السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

عيد الأضحى يحلّ ثقيلاً على العراقيّين: كورونا وأزمة اقتصاديّة... لا رواتب ولا خدمات

المصدر: "أ ف ب"
عيد الأضحى يحلّ ثقيلاً على العراقيّين: كورونا وأزمة اقتصاديّة... لا رواتب ولا خدمات
عيد الأضحى يحلّ ثقيلاً على العراقيّين: كورونا وأزمة اقتصاديّة... لا رواتب ولا خدمات
A+ A-

يزور العراقيون في يوم عيد الأضحى تقليدياً قبور الأحبة الذين فقدوهم قبل اصطحاب اطفالهم إلى مدينة الملاهي. ولكن هذا العام، مُنع على الجميع زيارة المدافن وركوب دولاب الهوا بسبب تفشي وباء #كوفيد-19.

لا يشعر أحد بالعيد في بلد أودى فيه فيروس #كورونا المستجدّ بحياة قرابة 4700 شخص وأصاب أكثر من 115 ألفاً. وفاقم تفشي الوباء الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار أسعار النفط، مصدر العائدات شبه الوحيد في العراق.

يقول أحمد عبد الحسين، وهو موظف حكومي في البصرة في جنوب البلاد، لوكالة فرانس برس: "بسبب جائحة كورونا صارت الظروف الاقتصادية صعبة... حتى الموظفين، وأنا واحد منهم، تأخرت رواتبهم، لست وحدي إنما هناك الكثير من الناس مثلي".

ويؤكد في أول أيام عيد الأضحى الذي يُحتفى به وسط حظر تجوّل كامل مفروض في مجمل أراضي البلاد لمدة عشرة أيام، أنه يفكّر بالأطفال الذين "سيُظلمون" لأنهم لن يحصلوا على "عيدية" هذه السنة.

- لا رواتب ولا خدمات -

من جهته، يقول فلاح وهو موظف حكومي (35 عاما) يسكن في منزل مستأجر في غرب العاصمة بغداد ويحمل مسؤولية عائلة من أربعة أشخاص ووالدته المسنة، إن "أيام العيد ولّت منذ زمن، وأصبح العيد الآن حملاً ثقيلاً (...) بعدما كان أجمل الأيام عندما كانت الحياة بسيطة وكل شيء سهلاً".

ويضيف فلاح الذي لم يتسلم راتبه الشهري رغم حلول العيد: "زيارة الأقرباء والأهل صعبة جداً بسبب الظروف الاقتصادية، وأصبحت مستحيلة لأن الشوارع مغلقة بسبب حظر التجوّل (...) والجيب فارغ والطقس الحار لا يُحتمل والتيار الكهربائي مقطوع".

وكذلك، تسببت الأزمة بأضرار كبيرة بالنسبة للتجّار الذين يحققون عادةً أرباحاً كبيرة في فترة عيد الأضحى.

وسجّل أبو حسن البزوني وهو راعي ماشية في البصرة، تراجعاً في مبيعات الأغنام.

ويشرح لفرانس برس أن "هذه السنة بيع الأغنام ليس مثل كل سنة. فقد أثر علينا تفشي الوباء وتعذر التنقل من محافظة إلى أخرى والحالة الاقتصادية صعبة إذ إن قسماً من الناس لم يتسلموا رواتبهم والقسم الآخر ليس لديه المال" مشيراً إلى ارتفاع أسعار الأغنام "بسبب صعوبة التنقل بوجود الحظر".

وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤخراً لجنة الإنقاذ الدولية وهي منظمة غير حكومية، فإن 73 في المئة من العراقيين الذين شاركوا في الاستطلاع يؤكدون أنهم تناولوا كميات أقلّ من الطعام لتوفير المال، فيما يقول 61 في المئة منهم إنهم بدأوا يستدينون لتلبية حاجاتهم.

يؤكد سعيد عطية وهو صاحب محل لبيع الألبسة تنفد عادةً بضائعه خلال فترة عيد الأضحى، أنه خسر "95 في المئة" من إيراداته بسبب تفشي الوباء. في العام الماضي، وظّف سعيد الذي يقطن في البصرة، ثمانية عمال في فترة العيد لكن اليوم لا يفتح محله إلا لخمس ساعات في اليوم ويعمل بمفرده.

ويقول سعيد أن كثيرين مثله أغلقوا محلاتهم "لأنه لم يعد بامكانهم استيراد البضائع وكثيرون عجزوا عن دفع الإيجارات".

- تمنيات افتراضية -

وتسبب العزل أيضاً بمنع الوصول إلى المساجد والأماكن المقدسة في العراق.

وللمرة الأولى منذ وقت طويل في بلد شهد الكثير من النزاعات، ألغت السلطات الدينية لدى الطائفة الشيعية صلاة العيد. وبقيت المواقع الدينية المقدسة لدى الشيعة في مدينتي النجف وكربلاء خالية.

يرى أحمد نجم أنه يصعب البقاء في المنازل خلال العيد، الذي يتّسم عادةً بزيارات عائلية. ويقول "هذا العام لا نخرج حتى أنه لا يمكننا إعطاء العيديات" للأطفال.

وبسبب عدم القدرة على زيارة العائلة الكبيرة، تبادل أغلب العراقيين التهاني بمناسبة العيد عبر شبكات التواصل الاجتماعي هذا العام خصوصاً عبر تطبيق واتساب وموقع فيسبوك.

وانتشرت رسائل تهنئة بالعيد تضمّ صور أقنعة طبية مزينة بالأمنيات ومقاطع فيديو وصوراً أخرى لخراف تضع كمامات إذ إن الجميع يحاول خلق المرح رغم تكدر الأجواء.

وتناقل مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر خروفاً على شكل شخصية كرتونية يرقص ويغني قائلاً: "اجا العيد ونعيّد بكمامة... اجا العيد وكفوف لابس أني... اجا العيد ما حد يبوس التاني".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم