اشترِك في نشرتنا الإخبارية
مرج بسري... اليوم الأخير الذي يقرّر المصير
(نداء من أجل إنقاذ مرج بسري)
إنّه اليوم الأخير الذي يقرّر المصير.
فامنعوا السدّ، ولا تنتهكوا حرّيّة المرج في أنْ يكون مرجًا في بسري. وفي أنْ يُكَرَّس أغنيةً للفلّاحين، وموئلًا لبلل الغرام، وندىً لعطش السهّار والحالمين.
لا تغتصِبوه. لا تُتاجِروا به. لا تعرضوه رقيقًا أبيضَ أسوَدَ. لا تُجرِّحوه. لا تُهدِروه. لا تُدمِّروه. لا تطردوا غيومه. لا تقطعوا أشجاره. لا تسمّموا ماءه. لا تشوّهوا جغرافيّته. لا تُذِلّوا ترابَ أرضه، وحجر مقلعه، وعشب البساتين. لا تُفَشِّلوا رئتيه. لا تُشرِّبوه الخلّ المرّ. لا تصلبوه. لئلّا تقتلوه.
إنّه اليوم الأخير الذي يقرّر المصير.
فامنعوا السدّ، ولا تُسدِلوا الستار على حكاية المرج في بسري. لئلّا تُفسِدوا شهوة قمره فيه. لئلّا تُشرِّدوا مواعيد عشيقاته وعشّاقه. لئلّا تُهرِّبوا مناقير العصافير وأحلام العصافير. لئلّا تمنعوا غيرة الظلال من كونها لا تستطيع إلّا أنْ تظلّ ظلالًا. لئلّا تقطعوا نسل المرج في الوفر والكَرَم والخير والأساطير.
إنّه اليوم الأخير الذي يقرّر المصير.
فامنعوا المجزرة الموعودة في المرج. وامنعوا السمسرة التي تُدَبَّر – اليوم – تحت جنح القصور. وامنعوا المقايضة. وامنعوا تسليم العشب في بسري إلى مقصلة السياسيّين.
المرج - مرج بسري - يستحقّ أنْ يبقى مرجًا.
إكرامًا لِما بقي من هذا المرج. وإكرامًا لِما بقي من لبنان.
إنّه اليوم الأخير الذي يقرّر المصير!
