الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صداقتي "الفاترة" مع مار مارون!

غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
صداقتي "الفاترة" مع مار مارون!
صداقتي "الفاترة" مع مار مارون!
A+ A-

اليوم عيد مار مارون، القديس الناسك الذي جمع حوله رهباناً من دون النية في تأسيس طائفة تحمل اسمه. لا تربطني صداقة قوية بالقديس مارون، اذ تعرفت اليه في وقت متأخر. واذكر مرة ان دعاني صديق لمشاركته قداس ذكرى القديس مارون، فأجبته بأن الامر لا يعنيني كثيراً واني افضل الصعود الى البقاع. وأذكر اني، يومذاك، صدمت سيارتي، ولما علم صديقي بالامر قال لي "شفت لا يمكنك ان تلعب مع القديس مارون، عينو ضيقة" ، واذكر اني كفرت لصديقي في ذلك النهار، وقلت له اني لن ابني صداقة مع مارون اذا كانت عينه ضيقة الى هذا الحد، ولا يمكنه ان يتحمل كلمة صادرة بنية طيبة.
هذا الحديث الفكاهي ولكن الواقعي، يقودني الى الحديث عن الموارنة، من الباب الايجابي، بعكس عادتي. اذ غالباً ما احملهم نتائج ما بلغناه في هذا البلد الذي لم يتحول وطناً، ولم يسعَ مؤسسوه الموارنة الى تطوير صيغته وقوانينه ونظامه ليلائم العصر ويستوعب الآخرين ويصهرهم في بوثيقة وطنية واحدة.
لكنّي اليوم، وخوفاً من ردة فعل مار مارون في ذكراه، اذكر حسنات للموارنة، أولها انهم انشأوا لبنان، هذه المساحة من الحرية، ومن الديموقراطية، ومن التعدد والتفاعل، رغم الصراعات والحروب .
وأذكر ايضاً الموارنة بما ضحوه خلال الحروب من اجل المحافظة على لبنان سيداً حراً مستقلاً. وهم، وان تبدلوا وتلونوا وتعاملوا، الا ان هدفهم كان على الدوام حفظ هذا اللبنان، وهذا ما يدفع الى العفو عنهم، ولست في موقع الحكم، او المكلف بالعقاب والثواب. ولكنها وجهة نظر ليس اكثر.
اليوم في الذكرى ، تحية الى موارنة لبنان، الى الكنيسة التي اعطي لها مجد لبنان، والى الكنيسة التي انجبت بطاركة كباراً ضحوا بالكثير وتحملوا الكثير. ونذكر هنا البطريرك ما نصرالله بطرس صفير اطال الله عمره، كم عانى ، وكم تحمل، وكم صمد. واظن الزمن سينصف الرجل ليبقى اسمه في عداد العظماء.
[email protected]
twitter:@ghassanhajjar


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم