الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الخيارات الفلسطينية على خطة الضم الإسرائيلية

المصدر: النهار
الدكتور باسم عثمان- كاتب وباحث سياسي
الخيارات الفلسطينية على خطة الضم الإسرائيلية
الخيارات الفلسطينية على خطة الضم الإسرائيلية
A+ A-

يبدو أن نتنياهو تسلق شجرة عالية ولا يعرف كيف ينزل عنها، خصوصاً بعد اتساع المعارضة على خطته - فلسطينياً وعربياً ودولياً وحتى داخل كيان الاحتلال وحكومته (ليس على المبدأ وانما على توقيته) - في ضم الأغوار وشمال البحر الميت، حيث ما زال الغموض يكتنف عملية الضم وإجراءاتها بانتظار ما ستقرره الإدارة الأميركية، اذ ليس من الواضح بعد ما إذا كانت حكومة نتنياهو وغانتس ستبدأ في تنفيذ مخطط الضم في الأول من تموز الحالي، أم أنها ستتراجع أمام تداعياته واستحقاقاته، حيث أن أميركا تخشى من أن تمس فكرة الضم بعلاقات "إسرئيل" مع العرب التي تربطها بها اتفاقيات معلنة، في الوقت الذي لن تتخلى فيه أميركا عن فكرة الإجماع داخل الحكومة الإسرئيلية، بين نتنياهو وغانتس، حول خطوات الضم أن كانت كلية أو جزئية أو رمزية.

ووفق التقديرات، فإن السيناريو الذي سيتحقّق: هو الشروع في ضمّ جزء من الضفة الفلسطينية المحتلة (30%) طبقاً لـ"رؤية ترامب"، أو الامتناع عن أي خطوة حاليا وتأجيلها لتوقيتها إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، أو إجراء ضم رمزي لمستوطنات أو كتل استيطانية، تساعد نتنياهو على النزول من أعلى الشجرة وإيفائه بوعوده الانتخابية، في هذا الإطار ينتهج نتنياهو تكتيك التلويح بانتخابات جديدة للضغط على شريكه غانتس في الائتلاف الحكومي، وإذا نجح في تمرير خطته في الضمّ ولو جزئياً، يكون قد أسَّس لمسار يُعزِّز به موقعه السياسي والانتخابي والدعاوى في حال نفذ وعيده بانتخابات مبكرة على خلفية الموقف الداخلي الإسرئيلي من خطة الضم، ويكون أيضاً قد حدَّد عنوان الانتخابات المقبلة ومحور التنافس فيها، لاستقطاب جمهور اليمين واليمين المتطرف حوله لتحقيق ما يطمح إليه.

ولكن في ظل الخلافات القائمة: بين نتنياهو وغانتس من جهة، وبين الاشتراطات الأميركية ونتنياهو من جهة أخرى، وما يدور من خلاف بين كوشنر وفريدمان داخل أروقة الإدارة الأميركية حول الخطوة القادمة للضم، وكيفية اتخاذها: بالتوافق مع أطراف عربية ودولية أو من دونها، حيث يرى كوشنر تأجيل الضم القانوني والاكتفاء بالضم والاستيطان الزاحف على الأرض، والتركيز على فوز ترامب في الانتخابات الأميركية القادمة،بينما يتحمس فريدمان للضم واغتنام الفرصة التاريخية بوجود ترامب حيث من المحتمل عدم فوزه في الانتخابات القادمة، ذلك كله يجعل من سيناريو التأجيل حاضراً على أجندة حكومة نتنياهو، وهو ما تناولته الصحف الإسرئيلية ونوهت إليه.

سيناريوات الضم على أجندة "الحكومة الإسرئيلية":

- تأجيل الضم "الكلي أو الجزئي" لفترة مؤقتة:

يقوم هذا السيناريو على تأجيل الضم إلى ما بعد الانتخابات الأميركية القادمة، وفي حال فاز ترامب ستتم دعوة الفلسطينيين غلى المفاوضات على أساس "رؤية ترامب" من جديد، وهذا سيكون بمثابة البلسم الشافي وقارب النجاة للسياسات الرسمية الفلسطينية وتكتيكاتها ورهاناتها العقيمة على خيار المفاوضات في انتكاساتها المتتالية وطريقها المسدود،في الوقت الذي سيتم استثمار ذلك دعاوياً وإعلامياً من قبل إعلام السلطة و"إنجازاتها" في "فرملة" خطة نتنياهو في الضم ومبرراً لاستئناف خيار المفاوضات من جديد!!، متجاهلين عمدا أن أية مفاوضات قادمة "إن كانت بضم أو عدمه"، سيكون سقفها الفلسطيني التفاوضي "رؤية ترامب": أي المناورة بين الضم "القانوني" للأراضي الفلسطينية والضم الاستيطاني الزاحف من خلال الكتل الاستيطانية وتهويد الأرض.

- السيناريو الثاني: ضم جزئي أو رمزي:

ضم لبعض المستوطنات أو لكتل استيطانية أو مساحات جزئية من المنطقة (ج) من أراضي الضفة الفلسطينية، للتأكيد على مصداقية الوعود الانتخابية لليمين المتطرف، و"لملمة" ما تبقى من جمهور اليمين الإسرئيلي وجمهرته حول شعار الدورة الانتخابية القادمة للكنيست الإسرئيلي، هذا السيناريو سيضع حجر الأساس للضم الكلي و"القانوني" في السياسات الإسرئيلية اللاحقة، إن فاز نتنياهو أو غانتس أو أي شريك آخر، بغطاء عربي ودولي أو بدونهما.

السيناريو الثالث: فشل الحكومة الإسرئيلية في الإجماع على آليات الضم:

هذا يعني الذهاب إلى انتخابات مبكرة وجديدة للكنيست، وهنا ستكون حظوظ نتنياهو الأوفر من غانتس حسب ما تشير إليه آخر الاستطلاعات الإسرئيلية، ولن يفوز فقط بأغلبية المقاعد النيابية للكنيست، وانما بالحصانة القضائية من محاكمته من تهم الفساد أيضا.

ما العمل؟:

إن توفير مستلزمات الصمود للشعب الفلسطيني فوق أرضه، هو من أولويات الدفاع الاستراتيجي عن المشروع الوطني الفلسطيني، وحجر الأساس لبرنامج يقوم على التوافق والشراكة الوطنية لكل أطياف الحركة الوطنية الفلسطينية انطلاقاً من رؤية الواقع والتعامل معه لتغييره، ويوفر مستلزمات النهوض الوطني من خلال التحضير لانتفاضة شعبية عارمة في كل الأراضي الفلسطينية، القادرة أن تنتج قيادتها الميدانية والوطنية والسياسية الامينة على أهدافها وطموحات الشعب الفلسطيني.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم