الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نصرالله أطلق "الجهاد الصناعي والزراعي": التوجّه شرقاً لا يعني الانقطاع عن الغرب

المصدر: "النهار"
نصرالله أطلق "الجهاد الصناعي والزراعي": التوجّه شرقاً لا يعني الانقطاع عن الغرب
نصرالله أطلق "الجهاد الصناعي والزراعي": التوجّه شرقاً لا يعني الانقطاع عن الغرب
A+ A-

أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن #نصرالله أنّ "التوجّه شرقاً لا يعني ان ندير ظهرنا للغرب" مشيراً إلى أنّه "يجب الانفتاح على العالم باستثناء اسرائيل، وكان لدي الشجاعة أنّني قلت أن تأتي اميركا رغم موقفنا من سياستها، وأنّ أي دولة لديها استعداد أن تأتي وتستثمر في لبنان فلا مانع"، مبدياً "استغرابه من تفسيرات البعض الذين رفضوا الفكرة".

وأضاف نصرالله خلال كلمة متلفزة حول آخر التطورات السياسة: "ليكن لبنان منفتحاً على الجميع كي نخلص من هذه الازمة"، مستغرباً "ما قاله البعض ان التوجه شرقا هو بمثابة تغيير وجه لبنان الحضاري"، وقال: "إنّه كلام للتشكيك والتعطيل، فهل نحن في أميركا اللاتينية".

وعن إيران قال: "لم نقل أنّنا نريد تحويل لبنان إلى النموذج الإيراني، بل ما قلناه ان نستفيد من المشتقات النفطية بأن ندفع بالعملة اللبنانية"، مجدّداً "دعوته الآخرين بالذهاب إلى اصدقائهم وجلب النفط والمواد الغذائية وبالعملة الوطنية فلا نمانع". وأشار إلى أنّ "النموذج الإيراني استطاع الصمود خلال أربعين عاماً من الحصار، إضافة إلى أنّها تأكل مما تزرع، وصناعتها متقدمة، وعندهم اكتفاء ذاتي بالكهربا ويبيعون لدول الجوار، في حين ان لبنان لا يملك مقومات النموذج الايراني"، لافتاً إلى "وجود مشكلة لديهم بالعملة الصعبة، ومع ذلك صمدوا أربعين عاماً".

ثم تطرّق نصرالله إلى الوضع الاقتصادي في لبنان، وقال: "إنّه تحدّ وعلى الجميع تحمل المسؤولية"، متوقّفاً عند مسألة كيفية منع الانهيار ومنع الجوع، معتبراً أنّه "إذا استطعنا وقف الانهيار يكون البلد قد صمد، وهذا يؤدي إلى طريقة كيفية الخروج من الأزمة".

ورأى أنّه "لا يجب تعطيل مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ولكن علينا الا ننتظر التفاوض وإنما البدء بمعالجة منع الانهيار ومنع الجوع"، مكرّراً "دعوته الشعب اللبناني إلى المشاركة في منع الانهيار، لأنّ هذا الانهيار هو اخطر تهديد يواجهه الشعب"، كاشفاً أنّ "الدولة والشعب يمكنهما منع الانهيار وتحويل التهديد إلى فرصة، بل والخروج من تراكم سياسات سابقة خاطئة".

كما تحدّث نصرالله عن خيارات لجهة تحريك عجلة الاقتصاد، حيث قال إنّ "الشركات الصينية عرضت أن تستثمر في لبنان بمليارات الدولارات"، موجّهاً شكره إلى "رئيس الحكومة الذي بادر الى الاتصال بالصينيين لهذا الأمر"، نافياً أن "يكون "حزب الله" هو الوسيط في هذا الأمر"، لافتاً إلى "ردة فعل المسؤولين الاأيركيين من بومبيو إلى سفيرتهم هنا، مما يعني أنّ الخيار الصيني صحيح، كما إنّه باب يمكن فتحه مع الصين".

وتطرّق إلى العلاقة مع العراق، معتبراً أنّ "العراق بلد مفتوح وكبير ومقتدر على المستوى الاقتصادي، والعلاقة بين الشعبين جيدة"، ومشدّداً على "متابعة الأمر بين البلدين"، كاشفاً أنّ "الخيار الإيراني بشراء المشتقات النفطية منها بالليرة الوطنية فيه بركات كثيرة لأنه يوفر العملة الصعبة على البنك المركزي، وبالتالي يمكن له أن يحل مشكلة المصارف وودائع الناس، لأنّه خيار يمكن ان يخفف عن كاهل اللبنانيين".

وتابع: "عندما ينفتح الباب الصيني والإيراني والسوري وعدم الاستسلام لقانون "قيصر"، فإنّ ذلك يدل على وجود حراك واننا غير مستسلمين وترسل رسالة قوية للأميركي من أنّ لبنان لديه خيارات عديدة".

وفي كلمته، شرّح نصرالله السياسة الاقتصادية اللبنانية "بكون لبنان بلد خدمات، مما أدى إلى ضرب قطاعي الزراعة والصناعة بالرغم من صمودهما إلى ما قبل التسعينات"، منتقداً "هذه السياسة التي ضربت هذين القطاعين والتي أوصلتنا إلى أن نكون بلداً مستهلكاً"، متوقّفاً أمام "تحويل هذا التهديد إلى فرصة". وقال: "من بديهيات الحياة أن نكون منتجين، ونحمّل الدولة جزءاً من المسؤولية والجزء الآخر على الناس، من خلال العمل على إحياء هذين القطاعين منعاً للجوع".

كما شدّد على "تحميل الناس مسؤولية ان يبادروا الى العمل في الزراعة، مقابل مساعدتهم في تصريف الانتاج وتخفيف كلفة الانتاج عنهم".

ودعا نصرالله باسم "حزب الله" اللبنانيين إلى "مواجهة الجوع بكرامة"، معتبراً أنّها "معركة تشبه مواجهة الإرهاب"، كاشفاً أنّ "حزب الله" اتخذ قراراً أنّه سيكون في قلب هذه المواجهة وسيتعاون مع الجميع". وتوجّه إلى "جمهور المقاومة، خصوصاً من أنّه حيث يجب أن نكون سنكون، وقد حققنا وانجزنا وكنّا الأعلى في وجه المشاريع والتحديات، وكلنا سنكون مزارعين، ولنا في الأنبياء والرسل قدوة فقد كانوا رعاة ومزارعون، ونحن نفكر بكل الشعب اللبناني وهذا من همومنا لأن لدينا ديناً وأخلاقاً وانسانيون". وكشف عن وجود تصوّر كامل لدى "حزب الله" في مجال الزراعة.

وأعلن "يوم 7/7/2020 يوم الجهاد الصناعي والزراعي، وسيكون هذا اليوم تاريخ للمبادرات الفردية والعمل المنظم، للتأسيس لكيفية الخروج من هذه الأزمة".

كما تطرّق نصرالله، في كلمته، إلى "تدخّلات المسؤولين الاميركيين وخاصة سفيرتهم في لبنان حيث تتدخل بكل شيء"، متسائلاً "عن سبب تدخّلها بالتعيينات المالية مع لغة تهديد وأوامر"، وقال: "هل هذه سفيرة؟ وهل بلدها صديق للبنان أم أنّه مستعمر؟ وما هي علاقة السفيرة الاميركية كي تشيع أنّ الحكومة ستذهب وترحل، إضافة إلى تدخلها بطبيعة الحكومة المقبلة، في حين أنّ الأخطر عندما تستضيفها وسائل إعلام لبنانية وتحكي ضد "حزب الله" وتصفه بالإرهابي وتهاجمه"، مشيراً إلى أنّ "الخطر الأكبر هو تحريض اللبنانيين بعضهم على بعض".

وقال: أضع تصرفات سفيرة الأميركية برسم اللبنانيين وأهل السيادة"، لافتاً إلى قرار القاضي مازح الذي وصفه بالشجاع، متمنّياً على القضاء اللبناني إعادة النظر باستقالته.

وأشار إلى أنّ "نواب "كتلة الوفاء للمقاومة" سيطلبون من وزارة الخارجية عبر بيان لاستدعاء السفيرة الأميركية بالتصرّف كما يقتضي السلوك الديبلوماسي بين الدول"، كما تمنّى على "السفيرة الأميركية عدم الظهور على محطات التلفزة والتحدث بحقوق الناس "لأنّ بلدك هو الاكثر لاانسانية في العالم ولا يحق لك أن تعملي معلّماً أو ناصحاً"، وقال: "كل قتلى وجرحى حرب تموز برقبة بلدك، وأيضاً أنتم من جلب الإرهابيين، ولذلك توقفي عن التدخّل والكلام عن حقوق الانسان واحترمي نفسك".

وتابع: "كل ما وصلنا إليه في لبنان من أزمات هو بسبب السياسة الأميركية وليس المقاومة".

وتوجّه نصرالله إلى الإدارة الأميركية بالقول: "أنتم تحاولون استغلال الأزمة الحالية لتطويق "حزب الله"، لكنّني أقول لكم أنّ خياركم هذا لن يفيد، و"حزب الله" لن يستسلم، وإنّ سياستكم تجاه لبنان وهي سياسة الخنق، أقول لكم إنّها لن تضعف "حزب الله" بل حلفائكم، وسياستكم لن تؤدي إلى الانقلاب على "حزب الله"، بل عندما تشتد الأزمة فسيلجأ كثر إلى المقاومة، وانصحكم بعدم اللعب بهذه اللعبة وتضييع الوقت".

وعن الوضع الفلسطيني، أكد التواصل مع اسماعيل هنية، مشيراً إلى أنّ "الشعب الفلسطيني لوحده هذه الأيام، داعياً إلى "دعمه لأن نتيجة ضم الضفة ستكون نتائجها الخطيرة ليس على الشعب الفلسطيني بل على لبنان خصوصاً وكل المنطقة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم