أي سائل تعقيم هو الأكثر فاعلية؟

تتوافر في الأسواق أصناف لا تعد ولا تحصى من سائل التعقيم لليدين وأيضاً من مواد التعقيم كافة لاعتبار أن التعقيم بات يشكل هاجساً مع انتشار الوباء. فهل تتشابه هذه الأصناف كلّها أم أن الاختيار يجب أن يكون على أساس معايير محددة؟ يوضح طبيب العائلة الدكتور ماريو شحروري أن لكل من وسائل التعقيم التي تعتمد بكثرة اليوم اسساً لاختيارها وسوء الاختيار قد يكون مضراً بدلاً أن تكون له أية فائدة.

كيف نختار سائل تعقيم اليدين الأفضل؟

تكثر علامات سوائل التعقيم الخاصة باليدين في الاسواق ولكل منها مكونات مختلفة ما يزيد من صعوبة اختيار المستحضر المناسب والآمن. يشدد شحروري أن غسل اليدين يبقى الوسيلة الفضلى لتنظيف اليدين والحد من خطر التقاط العدوى. فإذا كان ذلك ممكناً من الأفضل غسل اليدين لأن هذه الطريقة لا تسبب أية حساسية وهي آمنة تماماً وتسمح بالتخلص من الفيروس بفاعلية كبرى. أما بالنسبة إلى معقم اليدين فمن المؤكد أن ثمة معايير لاختيارها:

-يفضل استخدام السائل المعقم لا المعقم الذي بشكل رذاذ لأنه بحسب منظمة الصحة العالمية والـCDC قد لا يكون السائل الذي يأتي بشكل رذاذ فاعلاً بمعدلات كافية كما بالنسبة إلى السائل الذي بشكل هلام لاعتباره في هذه الحالة يلتصق بالجلد. إنما لا تتوافر الدراسات للتأكيد ما إذا كانت فعلاً غير فاعلة أو إذا كان العكس صحيحاً. وثمة شركات عديدة في لبنان تنتج هذا النوع من المعقم وهو لا يعتبر ساماً إنما قد لا يكون فاعلاً بمعدل كاف.

-يحتوي الجل المعقم لليدين على نسبة معينة من الكحول علماً ان ثمة أنواعاً عديدة من الكحول أكثرها شيوعاً الـethanol ويجب الاختيار على اساس أن يحتوي سائل التعقيم معدل كحول لا يقل عن 60 في المئة أو 70 وقد تصل النسبة إلى 90 في المئة ولا مشكلة في ذلك ويعتبر استخدام هذا النوع من السائل المعقم آمناً.

-تكمن الخطورة في سوائل تعقيم اليدين التي تحتوي على الكحول من نوع methanol الذي يعتبر من انواع الكحول الاكثر خطورة وتوضع حتى في المشروبات الكحولية التي ثمة نية في الغش فيها. إنما يستخدم لاعتباره أقل كلفة من الكحول من نوع ethanol. في المقابل هو يسبب الحساسية الجلدية وقد يسبب الأذى. لذلك من الضروري الحرص على توافر الـethanol في سائل التعقيم لليدين وأن تكون نسبته فيها 60 في المئة.

-في حال اتساخ اليدين من الضروري الغسل باليدين ولا يفيد استعمال اي سائل تعقيم.

-الشرط الاساسي لاستخدام جل التعقيم فرك اليدين به لمدة 20 ثانية ولا فائدة لاستخدامه لوقت أطول. ما يزيد من أهمية جل التعقيم ويجعله اكثر فاعلية من السائل الذي بشكل رذاذ أيضاً أنه عادةً لا تفرك اليدين فيه لمدة كافية.

ماذا عن مساحيق التعقيم المستخدمة للأغراض، أي منها أكثر فاعلية؟

تتوافر 3 مساحيق تعقيم بشكل أساسي في المنازل وتعتبر آمنة وفق منظمة الصحة العالمية، بحسب شحروي وأولها الماء والصابون وهي فاعلة وآمنة ويمكن استخدامها لتنظيف كافة الأغراض التي يمكن احضارها إلى المنزل. أما النوع الثاني فهو الكحول الطبي ويستخدم يحتوي على الكحول من نوع ethanol بنسبة 70 في المئة على الأقل ويمكن استخدامه لكافة الاسطح والاغراض إنما ليس للأكل طبعاً حيث يجب عدم استخدامه في هذه الحالة. ويشير شحروري إلى ان البعض يستخدمون الخل الأبيض لتعقيم الاطعمة الذي لا يوصف من منظمة الصحة العالمية ويبقى الماء والصابون وسيلة فضلى للتعقيم.

أما بالنسبة إلى الكلور المستخدم بكثرة فقد أوصت منظمة الصحة العالمية في لبنان باستخدامه وأوضحت طرق استخدامه الصحيحة ليكون آمناً وفاعلاً في الوقت نفسه. إذ أن معدل تركيز المساحيق التي تحتوي على الكلور في لبنان هي 5 في المئة وحتى لا يكون ساماً عند استخدامه يجب أن يكون بمعدل 0،5 في المئة وبالتالي يجب التخفيف من معدل تركيزه عند الحاجة بمعدل 10 مرات. ففي مقابل قنينة منه توضع 9 قناني من الماء في المقابل مثلاً او ما يوازي ذلك.

وتتوافر مساحيق عديدة أخرى للتعقيم في المنازل منها ما يحتوي على الكلور بمعدل تركيز أعلى أو على الأمونيوم ويمكن أن تكون سامة ولا توصي منظمة الصحة العالمية باستخدامها. كما لا ينصح باستخدام المساحيق التي بشكل رذاذ سواء على الاشخاص أو الملابس أو الأحذية أو على الأغراض أو حتى ممرات التعقيم فكلها تزيد من التوتر وليست فاعلة في الواقع. ويبقى ضرورياً التركيز في محلة انتشار الفيروس للحد من الخطر على الماء الصابون لكل الحاجات أو الكلور عند الحاجة بعد التخفيف من معدل تركيزه او الكحول الطبي على الأسطح من دون اللجوء إلى مساحيق أخرى قد لا تكون آمنة ولا فاعلة في الوقت نفسه.