والحب والأمومة ولعل غيرها، إنّما بيروت بحدّ ذاتها هي"الشخصية الوحيدة التي جرى تصويرها بدون تمثيل. كأنها شخصية مستقلة شاهدة على كل ما يحدث بدون أن تتكلم"، هكذا تراها فرح شيّا التي صوّرتها في سكون شوارعها الفارغة، التي ظلت تحتضن ناسها الغائبين في معالمهم المتروكة على الجدران.

يبقى للساعات القادمة أن تقرر، هل يربح "زمن كورونا" تحدًّيه في توليف كل الموضوعات بترابط وإقناع ضمن نصف ساعة؟ وسؤال آخر حول ميلودرامية كورونا، الجاهزة سلفًا، والّتي يصرّ نجّار على تلطيفها، مثلما نحا في الكتاب الأول عن كورونا "التاج اللعين"، ولكن في فيلمه يعدنا نجّار بكوميديا وضحك. وهذا تحدٍّ صعب بالمطلق وأصعب في زمن كورونا الّذي حوّل "الايجابية" الى رمز للمرض أو الموت "نحن نعلم أن هذه الجائحة هي تراجيدية وعبثية على حد سواء. لكن علينا أن نصبر على آلامنا، ونقول لأنفسنا أن الضحك في هكذا أوضاع هو أفضل من البكاء". يختم نجّار.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم