اشترِك في نشرتنا الإخبارية
رسالة تلقّتها "النهار" من مواطن إيطالي عاشق للبنان برغم الأزمات، بألمها وأملها، بصدقها ووجعها، بكلماتها الخارجة من قلب يحترق...
بالأمس كنت مشرقًا
مع جبالك المضيئة التي منذ الأزل
تحضن بيوت الجبال الصغيرة المبعثرة بين الطرق الضيقة الملتصقة بأشجار الصنوبر والأرز
وبجوارها شلالات الينابيع المنعشة والنقية
مع شواطئك الشفافة التي تعانق طول ساحلك
أظهرت دائماً من خلالها مهاراتنا البحرية
حيث تستيقظ الشمس كل يوم
وتنام
رائحة طعامك تشير إلى بدء وصول وليمة نهار الأحد
يرافقه صوت أجراس أرضك وثمارها
مع شعبك المخلص دائماً لك،
المنصهر بحب عميق
شبيه فقط بحبّ طفل لأمه
شعب عرف التغلّب على الانقسامات بين الأعراق والأديان
بفضل الحبّ اللامتناهي لأرضه
أين ذهبت قوتك؟
اليوم شمسك اختفت، وجبالك انهارت
فقد بحرك لونه وأصبح طعامك ترفاص
غداء الأحد انتهى، وتفرقت العائلات
غادر العديد من أبنائك بعيداً
وعند غروب الشمس، انطفأت نجومك
لا تتخلَّ عنا، استعد قوتك
أظهر للجميع أنه برغم كونك دولة صغيرة فأنت الأقوى
أنت من تمكنت في الماضي من تجاوز كل الحروب، لا تستسلم الآن
نحن نؤمن بك، مقتنعون بقدراتك
عُد لتضيء سماءك
وأعد الشمس لجبالك
لا تخف
سنقاتل معًا مَن يريدون الشر لك
وكما تمكنت في الماضي من الانبعاث مجددًا
سيساعدك شعبك على استعادة قوتك وأيامك المجيدة
أحببناك دائماً بعمق وسنحبك الى الأبد
حتى لو تغيرت كثيرًا ولم نعد نتعرف إليك
مقتنعون أنك لن تخيّب آمالنا
وستعود لبناننا هذه المرة... إلى الأبد.
