الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من يحمل فئة الدم هذه أكثر عرضة للإصابة بكورونا ومضاعفاته... وهذه الفئة محمية

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
من يحمل فئة الدم هذه أكثر عرضة للإصابة بكورونا ومضاعفاته... وهذه الفئة محمية
من يحمل فئة الدم هذه أكثر عرضة للإصابة بكورونا ومضاعفاته... وهذه الفئة محمية
A+ A-

تتكثف الدراسات في هذه المرحلة أكثر من أي وقت بعد انتشار وباء كورونا على نطاق واسع حول العالم ودخول مرحلة احتوائه، للكشف عن أي علاقة ممكنة بين عوامل معينة والإصابة بالفيروس أو التعرض لمضاعفاته أيضاً. أحدثُ الدراسات بدأت تتناول فئة الدم وعلاقتها بالإصابة بالفيروس التاجي والتعرض لمضاعفاته، إذ تبين أنّ ثمة فئة تحمي، وأخرى تزيد الخطر، بحسب ما أوضح الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا في حديثه مع النهار، مشيراً إلى أهم الدراسات التي نشرت حول هذا الموضوع، إضافةً إلى ما تبين حول الاستعداد الجيني للإصابة أو على العكس ليكون البعض أقل عرضة للإصابة.

لم تكن الدراسة الأوروبية التي نشرت أخيراً أولى الدراسات التي تتناول هذه العلاقة بين فئة الدم والإصابة بكورونا. فقد أُجريت دراستان مهمتان في الصين إنما لم تنشرا بعد، وتبين فيهما أنّ ثمة علاقة ما بين الإصابة أو التعرض لمضاعفات المرض من جهة وفئة دم معينة من جهة أخرى. أما الدراسة الأوروبية الجديدة، فبحسب أبي حنا، نُشرت في الصحيفة الصحية الطبية New England التي تُعتبر من أهم المطبوعات الطبية، وتبين فيها أن من يصاب بكورونا ومن يتعرض لمضاعفات المرض الخطيرة، لديه استعدادات جينية معينة أكثر من غيره من الأشخاص. فالأشخاص الذين يحملون جينات معينة هم أكثر عرضة للخطر بنسبة 77 في المئة.ما الفئة الأكثر أو الأقلّ عرضة للإصابة؟

تبين في الدراسة الأوروبية التي تناولت حوالي 1600 شخص من إيطايا وإسبانيا، أن الأشخاص من فئة الدم A هم الأكثر عرضة للإصابة ولمضاعفات المرض لأن الخطر يزيد عندها. أما الذين هم من فئة O فهم الأقل عرضة لأن هذه الفئة تحمي. إلا أن أبي حنا يشدد على عدم اعتبارها حقيقة مطلقة. فتبقى الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض كمرضى القلب والسكري والسرطان والمسنين والذين يخضعون لغسل الكلى، أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة، ولا بد لهم من الحرص على تجنب التقاط العدوى لأنهم ليسوا محميين. وبحسب الدراسة، يبدو أن الأشخاص من فئة الدم A أكثر عرضة للإصابة بكورونا بنسبة 45 في المئة وتحديداً القصور في جهاز التنفس، مقارنة مع الأشخاص الذين لهم فئة دم مختلفة. في المقابل، يُعتبر الأشخاص من فئة دم O أقل عرضة للإصابة بنسبة 35 في المئة. مع الإشارة إلى أنه حتى الآن لم يتبين بعد سبب هذه العلاقة ما بين فئة الدم والإصابة بالفيروس.

في لبنان أيضاً

في ما يتعلّق بالعوامل الجينية التي تلعب دوراً، يشير أبي حنا إلى أن العوامل الجينية تلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة بكورونا وبمضاعفاته أو الحد منه. وفي لبنان أيضاً يبدو واضحاً وفق التجربة أن لذلك تأثيراً، فيعطي مثالاً عن شاب في مستشفى الحريري حالياً عمره 22 سنة ولا يعاني أية مشاكل صحية، وهو في العناية الفائقة بسبب المضاعفات الخطيرة لكورونا التي تعرض لها. في المقابل ثمة إصابات لأشخاص لديهم مشاكل صحية ويُعتبرون من الفئات الأكثر عرضة للخطر ولا يتعرضون لمضاعفات خطيرة، على حد قوله. "هذا ما يدعو إلى التفكير بالعوامل الجينية التي يمكن أن تلعب دوراً في ذلك. لكن سواء بالنسبة إلى الاستعدادات الجينية أو بالنسبة إلى فئة الدم وعلاقتها بالإصابة بالفيروس وبمضاعفاته الخطيرة، ثمة حاجة إلى المزيد من الدراسات الموسعة والأبحاث التي تؤكد على نطاق أوسع هذه المعطيات التي توافرت حتى الآن، وإن كنا ندرك بوضوح أن الاستعداد الجيني يلعب دوراً في الإصابة".

لماذا نحن أقل عرضة في لبنان؟

وفي إطار هذا الحديث، أشار أبي حنا إلى أنّه في لبنان تحديداً، ثمة حاجة إلى إعادة النظر في موضوع أنّ اللبنانيين أكثر عرضة للمرض ولمضاعفاته مقارنة بباقي شعوب العالم. وتتعدد الاحتمالات بحسب ما يوضح، فقد يكون السبب في التحرك السريع في لبنان لمواجهة الوباء واحتوائه واستباقه مقارنةً بدول أخرى، إضافة إلى عدم وجود مواصلات عامة ومترو، وأن لبنان بلد صغير نسبياً. ولا يخفي احتمال أن يكون للعامل الجيني تأثير أيضاً، فيلاحظ أن معدلات الإصابة قليلة ومعدل الحالات الحرجة منخفض بشكل واضح مقارنةً مع دول أخرى، فيما لم تُجرَ حتى اليوم دراسات حول هذا الواقع.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم