الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ريفي لنصرالله: كلامك عن "تيار المستقبل" تجنٍ

A+ A-

وصف وزير العدل أشرف ريفي الخطة الامنية في طرابلس بـ "فرصة ذهبية للمدينة لاخراجها من دوامة العنف التي استمرت على مدى ثلاث سنوات متواصلة بوتيرة غير طبيعية وغير معروفة وغير مسبوقة".


وقال، في حديث إلى تلفزيون "المستقبل": "حصلت اشتباكات قبل هذه المدة كانت وتيرتها ابطأ، وفي السنوات الثلاث الاخيرة فتحت جهنم على المدينة. لذلك ضربت الحياة الاقتصادية وسقط 208 شهداء ومئات الجرحى، وتعطلت الحياة باشكالها كل الاجتماعية والاقتصادية وحتى الرياضية".


أضاف ريفي: "نقاتل لاخراج المدينة من دوامة العنف، وهي طوال عمرها مدينة للسلام والعيش المشترك والرخاء وقبول الآخر. وصموها بأنها خارجة عن الدولة اللبنانية وعن كل القيم، واليوم لدينا فرصة ذهبية لنحافظ عليها. وأقول لجميع الطرابلسيين ان حظوظ نجاح الخطة الأمنية عالية جدا، ونحن نواكب كل تفاصيل مسار الأمور الى ان نحفظ هذه الخطة ونخرج اولادنا واطفالنا من دوامة العنف والموت".


وعن قول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لصحيفة "السفير" إنه لولا وصول "تيار المستقبل" الى السلطة لما كان سمح بنجاح الخطة الأمنية في طرابلس، أكد ريفي أن "هذا الكلام غير دقيق وفيه تجنٍ. نحن لم نكن ابدا في حال عسكرة وليست لدينا مقومات القتال الا في حال الدفاع فقط في الحد الأدنى المقبول". أضاف: "الشبان يدافعون عن احيائهم باللحم الحي وهم ليسوا مجهزين وغير مدربين. لم ننشد القتال نهائيا، لذلك صفقنا لأول فرصة كانت تتضمن احتمالات كبرى للخروج من دوامة العنف، ورعيناها برموش العيون وحافظنا عليها وسهلنا لها وازلنا من امامها كل العثرات والعقبات".


ورداً على الاتهام الموجه إليه بأنه تخلى عن الشبان الذين سلحهم ومولهم في فترة معينة قال: "لو سمع الرئيس الشهيد رفيق الحريري هذا الكلام لاهتزت عظامه حيث هو راقد في سلام. نحن ابناء مدرسة رفيق الحريري، لم نؤمن في حياتنا بالسلاح ولا بالعنف ولم نوافق على تأسيس ميليشيات، واكبر دليل انه عندما كانت تقع جولات العنف كانت هناك غلبة عسكرية لفريق، انما من حسن حظ طرابلس ان هذا الفريق كان مطوقا فيضطر إلى ايقاف القتال المأمور به من خارج الحدود ومن داخلها بعد أيام عدة نتيجة نفاذ الذخيرة أو المؤونة الغذائية. وفي المقابل كانت لدى شبابنا في التبانة كمية محدودة جدا من الخرطوش لذلك كان هناك نوع من التوازن الذي جعل الجولة تستمر اياماً عدة ثم تتوقف شيئا فشيئا".


وكرر القول: "نحن لم نؤمن ابدا بالميليشيات او بالعسكرة، واكبر دليل أنه حتى آخر يوم، اي بعد عشرين جولة متواصلة، كانت هناك شكوى من ان احدا في التبانة لم يكن يملك سلاحا كافيا . نحن لم نتخل عن احد وهناك نوع من الظلامة عندما يتحدثون عمّا سموا قادة المحاور. ليس هناك قادة محاور، وعندما يتواجد قادة محور يكون هناك تنظيم عسكري منظم لديه هيكلية معينة. هناك مجموعات 70 في المئة منها هم اولاد أحياء ومناطق يدافعون عن أحيائهم في رد فعل عفوي وشعبي غير منظم، وهناك مجموعات اخرى توجد شبهة حول ارتباطها".


وعمن كان يعطي هؤلاء غطاءً، لاسيما ان هناك استنابات قضائية في حقهم، شدد ريفي على أن "أي قرار قضائي سينفذ مهما كلف الأمر. مقتضيات وقف الحرب". وتمنى على الطرابلسيين "ان يعرفوا ان هناك اليوم معطىً اقليمياً ودولياً قرأنا وابلغنا به، وهو انه يجب ان تطفأ بؤر النار والتوتر في محيط سوريا، واعتبر ذلك فرصة ذهبية للبنان. وقد واكبنا هذا الجو الاقليمي والدولي على المستوى الداخلي بقرارات سياسية واضحة وحازمة، وواكبنا كل هذا الجهد لاخراج اهلنا من دوامة العنف".


واذا عاد القرار الدولي الاقليمي باشعال الساحات في لبنان؟ قال ريفي: "نصبح امام قرارات كبيرة فاذا كنا قبضايات لا نسمح للتداعيات بأن تشعل عندنا الحرائق الكبيرة. كنت اقول سابقا ان البركان السوري يقذف حممه التي ستنزل حكما على اراضينا فاذا كانت لدينا ظروف مؤاتية لا نسمح لهذه الحمم بالتسبب بالحرائق الكبيرة ".
أضاف: "نحن لسنا الرجل الخارق بل نحن جزء من واقع اقليمي ملتهب. نحن اخطأنا في مراحل معينة وفتحنا الجدار العازل بيننا وبين سوريا فدخل اللهيب، وهذا ما قلته عندما دخل حزب الله عسكريا الى سوريا هو ارتكب خطيئة استراتيجية ".


واعتبر أن "حزب الله بقواه المنظمة الكبرى فتح فجوة في هذا الجدار، فدخل اللهيب السوري وغيره كذلك لكن بحجم اصغر وفي شكل منفرد، دخلت ايضا وهي اخطأت بحق لبنان".


وعن المخططات الاقتصادية لطرابلس، قال ريفي: "شاركنا ببعض الاجتماعات التي هيأت للخطة الأمنية واطلقت نوعا من المبادرة تتالف من نقاط عدة: الأولى عدم الاحتكام الى السلاح والرهان على الدولة فقط، والثانية اطلاق ورشة تعويضات على كل متضرري الحرب ما بين التبانة وجبل محسن والمناطق المتفرعة اما النقطة الثالثة فكانت اطلاق خطة نهوض اقتصادية".


وتوجه بكلمة الى أهل جبل محسن، فقال: "كل عمري اقول اهلي في التبانة واهلي في جبل محسن ولا ازال اقولها. هؤلاء ابناء طرابلس وليسوا غرباء عنها نهائيا. الكثير منهم كانوا رهائن لزمرة عسكرية لم يكن امكانية لانطلاق خطة طرابلس لو لم نصدر مذكرة توقيف، واخذ الملف القضائي لمتفجرتي السلام والتقوى مجراه الطبيعي واخذ الامر منا جهودا كبيرة حتى الأمور تأخذ هذا المنحى، لذلك اهل جبل محسن تحرروا من زمرة عسكرية اخذتهم رهائن وكانت تشكل حالة اعتداء على المدينة، فرصة لنعيش معكم سويا كما كنا في الماضي ولا يمكن ان نعيش سويا الا ان نكون متعايشين معا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم