الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

على أَلمكَ صُلِبْتُ وبوجعكَ جُلِدْتُ.... يا وطني!!

عبد الرحمن عبد المولى الصلح
Bookmark
على أَلمكَ صُلِبْتُ وبوجعكَ جُلِدْتُ.... يا وطني!!
على أَلمكَ صُلِبْتُ وبوجعكَ جُلِدْتُ.... يا وطني!!
A+ A-
"سوف نجعل الكهرباء رخيصة جدّاً، بحيث أن الأغنياء وحدهم فقط سوف يمكنهم إشعال الشموع". منعاً لأي التباس، اسارع في القول أن وزير الطاقة الأبدي جبران باسيل لم يصرّح بما سبق. فصاحب التصريح هو الأميركي أديسون، الغربي تحديداً للذي يكره الغرب ويهوى الشرق!! كان ذلك، منذ أكثر من 120 عاماً، وتحديداً في 31 كانون الأول عام 1879 أثناء تقديم أديسون عرضاً لإضاءة أول مصباح متوهّج في "مينلوبارك". الوضع المزري لا بل مأساة قطاع الكهرباء في بلاد الأرز أضحى واضحاً للناس وضوح الشمس. فلقد حفظنا عن ظهر قلب من كثرة ما قرأنا أن الهدر في قطاع الكهرباء يناهز 56 مليار دولار منذ عشر سنوات أي نصف عجز الموازنة! لم يشهد لبنان - واكاد أجزم أي بلد في العالم - أن تحكمت جهة ما والمقصود باسيل ورفاقه سيزار، ندى وريمون (والثلاثة يشكلون الأغصان التي تتفرع من الدوحة "الجبرانية") بقطاع الكهرباء كما هو حالنا اليوم والسبب... لأن وراء الأكمّة ما وراءها!مستر أديسون: يُسعدني إبلاغك أن الله أنعم علينا بوزير أبدي للطاقة يضاهيك علماً ومعرفةً ونزاهة، ومع ذلك فإننا لن ننعم فقط بكهرباء رخيصة كما ذكرت في تصريحك، بل قدرنا أن لا ننعم بالكهرباء إطلاقاً، لكن يكفي، مستر أديسون أن تحفظ الأسماء التالية: سلعاتا، دير عمار، الذوق، والجيّة. ويؤسفني إبلاغك أننا قريباً، الأغنياء منا والفقراء، سنضطر إلى إشعال الشموع. والموضوع لا يقتصر فقط على الكهرباء فمنذ اللحظة الأولى لانكشاف فضيحة الفيول المغشوش واشكالية التعامل مع "سوناطراك الجزائرية" أيقنتُ مثل كل الناس أن أحداً من الذين تم تداول اسماءهم سيظل حرّاً طليقاً. ففي كلاسيّات الفساد اللبناني أن فضائح الفساد، عكس ما يجري في البلدان حيث يسود القانون، تبدأ كبيرة إلى أن تصغر ويسدل عليها الستار!. فعلى سبيل المثال هل من يذكر ما آلت إليه نتائج التحقيق في فضيحة الإنترنت الغير الشرعي؟ لكن والحق يُقال، فاللوم لا يقع كليّاً على وزير الطاقة الأبدي فهو يعمل ضمن منظومة سياسيّة واضحة تتقاسم وتتوزع المغانم من قطاع إلى آخر وأركان هذه المنظومة على كل شِفَةٍ ولسان... والمغانم متنوّعة بين مغانم سياسية لتأييد وكسب مواقف ولو على حساب سيادة واستقلال البلد أو ماليّة لتغذية الجيوب" إنه الإنزلاق من عروش الكرامة إلى كراسي الإرتزاق فلم يعد للطبقة السياسية الحاكمة إلا هاجس واحد: نهش ما تبقى من الجسد اللبناني لمزيد من المغانم والمصالح الخاصة" (داوود الصايغ، "النهار" 28-8-2018) هل من يتذكّر "راسنحاش"؟ لمن لا يعرف، هي بلدة صغيرة في قضاء البترون، قدرها أن كل ناخبيها من اللبنانيين السُنّة (ما أحلى الفسيفساء اللبناني بعيداً عن الطائفية البغيضة والمذهبيّة الأكثر بغضاً) قصدها خصّيصاً رئيس الوزراء السابق سعد الحريري آتياً من طرابلس أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة (2018) وطلب لا بل أكّد على من اجتمع بهم على ضرورة انتخاب "صديقي جبران باسيل". يومها، أثارت زيارته عندي العجب، فكنت أفترض أن تيّاره السياسي عابر للطوائف فكيف له إذا كان الأمر كذلك أن يتوجّه إلى "راسنحاش" فقط لأن الناخبين هُم من السُنّة؟.انتقد الحريري مؤخّراً الحكم برأسين علماً أنه هو الذي سعى إلى تسوية سياسية نتج عنها إنتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية لكن الناس تقول - وناقل الكفر ليس بكافر - أنّ التسوية شملت أيضاً إضافة إلى السياسة مصالح توزعت على قطاعات مختلفة. ويا ليته أصغى إلى الرئيس نبيه بري والذي لم يُدل بصوته وأصوات كتلته النيابيّة للعماد عون قائلاً أننا سنصبح جمهورية برأسين! كم كان برّي... نبيهاً! وانطلاقاً من احقاق الحق فاللوم في مسألة هدر الكهرباء وأمور أخرى لا يجب أن ينحصر في الوزير المعني بل عمليّاً يشمل كل رؤساء الوزراء السابقين منذ عام 2008. كان من المفترض - وذلك بحكم الدستور وانطلاقاً من الحرص على المصلحة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم