الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اكتئاب الشّاعر

المصدر: النهار
بتول دندشي
اكتئاب الشّاعر
اكتئاب الشّاعر
A+ A-

أعاني من شيء أحبّ أن أسميه "اكتئاب الشّاعر" أو "اكتئاب الأديب".

شعور مخيف نوعًا ما وربّما ظالم أيضًا... فهو يجعلك تشعر أن كلّ القصائد تافهة وكلّ كلمة كتبتها يومًا تافهة.

شعورٌ يجعلكَ تحزن لأنّك تكتب. وتحزن لأنك لا تريدُ أن تكتب.

يصمتُ عقلكَ لدقيقتين، فتنهار الغرفة إلى جانبك وتحترق الأشجار في الشارع، وتشنق الحبال نفسها، وتهرب الغيوم من السماء، وتخرج الأسماك من البحر، يدخن عمال الإطفاء كل الحرائق ويبتلع البناؤون الإسمنت، ويتراشق الأساتذة بالطبشور، وتنهار الغرفة، فقط هكذا تنهار الغرفة فوق عقلك.

شعورٌ مخيف نوعًا ما يجعلك تبصقُ على نفسك وعلى نصّك. تقول: "لا جدوى من الكتابة "، وتخرج من التطبيق ثمّ تتذكر أنّك يجب أن تكتبَ كي تبقى حيًا وكي تبقيَ أشخاصًا غيرك أحياء. فتعود لتفتح التطبيق كي تكتب "لا جدوى من ترك الكتابة".

تنظر إلى سقف الغرفة الذي أدمن وجهك المقرف. وتغطي رأسك باللحاف. تخاف من انعكاسك كشاعر في الحائط. تخاف من هذا التماهي الأبيض الجامد.

أعاني من "اكتئاب الشاعر". هل مازال الحبّ صالحًا للكتابة عنه؟ هل من فائدة من الأمسيات والمهرجانات الشعرية؟ هل مازال الشعر يعكس الوجود؟ أم هو محاولة لإثبات جلدنا؟ أو محاولة لمدّ الرأس من الفوهة كي نقول "أنا هنا"؟ هل مازال الشاعر ملتزمًا؟ ملتزمًا عدم التزامه؟

هل هذا النّص له فائدة؟ أن أكتب عن عدم قدرتي على الكتابة؟ أن أصوغ موضوعًا يدور حول عدم قدرتي على صياغة موضوع؟!.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم