الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"طعنة في الظهر"... كيف خطّط ماكرون ونفَّذ إطاحة فيليب؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
Bookmark
"طعنة في الظهر"... كيف خطّط ماكرون ونفَّذ إطاحة فيليب؟
"طعنة في الظهر"... كيف خطّط ماكرون ونفَّذ إطاحة فيليب؟
A+ A-
انهيار 73 عاماً في لحظة!أنتجت الدورة الثانية من الانتخابات البلديّة الفرنسيّة في 28 حزيران الماضي تغيّراً بارزاً في المشهد السياسيّ الفرنسيّ. طغى اللون "الأخضر" على النتائج الانتخابيّة في مدن بارزة مثل مارسيليا وليون فيما تكبّد الحزب الحاكم هزائم عدّة. "الموجة الخضراء" التي تحدّث عنها الإعلام الفرنسيّ أطاحت في بعض المدن أحزاباً حكمت بلديّاتها عشرات السنوات، كما حصل في بوردو حين خسر اليمين بلديّة احتفظ بها لمدّة 73 عاماً. من هناك، قال اليمينيّ ورئيس الحكومة الفرنسيّ الأسبق ألان جوبيه: "هنالك موجة خضراء في فرنسا، هذه هي الحال، وهذه هي الديموقراطيّة". في باريس، فازت الاشتراكيّة آن هيدالغو المدعومة من "الخضر" أيضاً على حساب مرشّحة اليمين رشيدة داتي. بينما حلّ الحزب الحاكم ("الجمهوريّة إلى الأمام") في المرتبة الثالثة.أعقب هذه الانتخابات تغيير حكوميّ مع تقديم رئيس الوزراء إدوار فيليب استقالته صباح يوم الجمعة الماضي ثمّ تعيين ماكرون لليمينيّ جان كاستيكس (من حزب "الجمهوريّين") بديلاً عنه. كاستيكس الذي "لم يكن مسموعاً به تقريباً" كان عمدة لبراد وهي بلدة صغيرة جدّاً في البيرينيه الشرقيّة في أقصى الجنوب الفرنسيّ. ووُكّل بتنسيق عمليّة رفع الإغلاق بعد تراجع حالات الإصابة بـ "كورونا". وأعلن كاستيكس تشكيل حكومة جديدة مساء الاثنين.جاءت الاستقالة بالتراضي بين الطرفين، ظاهريّاً على الأقلّ. فقد اجتمعا مساء الخميس واتّفقا على وجود حاجة إلى "حكومة جديدة لتجسيد مرحلة جديدة في (ما تبقّى) من السنوات (الرئاسيّة) الخمس، وإلى درب جديدة". وفي حديث إعلاميّ الخميس أيضاً، قال ماكرون إنّه يريد إدخال البلاد في مرحلة "إعادة بناء اقتصاديّة واجتماعيّة وبيئيّة"."يعلم من أنا"يحظى فيليب بشعبيّة أكبر من تلك التي يتمتّع بها ماكرون. في أربعة أشهر، كسب رئيس الوزراء السابق 16 نقطة مئويّة وهذا حدث "نادر جدّاً" وفقاً لموقع "ليزيكو" الفرنسيّ. وأضاف أنّ فيليب حظي بنسبة ثقة بلغت 43%، مقابل 35% لماكرون. وثمّة أرقام أخرى لافتة للنظر: رأى 60% من المستطلعين أنّ الثنائيّ التنفيذيّ يؤدّي مهامّه بشكل جيّد، وحتى الأربعاء الماضي، أيّد 57% منهم بقاء فيليب في منصبه. أمّا ناخبو ماكرون فأراد 86% منهم بقاءه في رئاسة الحكومة.خلط الرئيس الفرنسيّ بخطوته أوراقاً كثيرة. يستعدّ ماكرون للانتخابات الرئاسيّة المقبلة وقد تكون "الموجة الخضراء" تحدّياً يعرقل حلمه بولاية ثانية. بحسب البعض، ليس مستبعداً أن تتحوّل "الموجة الخضراء" إلى تيّار سياسيّ كبير له مرشّحه سنة 2022. انطلاقاً من هذه الفرضيّة، يمكن وضع توجّه ماكرون الأخير في إطار كسب أصوات "الخضر" إلى جانبه من خلال التركيز على المشاريع البيئيّة مع شخص يمينيّ مثل كاستيكس، لكن أقرب إليه في السياسات الخضراء من فيليب.فالأخير غير معروف بقناعاته البيئيّة، إذ عمل سنوات في مجال الضغط لصالح مجموعة آريفا النوويّة كما صوّت خلال نيابته ضدّ قانون 2015 حول الانتقال في الطاقة نحو نموّ أخضر وضدّ قانون حول التنوّع الحيويّ سنة 2016. وخلال مقابلة مع موقع "باري-نورماندي" الخميس 16 حزيران، قال فيليب إنّ الرئيس "يعلم من أنا، ما أجسّد وما يمكن ولا يمكن أن أفعله"، في إشارة إلى أنّ رئيس الوزراء لا يجسّد "الاخضرار" الذي يريده الإليزيه.على الأرجح، إنّ التوقّعات بفرض "الخضر" خطراً على آمال ماكرون قد تكون سابقة لأوانها. مع ذلك، علّقت صحيفة "الفيغارو" على الحدث كاتبة أنّ "ظاهرة ‘الخضر‘...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم