الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

في قضيّة نور هشام سليم... مراحل أوصلت الى التحوّل الجنسي

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
في قضيّة نور هشام سليم... مراحل أوصلت الى التحوّل الجنسي
في قضيّة نور هشام سليم... مراحل أوصلت الى التحوّل الجنسي
A+ A-

أحدثت قضية التحوّل الجنسي لابنة الممثل هشام سليم، نورا، إلى شاب، ضجةً عبر وسائل الإعلام، وأدت إلى ردود فعل متضاربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين داعم للأب على جرأته ولنور، وبين الرافضين للتحوّل الذي لا يزال غير مقبول في مجتمعاتنا. خلال مقابلة تلفزيونية كان سليم قد أعلن عما يحصل مع ابنه، مؤكداً دعمه الكامل له، ما شكّل سابقة في مصر والعالم العربي، حيث إن الانفتاح على هذا النوع من المواضيع يبدو صادماً سواء إيجاباً أو سلباً. كان طبيعياً أن يتعرض نور إلى ضغوط كثيرة من المجتمع غير المتقبل للفكرة، تضاف إلى الضغوط النفسية التي لا يمكن الاستهانة بها والتي يعانيها جراء هذا التحول. عاد سليم وأعلن مؤخراً عن الصعوبات التي يمر بها ابنه والتي قد تلزمه بمغادرة البلاد بعد أن صوّر نور فيديو يؤكد فيه معاناته مع هذا التحوّل ونظرة المجتمع. تضاربت الآراء في مختلف المراحل، كما في أي قضية شائكة من هذا النوع. بعيداً من المنحى الاجتماعي، تبرز الحاجة إلى نظرة علمية لهذا التحول الجنسي الذي تُطرح أسئلة عديدة حوله، ونادراً ما يتم تناوله في إحاطة علمية ومتابعة للخطوات التي يمر بها المتحوّل جنسياً إلى أن يبلغ المرحلة التي يتابع فيها الحياة التي اختارها بملء إرادته، مع كل ما لهذا التحوّل من أعباء نفسية قاسية عليه.هل يرتبط التحول الجنسي بخلل جيني أو بمشكلة نفسية؟

في موضوع التحوّل الجنسي كما في المثلية الجنسية، ثمة تصور بأن العامل الجيني يلعب دوراً في هذا النوع من التوجه. حتى من الناحية الطبية، يؤيد البعض ذلك ويعتبره صحيحاً. بحسب الاختصاصية في المعالجة النفسية جيزيل نادر، فإنّ لدى بعض الذين يلجأون إلى التحول الجنسي خللاً جينياً أو هرمونياً، كما تشير إلى نظرية جديدة في علم النفس الحديث حول الجندرة والتي تَعتبر أن الشخص المعني قد لا يعاني أي مشكلة هرمونية أو جينية إنما هو بكل بساطة لا يشعر بانتمائه إلى الجسم الذي ولد فيه. في علم النفس القديم كان يُعتبر التحول الجنسي انحرافاً سلوكياً جنسياً ويمكن المتابعة النفسية لتحديد الهوية الجنسية، فيما يُعتبر اليوم ناتجاً عن عدم انتماء إلى الجنس الأساسي ويجب تقبل الأمر كما هو دون السعي إلى التغيير وكأنه أمر طبيعي. في كل الحالات لم يعد هذا مرضاً نفسياً كما كان يُعتبر سابقاً، ولم يعد التحول الجنسي موجوداً في كتاب الأمراض النفسية وأصبح عبارة عن حالة طبيعية.

ما المراحل التي يمرّ بها المتحول جنسياً من الناحية النفسية؟

يمرّ المتحول جنسياً بمراحل عديدة صعبة من الناحية الجنسية. في حال وجود خلل فيزيولوجي كما لدى الذين يولدون مع رحم وعضو ذكري، هم يختارون الجنس الذي يريدون الانتماء إليه. أما بالنسبة إلى الأشخاص الذي هم في حال ابن هشام سليم الذي وُلد مع أعضاء أنثى بشكل كامل، يختارون التحوّل جنسياً أو أنهم يتعايشون مع جسدهم دون اللجوء إلى عملية، ويعيشون عندها على أساس الجنس الثاني الذي يرغبون به. علماً أنه، بحسب نادر، لا يُعتبر متحولاً جنسياً إلّا من لجأ إلى عملية للتحول الجنسي. وتؤكد أن مراحل التحول تبدو صعبة وطويلة وتستدعي المتابعة النفسية لصعوبة الوضع على الشخص. فالمرافقة النفسية ضرورية طوال الوقت لتقبّل الجسم الجديد للشخص والوضع الجديد.عن نور... هل يُعتبر تصريح هشام سليم إيجابياً أو سلبياً؟

يبدو واضحاً أن التعاطي مع موضوع التحول الجنسي في مجتمعاتنا يختلف تماماً عما هو في الغرب. وقد ظهر بشكل واضح عندما أعلن سليم عن التحول الجنسي لابنته وما أثار ذلك من ردود فعل. ففي الغرب ثمة قوانين ترعى هذه المواضيع وتحميهم بالقانون، بحسب نادر، فيما ذلك ليس موجوداً في بلادنا وقد يكون محرماً الحديث في هذه المواضيع. تشدد نادر على معاناة هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى كل الدعم لا الإدانة والرفض أياً كان اختياره. فالقمع لا يساعدهم أبداً، من هنا تبرز أهمية دعم الأهل لهم ومساندتهم. فمن المهم أن يبدأ الدعم من الطفولة مع معالج نفسي ليتمكن من القيام بالاختيار الصحيح أياً كان السبب وراء ذلك لتسهيل وضعهم والحد من المعاناة والعذاب النفسي نتيجة الضياع بين الجنسين. وقد يكون السبب وراء ذلك تحرشٌ جنسي أو تعنيف من أحد الأبوين أو خلل جيني أو غيره. وبالتالي، تُعتبر طريقة تعاطي الأهل مع الموضوع وتقبّلهم له مسهِّلة للأمور، وهي ركيزة أساسية لحسن الاختيار كي يسلك الشخص الطريق الصحيح والتأكد ما إذا كانت المسألة ناتجة عن مجرد ضياع قد ينقضي أو أكثر من ذلك. وبالنسبة إلى سليم، كان دعم الفنان لابنه خطوة مهمة جداً أياً كانت ردود الفعل ولو اعتبره المجتمع العربي جريئاً أو رفضَه. فدعمه لابنه يساعده على العيش بشكل متوازن في الحياة التي اختارها.ما المراحل التي يمر بها التحول في الجراحة؟

تُجرى عملية التحول الجنسي في مراحل متعددة بمشاركة أطباء من اختصاصات مختلفة بدءاً بطبيب الغدد الصماء الذي يشكل اللجوء إليه الخطوة الأولى في عملية التحول بدءاً بالهرمونات التي يتناولها الشخص خلال فترة لا تقل على سنة لتحصل عملية التحول وحتى تُجرى العملية في أولى مراحلها. هو مسار طويل وصعب يمر فيه الشخص وصولاً إلى التحول التام. وبحسب الطبيبة الاختصاصية في الأمراض النسائية والتوليد والعقم الدكتورة غاييل بو غنام، لا تُجرى العملية قبل مرور سنة على تناول هرمونات التيستوستيرون فيتوقف الطمث وتزيد العضلات في الجسم ويتغير شكل الجسم حتى ليصبح أشبه بجسم رجل عند التحول من امرأة إلى رجل. كما يزيد الوبر في مختلف مواضع الجسم ويتغير الصوت وتتوقف الدورة الشهرية ويتساقط شعر الرأس حتى يظهر ما يشبه الصلع من الأمام كما لدى الرجل، علماً أن التغيير يبدأ بالظهور بعد حوالى 6 أشهر من تناول الهرمونات بجرعة كبيرة. وتوضح بو غنام أن الشخص الذي ينوي القيام بهذه الخطوة له إحساس بهذه الحاجة وإن كان فيزيولوجياً وبيولوجياً لا يعاني أي مشكلة، فهو غير مرتاح مع جسمه، فيما تشدد على أهمية المرافقة النفسية في عملية التحول.

في الجراحة، وكمرحلة أولى، وفق ما توضح بو غنام، يُستأصل الثدي، ثم في مرحلة لاحقة المبيض والرحم، خصوصاً أن هذا النوع من العمليات غير مغطى من الجهات الضامنة في لبنان، وهي مكلفة، فلا تُجرى مرة واحدة كلها. كما لا تُجرى العملية إلا بعد أن يستحصل الطبيب الجرّاح على تقرير من الطبيب النفسي يؤكد فيه أن الشخص أصبح جاهزاً للعملية وأنه بدأ يظهر في نظرة المجتمع وكأنه شاب ويتعامل معه على هذا الأساس.

في مراحل أخرى تجرى عملية لزرع عضو ذكري صناعي، والتي تُعتبر من العمليات المعقدة، وقد لا تجرى في لبنان. كما تشير إلى أن من أجرى هذه العملية يعيش خارج لبنان لاعتبار أن كافة الظروف لا تسمح بعيشه في البلاد، خاصةً أن الشخص يبقى مسجلاً على الهوية وكافة البيانات الشخصية بجنس مختلف وتبقى الأمور معقدة اجتماعياً وقانونياً، فيعتبر من الأسهل الانتقال للعيش في الخارج حيث ثمة تعاطٍ مختلف مع هذا الموضوع.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم