الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

انقطاع بعض الأدوية وصرخة داخل لجنة الصحة اليوم ..."جشع وتهريب كمية من الأدوية إلى الخارج"

المصدر: النهار
انقطاع بعض الأدوية وصرخة داخل لجنة الصحة اليوم ..."جشع وتهريب كمية من الأدوية إلى الخارج"
انقطاع بعض الأدوية وصرخة داخل لجنة الصحة اليوم ..."جشع وتهريب كمية من الأدوية إلى الخارج"
A+ A-

منذ أكثر من أسبوعين علت الصرخة عن انقطاع بعض أدوية القلب في لبنان، لكن ما لم يُقله المعنيون إن هذا الانقطاع كان بريئاً، وما سجلته فضيحة الكمامات في بداية الكورونا في لبنان التي هُربت بالأطنان إلى الخارج يتكرر اليوم مع هذه الأدوية التي تدخل بكميات كبيرة إلى الجمارك وتفوق حاجة السوق، لكنها تختفي أو تنقطع فجأة. هذه الأزمة تطرح فرضيتين: إما تهريبها إلى الخارج أو تخزينها حتى يخلو السوق منها قبل طرحها من جديد وفق أسعار أخرى. 

منطق الجشع والابتزاز لم يرحم القطاع الصحي، مقبلون على كارثة صحية. صرخة رئيس لجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية النائب عاصم عراجي تكشف الكثير الكثير من الشوائب والفضائح والثغرات في القطاع الدوائي والاستشفائي. 

"زيارة إلى أكثر من صيدلية تختصر المشهد المتأزم المقبلين عليه، انقطاع في أدوية الأمراض المزمنة من أدوية ضغط وقلب وسكري وحتى بعض الفيتامينات... نعم الفيتامينات التي لا تتوقع يوماً انقطاعها انقطعت اليوم. قصة انقطاع الأدوية باتت مثل ابريق الزيت، والكل يتهرب من المسؤولية ويلقي اللوم على الطرف الآخر. يدافع البعض بقوله إن المشكلة ليست عنده، وإنما تأخير من مصرف لبنان"، في حين أن الواقع يكشف وجهاً آخر لهذا الانقطاع والتأخير. فأين الحقيقة؟ ومن يحمي الناس من المتاجرة بصحتكم؟ 

3 ساعات داخل اللجنة يبحث فيها عراجي مع المعنيين عن سبب الأزمة الدوائية التي تتفاقم يوماً بعد يوم، يقول: "الوضع كارثي. هناك أزمة في القطاعات الطبية من مستوردي أدوية إلى المسلتزمات الطبية والمستشفيات والصيادلة، والوضع غير مطمئن. وما زاد من حدّة الأزمة ارتفاع صرف الدولار وجائحة كورونا، ولكن المريض الذي يتناول الدواء لا ذنب له. هناك فقدان لبعض الأدوية من السوق اللبنانية، خاصة أدوية القلب ومنها: LASIX - burinex - Cordarone - fleccinde وهي مهمة وتدر البول ومهمة لأمراض القلب مثل دواء lasix ، فاذا انقطع المريض عن هذا الدواء لأيام أو يوم واحد قد ينتج عن ذلك مياه في الرئتين ويحصل توقف في التنفس، حتى البدائل المقترحة مفقودة أيضاً، وسبب فقدانها لا يعود إلى غلائها، فمعظمها لا يتعدى سعره العشرة آلاف ليرة".

ويعترف عراجي بـ"وجود قطبة مخفية في ما يجري، والكل يتهرب من مسؤوليته. وقد وصلتني معلومات تفيد بدخول كميات كبيرة من الأدوية إلى الجمارك، وهي أكبر من حاجة السوق، إلا أنها تختفي أو يتمّ تخزينها. حتى إن هناك بعض الأدوية يجري تهريبها إلى الخارج، ومنها إلى العراق، وتقدم بعض الجهات على شراء الدواء الذي يستورد بسعر 1517 للدولار وبكميّات كبيرة، يُصدّر الى الخارج، أو يخفى في مكان ما ليُعاد بَيعه في السوق السوداء لاحقاً. حتى المسلتزمات الطبية علمنا أن بعضها بيع إلى الخارج وقد أكدت النقيبة اطلاق الخط الساخن للتبليغ عن أي شوائب أو شكوك في هذا الموضوع. نحن في صدد التحقيق بالأمر والبحث في كل الثغرات، لأنه ليس مسموحاً أن تتم المتاجرة بصحة الناس. جشع البعض سيقضي علينا. وعلى سبيل المثال لا الحصر تم شراء بطارية للقلب بمبلغ 2000 دولار وبيعت بحوالى 11 مليون ليرة".

وأشار إلى أن "وفق ممثل مستوردي أدوية الدواء أن التأخير أو انقطاع الدواء لبضعة أيام يعود إلى تأخير في موافقة مصرف لبنان على اعتماد الوكيل، ويُقال انه حتى في هذه المسألة هنا "إيد وإجر". 

في حين أكد نقيب الصيادلة في لبنان الدكتور غسان الأمين لـ"النهار" أنه "ليس هناك مشكلة انقطاع دواء كلي في السوق، وإنما تأخير أو انقطاع بعض الأدوية لأسبوع أو عشرة أيام كحد أقصى. ويعود سبب التأخير إلى عدم الاستحواذ على موافقة سريعة من مصرف لبنان. ويتطلب الأمر شهراً، الأمر الذي يؤخر وصول الشحنة إلى لبنان أو صرفها وتسليمها إلى دول أخرى. يغطي مصرف لبنان نسبة 85% ويبقى على الوكيل التكفل بالنسبة المتبقية، وعندما يستحصل الوكيل على موافقة مصرف لبنان عليه أن ينتظر حوالى أسبوعين لتسلم الكمية الموصى عليها نتيجة بيع المصانع الخارجية الطبخة الأولى من الأدوية أو تصريفها في السوق الخارجي. إذاً، هذا التأخير ينعكس في الداخل لمدة أسبوع أو أيام ولكن هذه المشكلة ستعالج، وهناك اجتماعات ووعود تلقيناها تفيد بتسريع آلية مصرف لبنان مع هذه الاعتمادات لاسيما تلك المتعلقة بالأدوية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم