الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سريبرينيتسا المنكوبة بعد 25 عاماً على المجزرة: مسلمو البوسنة يدينون موقف الصرب

المصدر: "أ ف ب"
سريبرينيتسا المنكوبة بعد 25 عاماً على المجزرة: مسلمو البوسنة يدينون موقف الصرب
سريبرينيتسا المنكوبة بعد 25 عاماً على المجزرة: مسلمو البوسنة يدينون موقف الصرب
A+ A-

"ليس من السهل العيش هنا إلى جانب الذين ينكرون أن مجزرة ارتكِبَت رغم مرور 25 عاماً على حصولها". بهذه الكلمات يلخّص نائب رئيس بلدية #سريبرينيتسا حمدية فييتش ما يشعر به مسلمو #البوسنة ازاء جيرانهم #الصرب الذين يعتقدون أن المجرزة مجرّد "أسطورة".

وكرّست قرارات العدالة الدولية واقعة مقتل آلاف الرجال والمراهقين البوسنيين (المسلمين) بأيدي القوات الصربية في بضعة أيام خلال تموز 1995.

ومع اقتراب إحياء الذكرى الخامسة والعشرين للإبادة السبت، يرى الناجون منها أن "إنكار" سقوط ثمانية آلاف ضحية يشكّل جزءاً لا يتجزأ من المجزرة، ويمثّل العائق الرئيسي أمام تهدئة العلاقات بين المجموعتين.

وأدى النزاع الذي شهدته البوسنة بين الصرب والمسلمين بين العامين 1992 و1995 إلى أكثر من 100 ألف قتيل، ولكن وحدها مجزرة سريبرينيتسا في شرق البلاد، اعتُبِرَت عملَ إبادة، وهو التوصيف الذي أقرّته أولاً محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في 2001 ثم محكمة العدل الدولية في 2007.

وحُكِم على القائد السابق للقوات الصربية في البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش بالسجن المؤبد عام 2017 ، ويتوقع أن يصدر قرار عن محكمة الاستئناف في شأن هذه القضية.

وبعد ربع قرن، لا تزال المجزرة إحدى أسباب الإنقسام الرئيسية بين البوسنيين المسلمين والصرب المسيحيين الأرثوذكس.

ويعتبر البوسنيون أن الإقرار الكامل بالمجزرة شرط لبناء سلام دائم. في المقابل، ترى غالبية صرب البوسنة، وخصوصاً مسؤولوهم، أن استخدام توصيف "إبادة" غير مقبول.

- مدينة منكوبة -

في جمهورية صربيا، يرى الرئيس ألكسندر فوتشيتش أن ما حصل في سريبرينيتسا أمر لا يدعو إلى الفخر. ويقول: "سريبرينيتسا أمر يجب ألا نفتخر به، ولا نستطيع أن نفتخر به"، لكنه يتجنب لفظ الكلمة التي يتمنى البوسنيون سماعها.

وكان رئيس صربيا شدد في العام 2017 على أن "ما بين ثمانين وتسعين في المئة من الصرب لا يرون أن جريمة كبرى ارتُكِبت" في سريبرينيتسا.

اليوم، تبدو المدينة التي يرأس صربي مجلسها البلدي، يعاونه نائب رئيس بوسني، أشبه بمدينة منكوبة. فالحياة معدومة كلياً في وسطها، والمتاجر فيها نادرة، ويعيش فيها آلاف الصرب والبوسنيين لكنهم لا يتخالطون فعلياً.

ويرى رئيس المجلس ملادن غرويتشيتش الذي انتُخِبَ في هذا المنصب عام 2016 بعد حملة ارتكزت جزئياً على إنكار المجزرة، أن حصيلة الضحايا غير "صالحة" لإثبات حصول مجزرة.

أما الزعيم السياسي لصرب البوسنة ميلوراد دوديتش الذي عبّر عن دعمه ترشيح غرويتشيتش، بحضوره لقاءَ انتخابياً ضمن حملته، فقال يومها: "أؤكد هنا أن ما من إبادة ارتُكِبَت".

والعام الفائت، كرر دوديتش خلال مؤتمر جمع مؤرخين صرباً وهدف إلى "معرفة الحقيقة" في شأن سريبرينيتسا "كل شعب يحتاج إلى أسطورة. لم يكن لدى البوسنيين أسطورة، وهم يحاولون بناء أسطورة حول سريبرينيتسا".

وصوّت النواب الصرب في برلمان البوسنة الفدرالي أكثر من مرة ضدّ مشاريع قوانين تمنع الإنكار.

- بذور "العنف المستقبلي" -

إلى اليوم، عُثر على رفات نحو 6900 من ضحايا المجزرة في أكثر من ثمانين حفرة جماعية، وحُدِدَت هويات أصحاب هذه البقايا. ودُفِن معظم هؤلاء في مركز النصب التذكاري في سريبرينيتسا، حيث سيوارى السبت رفات تسع ضحايا حُدِدَت هوياتهم في تموز. 

ويأسف حمدية فييتش، النائب البوسني لرئيس بلدية سريبرينيتسا، لهذا الموقف الصربي، ويقول لوكالة فرانس برس "إنكار الإبادة هو آخر فصولها. نحن نواجه هذا الأمر كل يوم".

ويرى المفوض الأوروبي لتوسيع الاتحاد الأوروبي أوليفر فارهيليي أن سريبرينيتسا "تبقى جرحاً مفتوحاً في قلب أوروبا". ويضيف أن "هذا الجزء من تاريخ أوروبا يجب أن يحصّن من أية محاولة للنفي والتحريف".

لكن راتكو ملاديتش والزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كارادجيتش، المحكوم أيضاً بالسجن المؤد، يبقيان "بطلين" في نظر قسم كبير من مواطنيهما.

وقد أطلق إسم كارادجيتش على مدينة جامعية في بالي، معقل صرب البوسنة خلال الحرب، وتولى ميلوراد دوديتش عام 2016 رفع الستارة عن اللوحة التذكاريةالموضوعة على مدخل المدينة الجامعية.

ويرى أمير سولياجيتش مدير المركز التذكاري للمجزرة، وهو نفسه من الناجين، أن هذه الذكرى الخامسة والعشرين هي أيضاً "الذكرى الخامسة والعشرون للإنكار". ويضيف "رغم الأدلة الكثيرة (...) وقرارات المحاكم الدولية، أصبح الإنكار أقوى".

لكنّه يحذّر من أن "إنكار الإبادة هو دائماً إعلان عنف مستقبلي".  

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم