الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

مسار طبيعي لثورة تستفيد من التنوع

بارعة يوسف الأحمر
Bookmark
مسار طبيعي لثورة تستفيد من التنوع
مسار طبيعي لثورة تستفيد من التنوع
A+ A-
منذ الأيام الأولى لثورة 17 تشرين، انطلقت محاولات عدة، ساعيةً إلى: توحيد العمل الثوري، التنسيق بين مجموعات الثورة، التحالفات والائتلافات الخ... وتستمر المجموعات الثورية بمحاولة إطلاق ما بات يُعرف بـ "وثيقة للثورة"، بهدف توحيد المطالب وخلق قيادات تُعنى بتحريكهم. حتى يومنا هذا، لم تنجح أي من المجموعات في هذا الجهد. والمؤسف أن هناك من يصور عدم إحراز تلك المساعي نتيجة ملموسة، على أنّه تشتّت وضياع وتفتّت. أؤكّد، من خلال تجربتي الشخصية الميدانيّة في الثورة، وجود تباين بين العمل الثوري على الأرض، وما يسعى إليه الداعون للتنظيم والتوحّد والتنسيق داخل الثورة، ومعظم هؤلاء من الانتليجنسيا. مَن أُتيحَ له الاطلاع على بعضٍ من هذه الوثائق، يلاحظ بأنّها ربما تكون منقولة عن بعضها، نظرًا إلى مضمونها المتشابه الذي لا يكاد يختلف إلّا بالشكل. ونسأل: إذا كانت المطالب موحّدة في الساحات، وكذلك في الوثائق التي تُصدرها المجموعات، فلماذا كل الصراخ بأنّ مجموعات الثوّار غير موحّدة، وبأنّها تحتاج إلى قائد، أو قائدة، لإدارتها؟ليست الثورة موحّدة، وليس المطلوب أن تتوحّد، والأهم، أنّ ما سبق ليس نقطة ضعف في مسارها!هل الثورة حزب؟ لا ليست حزبا. إذًا لماذا هدر كل هذا الجهد والوقت لتوحيد المجموعات، وانتخاب قيادات؟ لو كانت الثورة حزبًا، لتحتّمَ علينا أن نضعَ لها وثيقة، وتنظيمًا داخليًّا، وننتخب لها قائدًا، وأمينًا عامًا، ومجلسَ قيادة، لتولّي شؤونها وتحريك المنتفضين.وفي المقابل، لا يجوز ترك الأمور كما هي اليوم: مجموعات توافق على تحرّك معين وتشارك فيه، ومجموعات تقف ضده؛ مجموعات تحمل لواء الانتخابات المبكرة، وأخرى لا تتبنّاها؛ ثوّار مع قطع الطرق وحرق الدواليب، وثوّار يعارضونه؛ فصائل تشمل حزب الله وسلاحه بـ " كلّن يعني كلّن"، وأخرى ترى أن الظرف غير مناسب لإثارة هذا الموضوع؛ والأمر نفسه في مسألة المصارف... وعليه، من الضروري تنظيم الأمور ولو...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم