كان حليم جرداق مختبرًا لقوارير الطيب، وخلاصةً من عصارات رحيق الزوفى والناردين والورد الجوريّ والنعناع والحبق والوزّال وإكليل الجبل والياسمين. شبيهًا بالسنديان في زمن الطفيليّات والأعشاب الضارّة والهشاشات الدنيئة. ساهرًا على شعاع الشمعة وشعلة القنديل في زمن اللّاضوء. رفيقًا ليّنًا في زمن الليل. ممعنًا في بلورة ألوان الصمت والحلم في زمن الضجيج واليباب. مأخوذًا بتوزيع النسيم في زمن القيظ والشدائد. وبنشر دماثة الروح في زمن الصلف والبهورة. مؤثرًا اقتصاد التقشَّف الفكريّ على تبذير الثرثرة التي تفسد المعنى. منحازًا إلى صنع أرغفة الأشكال والخطوط والزيوح والصفائح، مخبوزةً في أفران...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول