الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

غرافيتي "أنا مش كافر" من طرابلس: صرخة وجع بحجم لبنان

المصدر: طرابلس- "النهار"
جودي الأسمر
غرافيتي "أنا مش كافر" من طرابلس: صرخة وجع بحجم لبنان
غرافيتي "أنا مش كافر" من طرابلس: صرخة وجع بحجم لبنان
A+ A-

تنهمر الأزمات بغزارة على لبنان، منذ أطلقت ثورة 17 تشرين صافرتها، فجعل الفنان غياث الروبة هذا السيل مادة أولية لفنّ يصنعه على الحيطان، وأخذ بتحويله الى غرافيتي استقر أكثرها على جدران ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) في #طرابلس.

"أنا مش كافر" صرخة أطلقها المواطن علي الهق قبل أن يطلق رصاصة الرحمة على رأسه التي كفرت بانحطاط البلاد الأخلاقي في السياسة والمعيشة، وكل ما يتناسل منهما. هي الصدى الذي يتردّد في داخل كل مواطن يقف غاضباً، إنما عاجز عن الامساك بالمقومات الدنيا من العيش في لبنان، أو قلب الطاولة على هذا الواقع الذي لا تتقبّله الكرامة.

الفنان الرّوبة هو واحد من الغاضبين الذي أراد توثيق هذه الصرخة، وإن كانت أصداؤها تنطبق على سؤال "على من تقرأ مزاميرك يا داود؟". توجه الى ساحة عبد الحميد كرامي ورسم على جدار البنك اللبناني الفرنسي صورة تعبيرية تتضمّن خريطة لبنان في الخلفية تعبّر عن لحظة انتحار علي. فضّل الفنان تجسيده بظلّ يطلق النار على رأسه، كأنّ هذا الظلّ غير المحدّد الملامح يمتلك تجربة عامّة ووجعها ملك للجميع، إذ هو يعتبر أيضا انعكاساً لملامح الوهن والإفلاس المعنوي الذي يعانيه لبنان.

روبة الذي أنجز الغرافيتي خلال ساعة واحدة، مستعينا بألوان بخاخ الـ spray والفرشاة، يقول لـ"النهار": "أرسم هذه الجدارية بغصّة كبيرة على مآل هذا البلد الجميل، وأتمنّى أن تتوقّف حالات الانتحار ويكون انتحار علي الهق من خواتيمها".

والى صكّ براءة ضمير رفعه علي الهق بانتحاره الذي لم يوقظ أي ضمير سياسي، تتداعى شواهد المرحلة على جدران ساحة عبد الحميد كرامي، من خلال غرافيتي الفنانين، ومن بينهم غياث الروبة الذي بدأ بجدارية "عروس الثورة"، وتبعها بجدارية "الطفل الحالم"، تلاها جداريات راحت توثّق للألم: بورتريه الشهيد علاء أبو فخر، وجدارية طفل يلتف بالعلم اللبناني (وسط بيروت)، ورسمة ثلاثية البُعد "انهيار الليرة"، وجدارية "تعبنا" التي تجسّد مواطناً مُكمّماً يختنق بأهوال ما بعد كورونا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم