الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

غواص مصري يروي لـ"النهار" رحلة البحث عن الشابين الغارقين في مياه المتوسط (فيديو وصور)

المصدر: النهار
أشرف سلام
غواص مصري يروي لـ"النهار" رحلة البحث عن الشابين الغارقين في مياه المتوسط (فيديو وصور)
غواص مصري يروي لـ"النهار" رحلة البحث عن الشابين الغارقين في مياه المتوسط (فيديو وصور)
A+ A-

تعدّدت حوادث الغرق في مصر، خلال السنوات الأخيرة، حتى بات الصيف مقبرة لعدد كبير من المصريين، خصوصاً مع وجود شواطئ غير صالحة، أو ممارسات خاطئة من المصطافين.

وانشغل الرأي العام في مصر خلال الأيام الماضية، بحوادث غرق درامية، حيث كان أحدها فقد شاب غرقاً، في شاطئ بلطيم، منذ 11 يوماً، ووفاة 11 شخصاً في شاطئ آخر يسمى النخيل لغرقهم وعدم العثور على جثة أحدهم حتى الآن.

"النهار"، رصدت الواقعتين، وكيف يتم البحث عن الجثتين الغارقتين، ومعرفة الضوابط والأمور الاحترازية للحد من مثل هذه الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى سقوط ضحايا في مياه البحار.  

بداية، كان هناك حدث مهم شهدته ليلة أمس الإثنين، حول شاب بلطيم، فبعد مرور 11 يوماً من غرق الشاب نور سعد كلش 22 عاماً في مصيف بلطيم على شواطئ البحر المتوسط بمحافظة كفر الشيخ في مصر، وبعد جهود مضنية، عثر الأهالي على جثمان نور بين الصخور، وعلى بعد 2 إلى 3 كيلومترات من مكان غرقه.

وفي أثناء سير أحد المواطنين أمس بجوار الحواجز الصخرية على الشاطئ شمّ رائحة الجثمان وشاهده بين صخرتين، وعلى الفور تمت الاستعانة بالغواصين لاستخراج جثته.

ونقلت سيارة إسعاف جثمان نور إلى مسقط رأسه بقرية الرغامة، حيث احتشد المئات لتشييعه إلى مثواه الأخير في التاسعة من مساء أمس بتوقيت القاهرة، وسط زغاريد أهله.

وكان سعد كلش والد نور قد قرر في وقت مبكر أمس الإثنين أن يكون اليوم الأخير للبحث عن جثة ابنه، وإما أن يجدوه ويصلوا عليه صلاة الجنازة، وإما لا يعثرون عليه فيصلون صلاة الغائب، وحدد الساعة الخامسة مساء لانتهاء عمليات البحث التي استمرت على مدار 11 يوماً.

وقبل انتهاء الموعد المحدد بدقائق ظهرت جثة نور بين صخور شاطئ الفيروز على بعد 2 إلى 3 كيلومترات من غرقه بشاطئ الأمل.

وكان هشام عبدالجليل كبير المدربين بالاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، وأحد الغواصين الذين شاركوا في عمليات البحث عن نور كلش وشادي عبدالله، أكّد أن البحث عن الغارقين له حسابات معقدة.

وقال هشام لـ"النهار": "شاركت في عمليات البحث عن جثة نور كلش حتى أصبت، وكنا نعلم أن العثور عليه سيكون بشم رائحة الجثة، خاصة بعد مرور عدة أيام على غرقه، ما يؤدي إلى انبعاث رائحة نفاذة نتيجة تحلل الجثة".

وتابع: "من الخطأ الاعتماد على الغوص فقط، وإنما البحث بين الصخور وتقصى رائحة الجثة ضروري في مثل هذه الحالات، وكانت إصابتي نتيجة البحث بين الحواجز الخرسانية".

وأضاف: "قد نعثر على غارقين على بعد عدة كيلومترات من مكان غرقهم حيث تجرفهم المياه يوماً بعد يوم، اعتماداً على المد والجزر وحركة الرياح واتجاه المياه".

"نعمل في ظروف قاسية، فالغوص بحثاً عن الموتى من أصعب الأشياء التي يمكن فعلها، ولكن لدينا القدرة على تجاوز الأمر ومساعدة أهالي الضحايا".

"شاركت في البحث عن الشاب شادي عبدالله الذي غرق في شاطئ النخيل بمحافظة الإسكندرية، الذي لا تزال عمليات البحث مستمرة للعثور على جثمانه".

وأكّد عبدالجليل أن المياه من الممكن أن تكون قد جرفت جثمان شادي إلى مسافة بعيدة تماماً عن شاطئ النخيل، وبعد البحث جيداً بين الصخور لا بدّ من البحث أيضاً في أماكن أخرى.

وقال هشام: "نظل نبحث عن الغارقين لمدة 17 يوماً بعدها يتم اعتبارهه مفقودين وتتوقف عمليات البحث عنهم، ولكن بعض الجثث نعثر عليها في اليوم الثامن عشر".

وتابع: "حينما تغرق الجثث وتبدأ في التحلل تنتفخ وتطفو عن القاع، إلى أن تنفجر وتنجرف بعيداً".


وأكّد هشام أن شاطئ النخيل بالإسكندرية لم يعد صالحاً للسباحة في ظل التيارات المائية فيه، وهو ما تؤكده حالات الغرق المتكررة في الشاطئ.

وأشار عبدالجليل إلى أن إغلاق شاطئ النخيل أمر خاطئ ويمكن إصلاحه، بالحفر بعمق 70 سم لمسافة 100 متر داخل المياه وبعرض الشاطئ، وهذا سيوقف التيارات ويجعل منه بركة مائية صالحة للسباحة.

ونصح بعدم العوم في مياه النيل خاصة لمن لا يجيدون السباحة، كما شدد على ضرورة الابتعاد عن شواطئ البحار والتسلسل إليها في ظل عدم وجود رجال الإنقاذ بعد قرار الحكومة المصرية بغلق الشواطئ للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم