الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بولونيا "تخرج منقسمة" من الانتخابات الرئاسيّة: "نجاح ضئيل" لدودا، والمعارضة تتقدّم

المصدر: "أ ف ب"
بولونيا "تخرج منقسمة" من الانتخابات الرئاسيّة: "نجاح ضئيل" لدودا، والمعارضة تتقدّم
بولونيا "تخرج منقسمة" من الانتخابات الرئاسيّة: "نجاح ضئيل" لدودا، والمعارضة تتقدّم
A+ A-

فاز الرئيس البولوني الشعبوي المحافظ #أندريه_دودا بولاية ثانية مدتها خمس سنوات، لكن النتيجة الممتازة التي سجلها خصمه رئيس بلدية وارسو الليبرالي والمؤيد للاتحاد الأوروبي رافال تراسكوفسكي تضع الحزب الرئاسي في موقع دفاعي.

ورأى المحللون، الإثنين، أنه لا يمكن اعتبار إعادة انتخاب دودا نجاحا كبيرا بسبب ضيق الفارق بينه وبين خصمه، إذ أعلنت اللجنة الانتخابية بعد فرز 99,97% من الأصوات أن دودا حصل على 51,21% من الأصوات مقابل 48,79% لتراسكوفسكي.

وقال الخبير السياسي كاجيميرش كيك من جامعة كيلتزه "إنه نجاح ضئيل". وأوضح لوكالة فرانس برس أنه "بالطبع، فاز في الانتخابات. لكن النجاح الحقيقي يعود لرافال تراسكوفسكي والمعارضة التي أحرزت تقدما".

ورأى أن "بولونيا تخرج من هذه الانتخابات منقسمة. سيكون من الصعب إعادة بناء الروابط بين البولونيين".

وأشار المحللون إلى أن دودا فاز بالاصوات التقليدية والكاثوليكية لبولونيا، اي بأصوات سكان الأرياف والقرى الصغيرة، في حين حصد تراسكوفسكي أصوات البولونيين المؤيدين لأوروبا والليبراليين في المدن الكبرى والمتوسطة.

ولاحظ كيك أن "حزب القانون والعدالة (الحاكم) بلغ مستواه الأقصى. نرى بوضوح أنه يضعف من انتخابات إلى أخرى. هو على يقين أنه لن يبقى في السلطة إلى ما لا نهاية".

ويتحتم في رأيه على هذا الحزب أن يحقق برنامجه القاضي بـ"الاحتفاظ ببولونيا محافظة وتقليدية" الآن، وإلا فإن الفرصة ستفوته.

- "الركود" -

غير أن حزب القانون والعدالة سيواجه معارضة شديدة، كما سيكافح أزمة اقتصادية آنية ستشعر بولونيا قريبا بانعكاساتها نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد الذي لم تنجح بعد في القضاء عليه، بحسب ما أورد المحللون.

وقال الخبير الاقتصادي فيتولد أورلوفسكي: "ندخل مرحلة صعبة. يبقى حزب القانون والعدالة عمليا في السلطة، لكن الدعم لسياسته سيتراجع بشكل مؤكد (...) وفي سياق أزمة اقتصادية، سيكون من الصعب عليه تنفيذ سياسة المساعدات الاجتماعية السخية التي حملته إلى السلطة".

من جهته، قال الخبير السياسي ستانيسلاف موتشيك رئيس جامعة كوليجيوم سيفيتاس لوكالة فرانس برس "ما ينتظر بولونيا هو الركود. البولونيون لم يختاروا التغيير الذي اقترحه رافال تراسكوفسكي"، مضيفا "لا يمكننا بالتأكيد توقع تحسن العلاقات مع بروكسل".

- "حزين ومتشائم" -

وقال داريك الذي يعمل سائقا وصوّت لدودا: "كان أعضاء الاتحاد الأوروبي القدامى يعاملون بولونيا كأنها دولة من الفئة الثانية. نحن هنا لنا دستورنا الخاص، وهو أهم من قوانين بروكسل".

وهذه الرؤية القومية التي حملها حزب القانون والعدالة هي التي فازت في انتخابات 12 تموز.

ومن المرجح ألا تتحسن العلاقات المتردية مع الاتحاد الأوروبي خلال ولاية دودا الثانية.

وراهن الرئيس المنتهية ولايته على علاقاته الجيدة مع الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب، في حين ترجح استطلاعات الرأي الحالية هزيمة الرئيس الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني.

ورأى كاجيميرش كيك أنه في حال فاز المرشح الديموقراطي جو بايدن على ترامب، فهذا سيعني فشل السياسة الخارجية التي ينتهجها الحزب الحاكم في بولونيا.

في هذه الأثناء، تزداد شعبية المعارضة الليبرالية. وقال الخبير السياسي أندريه ريتشارد لشبكة "تي في إن 24" الخاصة إن "نتيجة رافال تراسكوفسكي القوية تمكنه من التحول شخصية أساسية في المعارضة الليبرالية".

والواقع أن تراسكوفسكي، الوجه الجديد في حزب البرنامج المدني، نجح خلال فترة قصيرة في جمع أنصار جدد حوله.

وقالت كاسيا (42 عاما) المدرّسة التي صوتت لرئيس بلدية وارسو لوكالة فرانس برس "إنني حزينة ومتشائمة. كنت آمل فعلا أن نعود إلى الديموقراطية. لكننا سنعيش الآن خمس سنوات مقبلة من التسلط والاستبداد من قبل حزب القانون والعدالة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم