الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

انتصار للحب في "اسطنبول الظالمة"... مَن الظالم ومن المظلوم؟

رحاب ضاهر
انتصار للحب في "اسطنبول الظالمة"... مَن الظالم ومن المظلوم؟
انتصار للحب في "اسطنبول الظالمة"... مَن الظالم ومن المظلوم؟
A+ A-

لم تمر الحلقة الأخيرة من مسلسل "اسطنبول الظالمة" مرور الكرام، رغم المطبّات التي مرّ بها المسلسل في الموسم الثاني، على عكس موسمه الأوّل الذي انطلق قوياً، ولاقت قصّته إعجاباً كبيراً لدى المشاهدين. غير أنّ الموسم الثاني طاله الكثير من الضعف والخلل في الحبكة الدرامية، وفقد الكثير من نجاح الموسم الاول، وأعادت الحلقتان الاخيرتان الهيبة للمسلسل، رغم التغيّرات التي طرأت عليه بعدما كان مقرراً له أن يستمر لموسم ثالث، لكن ظروف أزمة كورونا وانسحاب الممثل فكرت كوشكان الذي قدّم شخصية الآغا، وهي شخصية محورية في المسلسل والتي تم انهاء دوره بالموت، جعلت صنّاع العمل يضعون حداً له.

المسلسل الذي حمل عنوان "اسطنبول الظالمة "، كان منذ البداية يثير كثيراً من الاسئلة عن سبب تحميل هذه المدينة جناية الظلم والتساؤل: من الظالم ومن المظلوم؟ من الجاني ومن الضحية؟ وهل اسطنبول المدينة هي الظالمة أم البشر هم الظالمون، ولمن ستنتصر، وهل كانت النهايات عادلة؟ والتي أغلبها حكم عليها بالموت.

ونبدأ مع نجمة العمل بهار شاهين التي اعتبر المسلسل بداية طريقها في عالم النجومية، إذ قدّمت شخصية جيرين، الفتاة الفقيرة بل المعدمة والطامحة إلى الثراء وحياة القصور بتدبير من جدّتها ناريمان التي كانت الرأس المدبر، والتي جعلتها تسلك طرقاً ملتوية لتكون سيدة القصر بدلاً من أن تكون الخادمة، فكانت نهايتها الموت هي وزوجة الاغا شينيز. وكأنّ  المسلسل يريد أن يشير إلى أن جيرين لو بقيت ستكون نسخة أخرى من شينيز، التي هي الأخرى في شبابها كانت تفكّر مثل جيرين، وهذا ما جعلها عندما تزوجت الاغا ترتكب كثيراً من الآثام والخطايا من أجل المال، وإن كان كثير من مشاهدي المسلسل تعاطفوا مع جيرين واعتبروا أنها نهاية غير عادلة وأنّ الأخيرة ضحية طمع الجدّة والفقر والطموح.

وحكم أيضاً على جينك بالموت بسبب المرض، وهو يعتبر أكثر من تعرّض للظلم، إذ عاش طفولة حزينة وصراع الضمير بسبب تركه لابن عمه نديم يسقط بإيعاز من والدته، إضافة إلى علاقته الشائكة بوالده وأمنيته ان ينال رضاه وصراع الخير والشر في داخله، وصولاً إلى اعترافه بابنه من جيرين، ومحاولته العيش معه الأشهر القليلة المتبقية من عمره ويحقق معه الأمنية التي كان يتمنّى أن يعيشها مع والده وهي أن يذهبا معاً في رحلة، إضافة إلى تضحيته بجيمري التي يحبها من أجل أن تنعم بالحب مع نديم. وكما سيطرت جيرين في الحلقة ما قبل الأخيرة على المشاهدين، سيطر جينك في الحلقة الاخيرة على المشاهدين عبر مقاطاع الفيديو التي كان يصوّرها للجميع قبل وفاته، ويعتبر الشخصية الأكثر التي كانت نهايته ظالمة، فهو لم يذق حنان الام، ووالده كان ناقماً عليه ولم يحظَ بالحب وكانت نهايته المرض والموت في ريعان شبابه.

تعتبر نهاية المسلسل من الكلاسيكات الرومانسية التقليدية، حيث الانتصار الحقيقي للحب، فيجتمع أخيراً نديم وجيمري ويؤسسان عائلة ويرعيا اوموت ابن جينك وجيرين في جوّ عائلي سعيد، إضافة إلى زواج داملا وايلفان وتجاوز الفروق الطبقية بينهما، فيما محور الشر الاساسي في العمل الجدة ناريمان تسقط عن الدرج وتصاب بالشلل، لكنها لا تتوقف عن ألاعيبها، إذ تظهر وهي تحرّض فتاة تعمل عاملة منزل للايقاع بصاحب القصر الذي تعمل لديه، كتكرار لما حصل مع حفيدتها جيرين دون أي تأنيب للضمير للمصير الذي لقيته حفيدتها.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم