السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

التدخين سبب رئيسي لسرطان الرئة... علاجات جديدة تعطي أملاً

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
التدخين  سبب رئيسي لسرطان الرئة... علاجات جديدة تعطي أملاً
التدخين سبب رئيسي لسرطان الرئة... علاجات جديدة تعطي أملاً
A+ A-

يحتل سرطان الرئة المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي في لبنان من حيث معدل الانتشار. أما على صعيد العالم، فهو في المرتبة الأولى بين مختلف أنواع السرطان من حيث عدد الوفيات بحسب الطبيب الاختصاصي في الأمراض السرطانية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور عرفات الطفيلي الذي يؤكد أن التدخين سبب أساسي ولكنه ليس السبب الوحيد للإصابة.

ما الذي يسبب الإصابة بسرطان الرئة غير التدخين؟

يعتبر التدخين السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى نسبة 95 في المئة من حالات الإصابة بالسرطان، ما يجعله أكثر أنواع السرطانات قابلية للوقاية بمجرد وقف التدخين. هذا لا يجعل التدخين السبب الوحيد للإصابة بالسرطان، فالتلوث يساهم أيضاً بذلك ولو بنسبة أقل بكثير، كما يساهم في أحد أنواع طلاء المنازل (radon) الذي كان يستخدم قديماً. ويشير الطفيلي إلى أن نسبة 5 أو 10 في المئة من الحالات تكون نتيجة خطأ جيني يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة، حتى في حال عدم التدخين. إذا كان التدخين سبباً، هل السيجارة الإلكترونية تحمي؟

ثمة جدل واسع حول السيجارة الإلكترونية. ومن المهم التوضيح أن ثمة أنواعاً عديدة منها. ففي أحد أنواعها لا تسخن المواد فيها ولا تشتعل. وبالتالي تعتبر في هذه الحالة نسبة السموم أقل مقارنةً بالسيجارة العادية. أما نسبة النيكوتين فهي نفسها. لا يجد الطفيلي مشكلة في اللجوء إلى السيجارة الالكترونية بشكل مؤقت بهدف الإقلاع عن التدخين. أما اللجوء إليها للبدء بالتدخين فهو أكثر خطورة، خصوصاً أن ثمة شركات تسوّق للسيجارة الإلكترونية باعتبارها الحل للمراهقين، فيما تؤدي في الواقع إلى الاعتياد عليها مع كل ما لها من مضار وصولاً إلى مرحلة الانتقال إلى التدخين العادي. وفي كل الحالات يؤدي الاستمرار بتدخينها إلى التعرض للكثير من السموم التي لا يمكن الاستهانة بها.

ما سبب هذا الارتفاع في معدلات الإصابة بسرطان الرئة في لبنان؟

ثمة ارتفاع كبير وواضح في معدلات الإصابة بسرطان الرئة في لبنان. والمشكلة الكبرى بحسب طفيلي تكمن في النرجيلة التي تحوّل تدخينها إلى عادة أو ظاهرة في المجتمع انتشرت بشكل واسع ومقلق بين الرجال والنساء. وكانت الجامعة الأميركية قامت بدراسة حول النرجيلة وتبين فيها أن واحدة منها تحتوي على سموم بمعدل يساوي تلك الموجودة في علبة أو اثنتين من السجائر العادية. يضاف إلى ذلك أن خطورتها في أنها تدخل إلى أعماق الرئة عند تدخينها، فيما تدخين السيجارة العادية يكون سطحياً أكثر. من هنا أهمية التشديد على تطبيق القانون 174 لمنع التدخين في الأماكن العامة، لأن الاستمرار بالتهاون يهدد بوضع كارثي.هل ساهم انتشار فيروس كورونا في الحد من التدخين؟

ما من ارقام محددة تؤكد ما إذا كان كورونا قد أدى فعلاً إلى الحد من التدخين، وإن كانت هناك مؤشرات لذلك. وانتشار كورونا ليس السبب الوحيد، بل يضاف إليه الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمكن ان يلعب دوراً في ذلك مع ارتفاع الأسعار. وتجدر الإشارة إلى انه في ما يتعلق بفيروس كورونا المستجد تحديداً، تبين ان المدخنين والاشخاص الذين يعانون مشكلات في الرئة عامةً هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس ومضاعفاته. كما يعتبر أكثر عرضة أيضاً المصابون بسرطان الرئة. ولا تعتبر سن المدخن معياراً بقدر معدل التدخين.

هل يفقد الأمل بالشفاء في حال تشخيص اصابة بسرطان الرئة؟

ترتبط هذه الفكرة بمبدأ أن أعراض سرطان الرئة لا تظهر إلا في مراحل متأخرة من الإصابة عادة، وهذا مؤسف لأنه في هذه المراحل المتقدمة يتراجع الأمل بالشفاء بطبيعة الحال. فمن أعراضه السعال وضيق التنفس، وهي من الأعراض التي قد تتشابه مع تلك المرافقة لمشكلات أخرى. ولأن سرطان الرئة يختبئ في الرئة إلى أن تظهر أعراضه بشكل أوضح في مراحل متقدمة، فإن نسبة 70 في المئة من الحالات تظهر في المرحلتين الثالثة والرابعة حيث يتراجع الأمل بالشفاء. لهذا السبب ثمة اعتقاد بأن الأمل بالشفاء من سرطان الرئة قليل نسبياً. لكن من الوسائل الجديدة المتوفرة لكشفه في مرحلة مبكرة الـlow dose CT scan وتعتمد للمدخنين بشكل خاص. ويمكن أن يجرى في حوالي سن 55 سنة وما فوق. ويحتسب فيها معدل التدخين على عدد السنوات كمعيار .

ويشير الطفيلي إلى أن معظم الحالات التي اكتشفت كانت في المرحلتين الأولى أو الثانية، علماً أنه عند اكتشافه في المرحلة الأولى تصل نسبة الشفاء من سرطان الرئة إلى 60 في المئة، وفي المرحلة الثانية حوالي 50 في المئة. وتتراجع إلى حوالي 20 في المئة في المرحلة الرابعة. 

أما العلاج الأكثر فاعلية اليوم، فهو العلاج المناعي الذي أثبت فاعلية واضحة حتى في مراحل متقدمة من المرض. وارتفعت معدلات الشفاء والعيش لأكثر من 5 سنوات وهي المدة المعتمدة كمعيار للشفاء. ويشير الطفيلي إلى أن 7 علاجات جديدة ظهرت في الشهر الماضي وأثبتت فاعلية مهمة في معالجة سرطان الرئة، ما يؤكد أن ثمة تطوراً واضحاً في معالجة هذا النوع من السرطان، ومعظم هذه العلاجات متوافر في لبنان ويمكن اعتمادها مع المرضى في البلاد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم