الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كيف تتعاملون مع لثغة الطفل بالشكل الصحيح؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
كيف تتعاملون مع لثغة الطفل بالشكل الصحيح؟
كيف تتعاملون مع لثغة الطفل بالشكل الصحيح؟
A+ A-

يواجه الطفل الذي يتلعثم أو لديه لثغة (اللدغة بالعامية) إلى الانتقاد في كثير من المواقف، وغالباً ما يتعامل المحيطون مع هذه الحالة بطريقة خاطئة يمكن أن تؤثر سلباً على شخصية الطفل وحسن نموها.

أياً كانت سن الطفل الذي يتلعثم في كلامه أو لديه لثغة لأي سبب كان ثمة طرق معينة يمكن التعامل معها بحسب الاختصاصية في التحليل النفسي ريما بجاني ولا بد من التقيد بها حرصاً على سلامة الصحة النفسية للطفل ونمو شخصيته.

لماذا قد يتعلثم الطفل في الكلام؟

يواجه معظم الأطفال هذ المشكلة في سن ثلاث سنوات نتيجة اي تغيير يطرأ على نمط حياتهم كالدخول إلى المدرسة أو عند تعلّم لغتين أو ثلاث وهي ناتجة من نوع من الارتباك لديه جراء هذا التغيير وهي طبيعية تماماً. الأهم في هذه الحالة ألا يمر الأهل بحالة من الهلع والقلق بسبب ذلك بل يجب التعامل معها بهدوء تام. تشدد بجاني على ضرورة ألا يعتبر الأهل ذلك ناتجاً من نقص، كما يفعل البعض فيشعرون بالإحراج لأن طفلهم يتلعثم بالكلام وكأن ذلك يؤثر برأيهم في صورتهم في المجتمع. لا بد من التنبه إلى أن هذا خطأ فادح حتى لا يزيد الوضع سوءاً أياً كان سبب التلعثم او اللثغة إذا كانت عند الولادة أو ظهرت لاحقاً لسبب معين. فإذا سببت أزمة للاهل ينعكس ذلك حكماً على الطفل.كيف يجب أن يتصرف الأهل في هذه الحالة؟

على الأهل أن يمتنعوا عن تضخيم الحالة أو الشعور بالحرج بسببها بالدرجة الأولى. في الوقت نفسه ما يجب أن يحرصوا عليه هو:

-البحث عن السبب الأساسي للحالة لمعالجته ما يسمح بمعالجة المشكلة

-يجب عدم الضغط على الطفل بشكل متواصل سعياً إلى المعالجة فهذا يزيد المشكلة سوءاً.

-يجب أن يحافظ الأهل على هدوئهم في التعاطي مع الحالة

وتذكر بجاني أنه في سن صغيرة في حال التعامل معها بالشكل الصحيح تزول الحالة وتخف تدريجاً مع الوقت وربما خلال اسابيع قليلة. فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل يتلعثم لأنه يعجز عن إيجاد الكلمات باللغة المناسبة تكفي مساعدته من خلال جملة كاملة باللغة نفسها فهذا يجعله أكثر تمكناً في اللغة.

هل تؤثر هذه الحالة نفسيًا في الطفل؟

في سن صغيرة قد لا يشعر الطفل بأثر لهذه الحالة. في سن لاحقة وفيما يكبر في حوالى سن 5 سنوات مثلاً، تبدو المشكلة أكثر سوءاً لاعتباره يتعامل مع أطفال آخرين ويمكن أن يتعرّض للتنمر أو يزيد الأهل من الضغط عليه فيشعره ذلك بالإحراج وعلى الأرجح، بحسب بجاني، تزيد الحالة سوءاً ويشعر بالارتباك وقد يميل إلى العزلة وتؤثر سلباً في ثقته بنفسه. فبدلاً من مساعدته عندها تتجه الأمور نحو الأسوأ.

في كل الحالات، توضح بجاني أن المشكلة الأساسية ليست في السن بل في طريقة تعامل الأهل والمحيط عامةً والأصدقاء مع الحالة أياً كانت السن. وبقدر ما ينمو الطفل ويكبر ويسلط الضوء على الحالة أكثر منهم تتحول إلى مشكلة كبرى.هل اللثغة تعتبر مشكلة تستدعي المعالجة؟

في حوالى الـ 5 سنوات يتعلم الطفل اللغة العربية بمعدل أكبر فيما تبرز مشكلة التعليم المزدوج لكل من الفصحى واللغة المحكية. وعندها قد تظهر لثغة أو أي مشكلة اخرى في لفظ بعض الأحرف العربية. قد يكون للمعلمة في المدرسة دور مهم هنا في طريقة التعاطي مع الموضوع حيث يمكن أن تسلط الضوء عليه بشكل ضاغط على الطفل أو تتعاطى مع الموضوع بالطريقة المناسبة. قد يتعرض عندها الطفل مثلاً إلى التنمر. كما تبرز هنا أهمية التمييز ما بين إذا كانت اللثغة مشكلة جينية أم ظهرت لاحقاً. فإذا كانت موجودة اصلاً لا بد من التعاطي مع الموضوع بإيجابية وتسهيل الأمور على الطفل والتقليل من اهميتها في التواصل معه واعتبارها نقطة تميّزه حتى لا يزعجه الموضوع أو يشعر ان نقصاً لديه. أما إذا ظهرت المشكلة لاحقاً ولم تكن جينية ومن الممكن معالجتها بمساعدة الاختصاصية في معالجة النطق فلا بد من معالجتها حكماً ومساعدته في اللفظ. مع الإشارة إلى أنه في مجتمعاتنا في كثير من الاحيان يتعامل كثيرون مع هذا النوع من الحالات بشكل خاطئ من خلال التركيز عليها. في الواقع من المفترض أن يساعد المحيطون الطفل بطريقة هادئة لا تسبب ضغطاً له أو تشعره بوجود نقص. على أن يركزوا ايضاً على ألا يبدأ الطفل باستخدام اللقغة في الوقت نفسه عمداً بسبب الدلال المفرط للفت الانتباه. التوازن ضروري هنا بمساعدة اختصاصيين لتجنب استغلال الطفل للثغة واستخدامها للفت الانتباه وأيضاً لتجنب الإحساس بالذنب أو بنقص لديه في الوقت نفسه. يجب عدم الاستهتار كما يجب الا يخلق الموضوع حالة من الهلع أو القلق المبالغ فيه. التعامل مع الموضوع بجدية ضروري بحسب بجاني في الوقت المناسب تجنباً بتفاقم المشكلة، وذلك بمساعدة اختصاصيين حتى لا يتأثر نمو شخصيته بالشكل الصحيح.

أما بالنسبة إلى المحيطين من اصدقاء وأقارب، بعيداً من الأبوين، لا بد من تجنب التركيز على هذه الحالة وإن كان من الصعب السيطرة على الأمور. فأية ملاحظة يمكن ان تصدر عن اي كان يمكن ان تطبع شخصيته طوال حياته فتخلق لديه خللاً في شخصيته وثقته بنفسه أو تسبب تمرداً لديه بشكل أو بآخر. وبقدر ما يتعاطى الأهل مع الموضوع بالشكل الصحيح وبطريقة واقعية تبدو الأمور اكثر سهولة. يجب الحرص على الحد من أثر أية ملاحظة يمكن أن يسمعها الطفل عليه، بهذه الطريقة مع ضرورة الابتعاد عن مبدأ الكمال في التربية والسعي إلى أن تكون الأمور على أكمل وجه فهي أسوأ طريقة في التربية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم