الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الجمال أصبح عقدة!

المصدر: النهار
سارة درغام
الجمال أصبح عقدة!
الجمال أصبح عقدة!
A+ A-

يقولون إن "الجمال هو جمال الروح".

بالطبع إنه جمال الروح ولكنه أيضاً جواز مرور عند البعض، أي إننا لا نجد جملة قبيحة وكاذبة أكثر من هذه الجملة التي تخفي تصريحاً كاملاً ببشاعة الشخص الذي نوجهها إليه.

فالمرأة تعرف جيداً أن الجمال ليس جمال الروح فقط ، وعادة ما نستعمل هكذا جملة كعزاء لعدم وجود توزيع عادل للجمال الخارجي.

مَن منا لا تريد أن تكون جميلة؟ ومن منا لا تبذل جهداً يومياً من أجل أن تُبرز جمالها؟

حكاية كل فتاة منا قبل أن تخرج من منزلها وهي:

سأعدّل شعري الأجعد كي يصبح مسدولاً. وإن كان مسدولاً، سأجعله يبدو غجرياً وأغيّر قليلاً في لونه. ربما أرفع الثدي أيضاً، وأزيد طولي بضع سنتمترات. سأقوم بكل التعديلات الممكنة كي أحصل على النتيجة التي أعتقد أنها الأفضل لي، والتي سيراني فيها الطرف الآخر أجمل.

سوف أعاين شكلي في المرآة، وإن لم يعجبني، قد أغادر وفي نفسي خيبة خفيفة.

لست بأفضل حالاتي، لأن تفصيلاً صغيراً لم أكن راضية عنه... مفرق شعري ليس كما يجب، لم يتسنَّ لي أن أقلّم أظافري كما أريد.

هل تعلمون أنها أصبحت عقدتنا نحن النساء؟

هل الجمال أصبح عقدة؟

بالتأكيد، كان وسيبقى عقدة النساء.

لطالما دخلت المرأة في صراع مع جسدها منذ أن انتبهت لنضوجه، وكثيراً ما رفضت تقبّل عيوبه، وتضاريسه... نحيفةُ تريد أن تزيد وزنها؛ ممتلئة تجهد لإنقاص وزنها بشتى الطرق ولو بضع كيلوغرامات، وهي لا تتوقف عن التحايل عليه.

تستعمل المكياج حيناً وتعدّل فيه أحياناً أخرى بواسطة عمليات التجميل، والريجيم، والمستحضرات العشبية، وأي شيء يمكن أن يزيل ما تعتقده عيوباً جسدية.

وعندما يبدأ جسمها بالتهيؤ للعادة الشهرية، ينتفخ بطنها، وتتورم أذناها. تنظر إلى المرآة، فتجد أن رونق ابتسامتها تراجع، ولون وجهها شحب. تتصارع مع جسدها كثيراً، وتصبح على حافة الانهيار، قبل أن تعود المرآة وتضحك لها مجدداً، وتريها الصورة التي تريدها. الجسد ثقيل جداً عليها، وهي ثقيلة عليه.

إن الله جميل يحب الجمال،

فكيف نحن؟

نحن نحب الجمال، والرجال يحبوننا جميلات أيضاً.

علينا الاعتراف بهذا الأمر، وألا نكابر على الفكرة التي تقول إننا سنزداد ثقةً وقوةً عندما نجد أنفسنا جميلات.

لا أجد مشكلةً في رفع النساء شعاراً بأنهن يردن أن يكن جميلات، أو أنهن يردن أن يجدن أنفسهن جميلات. في المقابل، علينا أن نحارب الجمال الذي تحتكره نجمات الميديا على أنواعها.

توقفوا عن تخديرنا وخداعنا بوجود مواصفات موحدة بقالب واحد للجمال، كمثال الأجساد النحيلة، وإغراقنا بصور الشفاه الممتلئة، والخدود المرصوصة، والمؤخرات الكبيرة والمشدودة.

علينا أن نعي جيداً أن الجمال مهما يكن يبقى نسبياً وليس له مواصفات محددة؛ لا يمكننا النظر بعين واحدة وثابتة للجمال. الجمال أرض متحركة، لا ثوابت فيها، وأنك تستطيعين أن تكوني جميلة إذا اردتِ التغيير، تستطيعين أن تحققي ما هو أفضل لك وما يناسبكِ بعيداً من التصنع واستجداء جمال مزيف، ولكن مع بعض اللمسات الخفيفة حسِّني وقدِّري نفسك وكوني أنتِ عزيزتي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم