الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ردّي على ردّ الاتحاد العمالي العام: قولوا لنا كيف ستواجهون الفقر الزاحف؟

المصدر: "النهار"
غسان صليبي
ردّي على ردّ الاتحاد العمالي العام: قولوا لنا كيف ستواجهون الفقر الزاحف؟
ردّي على ردّ الاتحاد العمالي العام: قولوا لنا كيف ستواجهون الفقر الزاحف؟
A+ A-

رد الاتحاد العمالي العام على مقالي المنشور في "النهار" بعنوان "ليس بالخبز ولا بالسلاح يحيا الإنسان يا سيد نصرالله".

على الرغم من أن الردّ جاء على صفحتين كاملتين، الا انه توقف فقط عند جملة واحدة وردت في النص: "حرية النقابات المكبَّلة التي يديرها اليوم "الثنائي الشيعي" والتي بدونها لا تأمين للخبز ولمعيشة لائقة للبنانيين". وهذه الجملة ترد في سياق قولي للسيد نصرالله "ان ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ولا بالسلاح، بل بالحرية"، وأهم هذه الحريات حرية النقابات وعملها باستقلالية عن السلطة واحزابها.

سأكتفي بثلاث ملاحظات على رد الاتحاد العمالي العام.

أولاً: رغم انتقادي "للثنائي الشيعي" في إدارته للنقابات، جاء الرد عليّ من الاتحاد العمالي العام، وهذا اعتراف من "الثنائي" انه يدير الاتحاد. وهذه انطلاقة سليمة للحوار.

ثانيا: انا لا اشتكي من كون "الثنائي الشيعي" هو من يدير الاتحاد ولا بالتأكيد من الحضور العمالي الشيعي، كما يحاول بيان الاتحاد الإيحاء به، بل أشتكي من عجز الاتحاد بقيادة "الثنائي الشيعي" وتقصيره وجموده، في ظل هذه الأزمة المعيشية الخانقة.

صحيح أني أجريتُ حديثاً مع الاتحاد وبطلب خاص من اصدقاء من احزاب "الثنائي الشيعي" وأنتجنا خطة لتطوير رؤية وتنظيم وأداء الاتحاد من اجل ان يصبح قادراً على الدفاع عن عمال لبنان. لكن كل ما انتجناه على مدى شهور بقي حبراً على ورق، وعندما تسارع الانهيار المالي والمعيشي، بقي الاتحاد متفرجاً مكتفياً ببعض البيانات.

ليس المهم أن يردّ عليّ الاتحاد، المهم ان يقول لي وللبنانيين كيف سيواجه الفقر الزاحف الى بيوتهم. فهذه مسؤولية تاريخية، يكرر انه يحتكرها، وتالياً لا يستطيع الاستمرار في التهرب منها. ألا يصح القول عنه في هذه الحالة أنه مكبّل بحكم الارتباطات الحزبية لقيادته؟

ثالثا: سألني الاتحاد في نهاية رد: ""وأخيراً، ألم تدخل الى الاتحاد خبيراً ومدرِّباً على حصان ابيض ومرحباً بك رغم كل الاختلاف معك في العديد من آرائك؟ أم كانت المصالح المادية هي وراء القصد والله أعلم"؟

هل أصبح عيباً بالنسبة للاتحاد العمالي العام أن يعمل الانسان ليعيش؟ هل يتنكّر الاتحاد لدوره في الدفاع "عن المصالح المادية" للعمال، ويترفع عن هذا النوع من المصالح؟ هل بات يشمت بكل من يعمل لقاء أجر هو الذي "يمثل" العاملين بأجر؟

عندما أنتقدُ اليوم "الثنائية الشيعية" في أدائها النقابي، أو عندما انتقدت البارحة "الثنائية المسيحية" في محاولتها الهيمنة على نقابة المعلمين الخاصة (راجع مقالي في "النهار"، " الى نقابيي الثنائية المسيحية في نقابة معلمي المدارس الخاصة")، انما اسعى الى استقلالية النقابات عن احزاب السلطة، هذه الاستقلالية التي هي شرط لاضطلاع النقابات بدورها في الدفاع عن مصالح العمال. وسأكون سعيداً اذا برهن الاتحاد عكس ما أقول من خلال ممارساته.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم