ما صحّة "وصول أنواع جديدة أكثر فتكاً من كورونا إلى لبنان"؟ #FactCheck

يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما عبر الواتساب، منشورا يزعم "وصول أنواع جديدة أكثر تطوّراً وفتكاً من فيروس كورونا إلى لبنان مع عودة مغتربين من بلدان أجنبية عدة"، و"سنرى في الأيام المقبلة تزايدا في الوفيات بين المصابين الجدد".  غير أنّ هذه المزاعم "لا صحة لها"، بتأكيد عضو اللجنة الطبية لمكافحة كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري لـ"النهار"، بينما أوضح الاختصاصي بالأمراض الجرثومية الدكتور جاك مخباط انه "ليس من الممكن معرفة سلالات فيروس كورونا الموجودة حاليا في لبنان. ولا نعرف بعد ما هي". FactCheck#

النهار سألت من أجلكم 

ردا على اتصال "النهار"، قال عضو اللجنة الطبية لمكافحة كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري إن "هذه المعلومات المتداولة غير صحيحة وغير دقيقة". واضاف: "المغتربون اللبنانيون يصابون بكورونا، على غرار سائر الناس، لا سيما في البلدان التي يعيشون فيها او حتى في لبنان من جراء اختلاطهم بمصابين محليين. لذلك، لا شيء يدل على ان المغتربين يصابون بنوع مختلف من كورونا". 

ولفت الى ان "عددا من المغتربين في إفريقيا، وبسبب غياب التطور الطبي هناك، ربما يتم تشخيص وضعه الطبي في شكل خاطئ. فيتم الاعتقاد خطأ انه مصاب بالتيفوئيد او الملاريا، بينما يكون مصابا بكورونا. فنجد بين عائدين منهم اشخاصا يعانون وضعا مرضيا أصعب. لكن لا شيء يدعونا الى القول إن فيروس كورونا يختلف بين افريقيا او اي بلد اغتراب ولبنان".   

مخباط

من جهته، أوضح الاختصاصي بالأمراض الجرثومية الدكتور جاك مخباط لـ"النهار" ان "فيروس كورونا يتحول يوميا. فهو من نوع RNA (فيروس حمض نووي ريبوزي)، الذي يتحول كثيرا عادة". وقال: "هناك سلاسة في لبنان، وقد ثبّتت نفسها منذ نحو ثلاثة أو أربعة أسابيع. وهي موجودة في العالم، وايضا في أوروبا".

وتدارك: "على حدّ علمي، لا سلالة خاصة بإفريقيا. صراحة، لا اعرف من اين جاؤوا بهذا الكلام على سلالة افريقية للفيروس. لم استطع الوصول الى هذه المعلومة. قد تكون صحيحة او خاطئة. احب توخي الحذر ولا اقول شيئا قبل أن تكون لدي معلومة مؤكدة اكثر بهذا الشأن". 

ما سلالات كورونا الموجودة في لبنان؟ أجاب: "ليس من الممكن معرفتها حاليا. لا نعرف بعد ما هي. نرسل الفحوص الى الخارج لدرسها جيدا لمعرفة السلالات الموجودة لدينا. ما نعرفه هو ان لدينا سلالة، ويبدو ان سميتها زادت في لبنان وأوروبا وباقي انحاء العالم".

دراسات

في 3 تموز 2020، توصلت دراسة جديدة إلى أن السلالة المسيطرة حالياً من فيروس كورونا المستجد قادرة على مضاعفة نسبة العدوى من ثلاث إلى ست مرات أكثر من السلالة الأصلية. لكن حتى الآن لا يبدو أنها أكثر خطراً.

وكشفت الدراسة التي نُشرت في دورية Cell العلمية أن سلالة فيروس كورونا المستجد المنتشرة والمسيطرة على أغلب حالات الإصابة حالياً هي أكثر قدرة على نشر العدوى من السلالة الأصلية التي بدأت في الصين. وأشارت نتائج البحوث المخبرية التي نشرت في الدورية أن التحول الذي مر به الفيروس جعله أكثر قدرة على نقل العدوى، إلا أن هذه النتائج لم تُثبت بعد.

وقد توصل الباحثون إلى أن النسخة المتحورة من الفيروس المسماة سبايك D614G مرت بتغيير بسيط. لكنه مهم طال البروتينات الموجودة على غشاء الفيروس، وهو ما سهل عملية دخول الفيروس إلى الخلية البشرية وانتشاره في الجسم.

وسلالة سبايك D614G الجديدة والأكثر عدوى وفتكًا من كورونا، انتشرت بكثرة في اوروبا منذ بداية شباط 2020، وتركيبتها مختلفة كثيرا عن السلالة الأصلية لكورونا التي ظهرت في ووهان نهاية العام الماضي. 

الصين تقول سلالة أوروبية من كورونا انتشرت في بيجينغ

- لبنان -

وفقا لأرقام وزارة الصحة العامة، سجّل لبنان، حتى 20 تموز، 2902 إصابتين بكورونا، و41 وفاة. وتشكل الاصابات نتيجة السفر نسبة 28%، والاصابات نتيجة الاحتكاك بحالات مؤكدة 56%. 

وهنا المنشور الكاذب المتناقل: