الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

يخيّم في ساحة عبد الحميد كرامي عارضًا كليته للبيع... "سأهاجر بثمنها" (صور)

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
يخيّم في ساحة عبد الحميد كرامي عارضًا كليته للبيع... "سأهاجر بثمنها" (صور)
يخيّم في ساحة عبد الحميد كرامي عارضًا كليته للبيع... "سأهاجر بثمنها" (صور)
A+ A-

يغادر المواطن فادي إبرهيم يومياً بيته في القبة ليفترش ساحة عبد الحميد كرامي (النور)، فيستلقي مكشوفاً على القاصي والداني، تحت شمس تموز اللاهبة. يرفع كرتونة خطّ عليها شعارات هدرت بها هذه الساحة أيام عز الانتفاضة. في حسابه فيسبوك، عرض كليته من فئة A+ للبيع. يسأل: "ألم يقولوا إن لم يعجبكم البلد هاجروا؟ ليس لدي مال يعينني على الهجرة، فعرضت كليتي للبيع".

لا يجد فادي ضمانة لما بقي من عمره سوى المهجر. يريد أن يوصل صوته الى المجتمع الدولي ليعرف كيف تنكل السلطة الظالمة باللبنانيين. كان فادي شارك في تظاهرات انتفاضة تشرين في بيروت وطرابلس. وبعد خمود الساحات في وقت هو الأهم لتستعيد نبضها، صنع اعتصامه الفردي.

أصلاً لم يبقَ من ساحة "عروس الثورة" سوى أنقاض انتفاضة تشرين، يبني عليها البؤس بقعًا متفشية، وتنضح أصداؤه بيأس الهدنة الأخيرة قبل أن يفجّر أصحابها ما هو أعظم، من جرائم وانتحارات وسرقات صارت بؤس خبز لهذه الأيام.

خسر فادي أحد ابنائه على باب المستشفى منذ 18 سنة، لقصوره عن تأمين الطبابة. يتندّم لأنّه تأخّر في هذه الثورة. أجّلها لأنه حاول أن يربّي ويعلّم ابنيه، إنّما اليوم، ليس لديه ما يخسره "أنا الله سلّطني على هذه السّلطة".

قبل اندلاع الانتفاضة بنحو سنة، خاط فادي فمه وأضرب 45 يومًا عن الطعام. نصب خيمته برغم صقيع وأمطار الشتاء وسط الساحة، وأطلق على اعتصامه اسم "أمعاء خاوية". شبان ينتشرون في الساحة من نسيج إحباطه ومعاناته، يخبروننا بأنّ نائباً من طرابلس أتى إليه بظرف يحمل مبلغاً من النقود، فرفضه واعتبره رشوة.

"فتشت عن حاوية نفايات تتسع لها كرامتي فلم أجد واحدة" يقولها، قبل تأكيده بأنّه لن يغادر السّاحة سوى بعد تحقيق مطالبه أو ميتًا. 



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم