تمثال "مصر تنهض" يُفجّر غضب السوشيل ميديا (صور)

ظاهرة غريبة شهدتها مصر خلال الأشهر الماضية إثر تداول صور لعدد من التماثيل التي كان من المفترض أن تخلد رموزاً للفكر والفن في مصر، إلا أنها تحولت من رمز جمالي إلى مثال صارخ للتشوّه، وهو ما فجر انتقادات السوشيل ميديا.

آخر التماثيل التي فجرت موجة غضب واسعة في مصر، عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لتمثال تحت عنوان "مصر تنهض"، من مجمع كنوز الجلالة بالعين السخنة، للنحات أحمد عبد الكريم، حيث نال انتقادات عنيفة وسخر رواد السوشيل ميديا من تصميمه، ووصفه آخرون بـ"السيّئ" و"المشوّه لتاريخ مصر"، رغم أن التمثال لا يزال في مرحلة الإعداد ولم يتم الانتهاء منه بعد.

ووصل الأمر إلى مهاجمة نحات التمثال في "ترند" سيطر على موقع تويتر باسم "تمثال مصر"، حيث اتفق عدد من المغردين على عدم تقبل مظهره نهائياً، ورفضوا الربط بينه وبين تمثال "نهضة مصر" للنحات العالمي محمود مختار رائد فن النحت.

كما طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإيضاح تفاصيل إنشاء ذلك التمثال والمكان الذي سيوضع فيه، فيما تمنى آخرون الكشف عن سبب إقامته.

التمثال أثار غضب عدد من المثقفين على رأسهم يوسف زيدان الذي قال عبر حسابه على موقع فايسبوك: "في البداية، ظننتُ هذا التمثال الرخامي المسمّى (مصر تنهض) هو مجرد مُزحة سخيفة، ثقيلة الظل.. ثم اتّضح، ويا للعجب، أن الفضيحة حقيقية!! للّه الأمر من قبل ومن بعد".

فيما أكد الدكتور أحمد عبدالكريم عبدالنبي، صاحب التمثال في تصريحات صحافية، أنه لم يتوقع الهجوم الحاد خاصةً أنه لم ينته بعد من التمثال، وأنه تعرض بسبب هذا العمل لإساءة كبيرة.

وأوضح أن التمثال عبارة عن سيدة تخرج من كتلة صخرية، ولا يمثل أي جهة، سواء حكومية أو غير حكومية، ولم يصمم كي يوضع في ميدان أو مكان ما.

تمثال "مصر تنهض" لم يكن أول تمثال يفجر موجة غضب في مصر، حيث حدثت أزمة عنيفة قبل أشهر عدة بسبب مشهد تشويه تمثال الأديب الراحل عباس محمود العقاد، بعد وضع مجهولين جوالاً فارغاً على وجه التمثال النصفى للأديب الراحل الموجود بمنطقة العقاد أمام ستاد أسوان، للإيحاء بأن التمثال يضع كمامة، ما اعتبره المواطنون إساءة إلى مكانة الأديب الراحل، ليعتذر اللواء أشرف عطية محافظ أسوان عن الواقعة.

كما تعرض مسؤولو محافظة مرسى مطروح، لهجوم عنيف بسبب تمثال الفنانة الراحلة ليلى مراد، الذي تم تصميمه لوضعه أمام مدخل المسرح الصيفي المكشوف، الذي أقامته المحافظة وأطلقت عليه اسم "الفنانة الراحلة بشاطئ الغرام"، حيث انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصميم التمثال ووصفوه بأنه بعيد تماماً عن ملامح مراد وعن لون بشرتها، وسخروا منه كثيراً.

وهناك تمثال "أمّ الشهيد" في محافظة سوهاج، والذي أثار موجة كبيرة من الانتقادات، واتهمه البعض بالإساءة للشهداء، وذلك بسبب "الوضع المريب" للتمثال، لتتم إزالته بعد وضعه في أحد ميادين محافظة سوهاج.

في العام 2015، نال تمثال الملكة نفرتيتي بمحافظة المنيا، انتقادات عنيفة، بعدما ظهرت فيه نفرتيتي، التي عرفت بجمالها، بشكل مشوّه وغريب عن كل التماثيل التي سبقتها.

أحد التماثيل التي تمت إزالتها بعد السخرية منها كان شكلاً معمارياً بمدخل مدينة بورسعيد على شكل ببرونة "بزازة" الأطفال، وهو ما جعله محط انتقادات السوشيل ميديا.

وأثار قيام المسؤولين بتلوين تمثال الزعيم الراحل أحمد عرابي باللون الأخضر، حيث يوجد في محافظة الشرقية مسقط الزعيم الراحل، استياء كثيرين، اتهموا المحافظة بتشويهه، وشبّهه البعض بـ"الرجل الأخضر".

ونال تمثال المطربة الراحلة أم كلثوم بحي الزمالك نصيباً كبيراً من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تلوينه بشكل باهت تسبب بتشويهه، وهو ما تكرّر مع تمثال الأديب الراحل عباس العقاد بعد ترميمه وتجديده، حيث أكد البعض أن المسؤولين شوّهوا التمثال ولم يقوموا بترميمه.

كما تسبّب تمثال رفاعة الطهطاوي في محافظة سوهاج، بموجة من السخرية بين المصريين، مؤكدين أنّه يبدو كأنه يدعو على من قام بنحته بهذا الشكل، كما طالب البعض بهدم تمثال المخرج يوسف شاهين الذي جرى بناؤه بالإسكندرية، مؤكدين أنّه صورة مشوّهة للمخرج الراحل.

وظهر تمثال الملكة كليوباترا بالإسكندرية بشكل مختلف عن المعتاد، الأمر الذي وصفه عدد من المعلقين بأنّ شكلها أقرب إلى الفنانة الراحلة صباح منها إلى كليوباترا!