بعد انتشار لحوم الحمير بمصر… هل ثمّة طريقة لاكتشاف خدع الجزارين؟

أكل اللحوم له فوائد عظيمة على جسم الإنسان فهي غنية بالفيتامينات والمعادن والمركّبات الحيوية المختلفة اللازمة لبناء الجسم والحفاظ على الكتلة العضلية.

وبين الحين والآخر يضبط المسؤولون في مصر عديداً من بائعي اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي ومنهم من يبيعون لحوم الحمير وغيرها من الحيوانات.

كانت آخر هذه الوقائع،  إصدار محكمة جنح حلوان حكماً بالسجن ثلاث سنوات وغرامة قدرها 30 ألف جنيه مصري على صاحب محل فطائر و"حواوشي" شهير، كان يستخدم لحوم الحمير في منتجاته.

وبعد أخذ عينات من المطعم وتحليلها تأكّد عدم صلاحيتها للاستهلاك البشري.

وأمام انتشار ظاهرة بيع لحوم الحمير في مصر، وغضب كثيرين في مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم وجود ضوابط أمام هذه الظاهرة للحد منها، وكذلك التفرقة بين اللحوم الصالحة وغير الصالحة بخاصة إذا كانت مصنعة أو مستخدمة في أطعمة جاهزة… يبرز التساؤل الذي يعتمد على الخلل الفردي المتمثل في المواطن نفسه: كيف نعرف الجيد من الرديء؟

هذا التساؤل وضعته "النهار" أمام الدكتور نبيل عبدالجابر يس، أستاذ الرقابة الصحية على الأغذية بكلية الطب البيطري - جامعة القاهرة، وخبير صحة الغذاء بهيئة الإمداد والتموين بوزارة الدفاع المصرية، الذي أكد أن هناك خطوات لا بدّ من اتباعها حين شراء اللحوم، أهمها أن تكون من مصدر جيد ويمثل ثقة للمشتري.

وقال نبيل لـ"النهار": "اللحوم المذبوحة داخل المجازر الحكومية يكون عليها أختاماً تُصنّف نوع الحيوان وعمره، فهناك أربعة أشكال، وثلاثة ألوان للأختام، فالشكل الدائري يدل على لحوم الحيوانات المحلية الصغيرة السن، والشكل المربع خاص باللحم المحلي كبير السن، والشكل السداسي للحوم الحية المستوردة المذبوحة داخل مصر، والشكل البيضوي يشير إلى لحم الخنازير".

وتابع: "أمّا الألوان المستخدمة في الأختام، فالأحمر يشير إلى اللحم البلدي، والبنفسجي خاص بالمستورد حياً، والأزرق المائل للأخضر خاص بلحم الخنزير".

وأضاف: "يتكون الختم من ثلاث قطع، الأولى عليها اسم المجزر بـ "بار كود"، والثانية عليها اسم المحافظة باستخدام حرفين، فعلى سبيل المثال القاهرة تكون بحرفي القاف والهاء، والثالثة عليها نوع اللحم باستخدام حرفين، فمثلاً اللحم البقري يكون بحرفي الباء والقاف، والرابعة عليها يوم الذبح، فرقم واحد يعني السبت واثنين يشير إلى الأحد، والأخيرة عليها علامة سرية لتحديد الأختام المزورة".

وأكّد عبدالجابر ضرورة رؤية الأختام الموجودة على اللحوم بوضوح وألّا تكون مطموسة أو غير موجودة على الإطلاق.

وأشار إلى أن وجود بعض التغيرات التي تظهر على اللحوم للدلالة على فسادها أو جودتها من ناحية الشكل والرائحة والملمس، فمن الضروري أن يكون لون اللحوم أحمر مائلاً إلى اللون الوردي، وملمسها متماسكاً غير صابوني، ورائحتها مقبولة.

وتابع: "يمر رجال التفتيش على محال اللحوم بشكل مفاجئ وإذا ما شكّوا في جودة اللحوم يأخذون منها عينات يتم تحليلها بالمعامل المركزية لوزارة الصحة، حيث تخضع إلى 3 اختبارات مهمة تسمى اختبارات دلائل الفساد، كل اختبار منها تكون له قراءة رقمية ثابتة، فإذا تغيرت تلك الأرقام يكون اللحم فاسداً".

وأكّد نبيل أنه من السهل التعرف إلى لحوم الحمير، فإذا ما وضعت في الثلاجة يصبح دهنها زيتياً غير متماسك، وحين طبخها تكون على سطح الشوربة بقع زيتية، ويكون طعهما سكرياً.

وأشار إلى أن لحوم الحمير إذا تم تصنيعها فلا يتم التعرف عليها إلا من خلال التحاليل التي تتم بالمعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، التي تحدد نوع اللحوم والتركيب الوراثي لها.