الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عن إنجازات دياب المزعومة و"جهل لودريان"!

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
عن إنجازات دياب المزعومة و"جهل لودريان"!
عن إنجازات دياب المزعومة و"جهل لودريان"!
A+ A-

فاجأ رئيس الحكومة #حسان_دياب المتابعين بموقف انتقد فيه زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان، مشيراً إلى أنها لم تحمل معها أي جديد، وهو لديه نقص في المعلومات لناحية مسيرة الإصلاحات الحكومية.

ولفت إلى أن ربطه أي مساعدة للبنان بتحقيق إصلاحات وضرورة المرور عبر صندوق النقد الدولي، يؤكد أن القرار الدولي هو عدم مساعدة لبنان حتى الآن".

عاد رئيس الحكومة إلى نغمة الإنجازات الحكومية، وكنا جميعاً اعتقدنا أنه تراجع عنها بعد انتقاد مهندس حكومته بالأمس هذه الإنجازات، واكتشف أن هذه الإنجازات التي عصت على فهم الشعب اللبناني ولم يرَ منها شيئاً ايضاً، عصت أيضاً على فهم رئيس الديبلوماسية الفرنسية، العالِم بأمور لبنان وشعبه وعجز سلطته سوى عن تشكيل اللجان والاجتماعات التي لا تثمر ولا تغني.

وربما كان حريًّا برئيس حكومة الإنجازات الإيضاح أكثر للضيف الفرنسي عن انجازات حكومته وإصلاحاتها، ألم يتحدث مع ضيفه عن التشكيلات القضائية واستقلالية القضاء؟ وإطلاق يده في جميع الملفات وأين أصبحت؟ وربما فاته الكلام عن آلية التعيينات الإدارية، وتعطيلها، والعودة الى التعيينات السابقة التي أجرتها الحكومة ومحاسن أوصافها واعتمادها الكفاءة بعيداً عن الحزبية والتبعية. فعلاً فات لودريان الاطلاع على نتائج الجلسة الإصلاحية الشهيرة التي قدم موعدها ليوم واحد بسبب بلوغ أحد المرشحين المعنيين سلفاً سن الاربعين وبالتالي حرمانه من التعيين قانونياً، وعن الاحتفالات الحزبية "التيارية" التي تلتها بتعيين المسؤولين الحزبيين ضمن مجالس الإدارة. كما فات الوزير الفرنسي الاطلاع على التقدم الحاصل بحلّ ازمة الكهرباء الكارثية، بإقرار إنشاء معمل لا لزوم له في سلعاتا حفاظاً على الوفاق الوطني، ومحاولة ضرب الهيئات الناظمة المطلوبة من الشعب والمجتمع الدولي لزيادة الشفافية عبر التقدم باقتراحات يجرّدها من صلاحياتها ويكبّلها بقرارات الوزير. أما بالنسبة للقرار السياسي فحدث ولا حرج عن الاستقلالية والسيادة.

واعتبر رئيس الحكومة أن ربط أي مساعدة للبنان بتحقيق إصلاحات وضرورة المرور عبر صندوق النقد الدولي هو قرار دولي بعدم مساعدة لبنان، وهو الجزء الأصحّ في موقفه اليوم، لأن نية الإصلاح غير موجودة أصلاً لدى هذه الحكومة، وبالتالي من الطبيعي أن لا يكون هناك مساعدات، وخصوصاً إذا كانت نيّة الحكومة التعاطي معها كالمساعدات الصحية الأخيرة وإيهامنا بأنه تم صرفها على المستشفيات ومراكز الحجر والعنايات الفائقة ليتبيّن ان لا وجود لشيء من هذا القبيل. أما بالنسبة لصندوق النقد الدولي، فهو اعتراف بفشل المفاوضات قبل بدئها، وهذا يمكن أن يضاف إلى إنجازات الحكومة ايضاً التي لم تستطيع توحيد أرقام الدولة بعد ستة أشهر، ولا الإجابة عن سؤال أو تساؤل يطرحه هذا الصندوق.

وفي المحصلّة تستحق زيارة لودريان الانتقاد، ولكن ليس وفق نظرية دياب، وليس من باب دور فرنسا التاريخي في لبنان، ولا المساعدات والمشاريع التي تقدمها المؤسسات الفرنسية في لبنان ولا عبر مؤتمراتها الدولية التي عقدتها لمساعدة لبنان من باريس 1 و 2 و3 وسيدر، ولا عبر المساعدة الأخيرة التي حملها وزير الخارجية إلى المدارس الفرنكوفونية التي لها الدور الكبير في بناء صورة لبنان الثقافي والحضاري، إنما من خلال المحاولة التي قام بها مع هذه الحكومة أو هذه السلطة رغم علمه بالنتائج مسبقاً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم