الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

3 مهمات لاستكشاف "الكوكب الأحمر" هذه السنة... وأوّل عدّ تنازلي عربي

المصدر: "وام"
"النهار"
3 مهمات لاستكشاف "الكوكب الأحمر" هذه السنة... وأوّل عدّ تنازلي عربي
3 مهمات لاستكشاف "الكوكب الأحمر" هذه السنة... وأوّل عدّ تنازلي عربي
A+ A-

يستقبل "الكوكب الأحمر" هذه السنة ثلاثة زوار  جدد آتين من الأرض، بينهم "مسبار الأمل"، أول مسبار فضائي عربي تطلقه دولة الإمارات العربية المتحدة  وسيجعلها من بين تسع دول فقط حول العالم تطلق مركبات إلى المريخ.

و إلى جانب " مسبار الأمل " يأتي الزائر الثاني وهو مركبة الفضاء الصينية "تيانوين-١" التي ستحمل على متنها مسباراً فضائياً ومركبة فضائية ستهبط على المريخ ومركبة فضائية جوالة علاوة على زائر ثالث، وهو مركبة "بيرسيفيرانس" الأميركية التي من المقرر أن تهبط على فوهة جيزيرو، وهي منطقة كانت تحوي قبل مليارات السنين أنهاراً و بحاراً في الكوكب.

و سيحلق "مسبار الأمل " حول كوكب المريخ بطريقة لم يشهدها العالم وسيكون الأول من نوعه الذي يدرس المناخ على سطح جارنا الغامض على مدار اليوم، ما يجعل دولة الإمارات شريكاً عالمياً في تطوير المعرفة البشرية.

و في حال نجاح هذه المهمات الثلاث فإن عام 2021 قد يمهد الطريق لاكتشافات جديدة وتاريخية حول أقرب الكواكب للأرض.

مسبار الأمل

و تأتي مهمة "مسبار الأمل " بعد الإطلاق الناجح عام 2018 لـ" خليفة سات"، أول قمر اصطناعي إماراتي مخصص لرصد الأرض. ومن المتوقع أن يصل المسبار إلى كوكب المريخ بحلول شباط 2021، وهو العام الذي ستحتفل فيه الدولة بالذكرى الخمسين لقيامها على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

و تتركز أهداف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل على سبر غور ديناميات الطقس في المريخ ودراسة غلافه الجوي وفهم التغيرات المناخية الحاصلة على الكوكب الأحمر ودراسة ظاهرة هروب غازي الأوكسجين و الهيدروجين من غلافه الجوي عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية.

ومن شأن تحليل بيانات المسبار أن تساهم في رسم صورة واضحة وشاملة عن طبقات الغلاف الجوي للمريخ، مما يؤدي بدوره إلى فهم أكبر لأسباب تحول كوكب المريخ من عالم كان رطباً إلى كوكب جاف وبارد. وينسجم هدف المهمة مع هدف أكبر وطموح أعلى وهو بناء مستوطنة بشرية في الكوكب الأحمر خلال المئة سنة المقبلة.

وسيظل مسبار الأمل في المدار لمدة عام كامل وسيستغرق 55 ساعة لكل دورة.. و سيتم التحكم في المسبار من دبي، وسيشهد أول عد تنازلي باللغة العربية في تاريخ استكشاف الفضاء.

المركبة "تيانوين-١"

من جانبها تدخل "الصين" سباق اكتشاف المريخ بمركبة فضائية بثلاث خصائص مميزة وستحمل "تيانوين-١" على متنها مسباراً فضائيا ومركبة فضائية ستهبط على المريخ ومركبة فضائية جوالة.

ومن المتوقع أن تطلق الصين مركبتها الفضائية في ٢٣ تموز غير أن هذا التاريخ غير مؤكد حتى الآن، وفي حال نجحت المهمة فستكون بمثابة خطوة متقدمة في إطار البرنامج الصيني للفضاء.

ونجحت الصين في وقت سابق في إطلاق العديد من المركبات على سطح القمر، لكن الهبوط على المريخ يبدو أصعب بكثير بسبب الغلاف الجوي الذي يتطلب نوعاً من حماية المركبة من الحرارة وسيكون الهواء رقيقاً جداً ما يجعل الاعتماد على المظلات وحدها لتحقيق هبوط آمن وبطيء غير كاف.

لكن الهبوط ليس الهدف الرئيسي للمهمة والذي يتمثل في جمع أكبر قدر ممكن من البيانات حول الكوكب الأحمر إلى جانب دراسة المجال المغناطيسي والغلاف الجوي للكوكب ورسم خرائط لسطحه باستخدام كاميرا عالية الدقة، في حين ستكون المركبة الجوالة مجهزة بمعدات ستساهم في رسم خرائط لباطن المريخ والتحقيق من وجود الجليد على الكوكب الأحمر.

المركبة "بيرسيفيرانس"

وتعتزم الولايات المتحدة - الدولة الوحيدة التي نجحت في انزال مركبة فضائية على سطح المريخ حتى الآن - اطلاق مركبة جديدة لتنضم إلى المركبتين الموجودتين حالياً في المريخ لدراسة أشمل للكوكب الأحمر

.

فمن المقرر أن يتم إطلاق مركبة "بيرسيفيرانس" في 30 تموز على أن تهبط في فوهة جيزيرو، وهي منطقة كانت تحوي قبل مليارات السنين أنهاراً و بحاراً، وبالتالي فإن المنطقة توفر فرصة عالية للعثور على دلائل على وجود حياة لميكروبات على الكوكب الأحمر.

و ستقوم المركبة بتجميع وتخزين عينات من الصخور لجلبها إلى الأرض لدراستها، وقد تحتوي هذه العينات على دلالات على وجود حياة لأنواع من الميكروبات.

وستنقل مركبة "بيرسيفيرانس" إلى المريخ مركبة جديدة من نوعها وهي مركبة " إنجينيوتي" التي ستكون أول مروحية ستحلق على سطح المريخ. ومهمة التحليق في المريخ ليست بالمهمة السهلة نظراً لمناخ الشديد البرودة والأجواء المنخفضة الكثافة.

سباق مع الزمن

وهناك سقف زمني محدود جداً لإرسال مركبات فضائية منخفضة التكلفة إلى كوكب المريخ بشكل فعال ومؤثر يتفادى التكلفة الباهظة التي عانت منها الرحلات السابقة.

وتتطلب عملية إرسال المسبار دقة هائلة في زاوية الانطلاق من الأرض تصل إلى ثانية قوسية إلى جانب توجيه المسبار عبر المسار بدقة بالغة.

و من أجل التأكد من استخدام الحد الأدنى من الطاقة واستهلاك الوقود المطلوب للوصول إلى المريخ، يجب محاذاة الكواكب على الجانب نفسه من الشمس.. وتستغرق الرحلة عادة حوالي 7 أشهر للوصول إلى وجهتها.

و في حال نجاح هذه الرحلات الثلاث في الوصول إلى الكوكب الأحمر وتحقيق الأهداف المطلوبة، يمكن الوصول إلى اكتشافات هائلة توفر فهماً أفضل للكوكب الأحمر الذي كان يمتلك بعضاً من أوجه الشبه مع الأرض، وبالتالي فهما أكبر لماضي كوكب الأرض ومستقبله.

ويعد استكشاف الفضاء نقلة ضرورية لفهم الكون الواسع الذي يحمل الكثير من الأسرار، إضافة إلى منحنا فهماً أكبر لماضي كوكبنا ومستقبله.

و الوصول إلى كوكب المريخ لا يمنحنا فقط فرصة أفضل لمعرفة ما إذا كانت الحياة موجودة في مكان آخر في الكون وإنما يطرح سؤالاً أساسياً للبشرية لم نصل إلى إجابة عليه بعد، وهو هل الكوكب يعد وجهة مثالية للاستكشاف البشري في المستقبل وربما إنشاء مستوطنات بشرية خارج كوكب الأرض؟.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم